يبرز سد كاخوفكا على سطح أحداث الحرب بين روسيا وأوكرانيا، على شاكلة مفاعل زابوريجيا النووي؛ حيث يتبادل البلدان الاتهامات بمحاولة تفجيره التي إن تمت ستجرف أمامها جثث الآلاف من السكان.

ويستعرض خبيران روسي وأوكراني في حديثهما لموقع "سكاي نيوز عربية"، الأسباب التي قد توضح من هو المستفيد من تفجير السد، لتحديد المسؤول.

سلاح السدود

وفي الأيام الأخيرة، تتالت تحذيرات، من موسكو وكييف بشأن أن تفجير سد "كاخوفكا" الضخم في مدينة خيرسون، جنوبي أوكرانيا، سيغرق منطقة واسعة، ويودي بحياة الآلاف.

ودعا الممثل الدائم لروسيا في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزا، مجلس الأمن الدولي إلى منع تدمير السد، متهما القوات الأوكرانية بأنها تستخدم راجمات "هيمارس" الأميركية في قصف خيرسون، وهي تسدد صواريخها عن قصد على سد كاخوفكا.

من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مساء الخميس، الروس بتفخيخ السد، بينما دعا رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال، خلال اجتماع للحكومة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تنظيم بعثة مراقبة إلى السد.

أخبار ذات صلة

هل يتجه العالم إلى كارثة؟.. تعرف على أزمة مفاعل زابوريجيا
وزارة الدفاع الروسية: نظام زيلينسكي يرتكب عملا إرهابيا نوويا
معركة خيرسون.. "هيمارس" الأميركية تشعل الميدان
معركة الجنوب.. أوكرانيا تباغت الجيش الروسي بهجوم خاطف

 مَن المستفيد؟

وهنا يعلق الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي سي إم" للدراسات ومقره موسكو، بأن أوكرانيا "تستخدم سياسة الأرض المحروقة، وما يحدث حول السد هو إعادة سيناريو لما كان يحدث حول محطة زابوريجيا النووية".

وتتبادل موسكو وكييف كذلك الاتهامات بشأن المسؤول عن قصف المحطة جنوبي أوكرانيا.

ويستدل ملحم في اتهامه لأوكرانيا بأن استعرض عوامل رآها تحدد من المستفيد من تفجير السد، قائلا:

  • يقع سد كاخوفكا أو نوفايا كاخوفكا (أي كاخوفكا الجديدة) على نهر دنيبر، وبجانبه محطة كاخوفكا الكهرمائية.
  • يحتجز السد 18 مليون متر مكعب من المياه، وسيُحدث تفجيره موجة مياه عارمة قد يصل ارتفاعها إلى 5 أمتار وعرضها 5 كم.
  • سيغرق خلال ساعتين فقط مساحات واسعة من خيرسون وأكثر من 80 بلدة وقرية ومدينة.
  • تتمركز القوات والمعدات الروسية في مناطق يسار نهر دنيبر، وهي منخفضة عن الواقعة على يمينه؛ لذا ستتدفق المياه بشكل رئيسي نحو اليسار، وتعيق حركة القوات، خاصة المدفعية التي تستخدم بنجاح ضد القوات الأوكرانية.
  • ستضطر القوات الروسية لترك معداتها لإنقاذ المدنيين الذين ستملأ بيوتهم المياه.
  • يعتبر سد كاخوفكا نقطة الضعف الكبرى في خيرسون؛ فتدميره سيشكل كارثة حقيقية.
  • كما أن نسف السد سيدمر نظام قنوات الري في معظم جنوب أوكرانيا، ومنها شبه جزيرة القرم (الخاضعة للروس) أيضا.

ويتساءل ملحم: "كيف إذا تسعى روسيا إلى تفجير السد وقواتها متمركز في منطقة مهددة بالغرق؟"

أخبار ذات صلة

روسيا تدمر مستودعا كبيرا لوقود طائرات أوكرانيا.. 100 ألف طن
تحسبا لتقدم القوات الأوكرانية.. "قرار عسكري" روسي في خيرسون
"مسار جديد" لحرب أوكرانيا.. وتحذير من كارثة واسعة النطاق
إغلاق زابوريجيا.. هل ينهي أسوأ كارثة نووية محتملة؟

 الانسحاب من خيرسون

في المقابل، يقول الخبير الأوكراني المتخصص في العلاقات الدولية، قسطنطين جريدين، إن هدف روسيا الأن هو استخدام السدود والطاقة والبينة التحتية، وتسخير كل هذا لحربها لتكبيد أوكرانيا خسائر بلا عناء.

ويستدل على اتهامه لموسكو، بإسراع القوات الروسية في إخلاء السكان من المناطق المهددة بالغرق؛ حيث إن الجنوب الأوكراني سيغرق في حدود 5-6 ساعات حال تفجير السد.

وسبق أن عللت موسكو إخلاء السكان بأن خيرسون على وشك التعرض لهجوم كبير من القوات الأوكرانية؛ ولذا عليها حماية المدنيين.

وعملية الإغراق بدلا من الرصاص، استخدمها الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية عندما فجَّر سد دنيبروستروج على نهر دنيبر بعد انسحاب قواته، ولعرقلة التقدم الألماني؛ ما أدى إلى مقتل الآلاف بتسونامي المياه المفاجئ.