أعلنت حكومة طالبان تصفية 6 من أعضاء تنظيم "داعش- خراسان"، خلال عملية أمنية في العاصمة كابل، ضمن تصعيد عملياتها ضد التنظيم الإرهابي الذي أحرجها في الداخل والخارج بكثرة هجماته.

وتوقع محللون سياسيون أفغان تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تشهد الأيام المقبلة مواجهات أشرس بين طالبان وداعش.

وصرّح قاري يوسف أحمدي، المتحدث باسم حركة طالبان، السبت، بأن قوات الأمن استهدفت عناصر داعش في مخبأ لجأوا إليه بعد مشاركتهم في تنفيذ هجومين كبيرين الأيام الأخيرة، أحدهما على مسجد وزير أكبر خان، والآخر على معهد "كاج" التعليمي، أسفر عن مقتل عشرات الطالبات.

وتأتي هذه العملية بعد أسبوع من إعلان "داعش- خراسان" أن طالبان قتلت "أبو إبراهيم الخراساني"، أحد قادته، خلال مداهمة قوات أمنية لبيت يختبئ داخله، كما ورد في صحيفة "النبأ" التابعة للتنظيم.

وتصعيد طالبان ضد "داعش- خراسان"، مدفوع برغبتها في تحسين صورتها التي اهتزت بعد سلسلة هجمات داعشية استهدفت الحركة ذاتها، والمدنيين، ومصالح أجنبية، أظهرت طالبان عاجزة عن تحقيق الأمن، ضمن مخطط "داعش" لإزاحتها عن الحكم والاستيلاء عليه وضم أفغانستان لخلافته المزعومة.

استعادة الثقة

الباحث السياسي الأفغاني، عبيد الله بهير، المحاضر السابق بالجامعة الأميركية في أفغانستان، يرجع "انتفاضة" طالبان ضد "داعش- خراسان" إلى:

  •  العمليات الكثيفة التي نفذها داعش بهدف هز الثقة في حكومة طالبان.
  • موقف المجتمع الدولي الذي رأى أن طالبان غير قادرة على مواجهة الإرهاب.
  • مواجهة الحرب النفسية والإعلامية التي يقودها داعش ضد طالبان في الداخل والخارج.
  • تكرار العمليات الناجحة لطالبان ضد "داعش- خراسان"، محاولة لإثبات قدرتها على تحقيق الأمن.

لكن بهير يرى في الوقت ذاته، أنه من غير الممكن القضاء على التنظيم بشكل تام، متوقعا أن يحاول تنفيذ عمليات، ولو على فترات متباعدة، لإثبات وجوده.

أخبار ذات صلة

طالبان بموقف حرج.. وداعش يتقدم بـ"السيطرة التنافسية"
أفغانستان.. ارتفاع حصيلة قتلى تفجير كابول "المرعب"

عداء قديم

من أسباب عداء "داعش- خراسان" لطالبان رفضها استراتيجيته الخاصة بتنفيذ هجمات ضد المصالح الأجنبية داخل أفغانستان، واتخاذ أراضيها قاعدة لشنّ هجمات على دول الجوار.

ورجح الدكتور فضل الهادي وزين، رئيس مركز أفغانستان للدراسات، أن تزداد المواجهات بين طالبان و"داعش- خراسان" شراسة، لكن مقتل أفراد أو عناصر من تنظيم "داعش خراسان" لن يكون مؤثرا بالشكل الكافي لإضعاف التنظيم.

هجمات (داعش- خراسان) منذ حكم طالبان

أعلن داعش مسؤوليته عن 224 هجوما منذ تولي طالبان الحكم في أغسطس 2021، حسب موقع "سايت" المتخصص في الجماعات المتطرفة.

أبرز الهجمات:

  • في أكتوبر 2021 استهداف داعش مسجدا للشيعة بولاية قندوز، قُتِل 46 شخصا وأُصيب 143.
  • أبريل 2022، تفجير مسجد للشيعة في مدينة "مزار شريف"، قُتل 11 شخصا وأصيب 32.
  • يونيو 2022، تفجير مسجد للشيعة في مديرية الإمام صاحب، أثناء صلاة الجمعة، قُتل شخص وأصيب 4.
  • مايو 2022، تفجير مسجد للشيعة في كابل، قُتل 14 شخصا.
  • 5 سبتمبر، تفجير قرب السفارة الروسية، قُتل 6، منهم اثنان من موظفي السفارة، وأصيب 10.
  • في الشهر ذاته، أعلن داعش مسؤوليته عن تفجير مسجد في "هرات"، قُتل 18 شخصا، بينهم رجل دين معروف مؤيد لطالبان، وأصيب 21 آخرين.

تاريخ "داعش خراسان"

  • تأسس 2015، بأفغانستان كفرع لداعش الذي ظهر 2014 في سوريا والعراق.
  • نطاق عملياته جنوب آسيا وآسيا الوسطى.
  • على عكس طالبان التي تعتمد على الأفغان في تكوينها، يتكون داعش من عدة جنسيات.
  • استهدفت عملياته القوات الأفغانية والأميركية والباكستانية وطالبان والمدنيين.
  • يتبادل مع طالبان العداء، فهي تعتبره تنظيما دخيلا يهدف إلى ابتلاع أفغانستان، وداعش يعتبر طالبان عقبة في تحقيق هذا الهدف.

أخبار ذات صلة

دبلوماسية طالبان.. عين على الاعتراف وأخرى على المساعدات
شبح القاعدة يطل مجددا في أفغانستان.. ودور طالبان تحت المجهر