تهيمن قضايا الاقتصاد والأمن والجماعات المتطرفة على برامج حملات 18 مرشحا في الانتخابات الرئاسية النيجيرية المقررة في فبراير 2023، لخلافة الرئيس الحالي محمد بخاري الذي حكم البلاد 8 سنوات.
وتأتي الحملة الانتخابية للمرشحين وسط أجواء محتدمة تسيطر عليها التوجهات الإثنية والدينية.
وتكتسب الانتخابات النيجيرية أهمية إقليمية ودولية كبيرة إذ تعتبر أكبر اقتصاد في إفريقيا بناتج إجمالي يقدر بأكثر من 510 مليار دولار بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.
وأيا كان الفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة فإنه سيواجه تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة.
فعلى المستوى الاقتصادي تعاني البلاد من ديون قدرت في يونيو بنحو 103 مليارات، وتصل تكلفة خدمة تلك الديون إلى نحو 102 في المئة من الإيرادات المنهكة أصلا بفاتورة الدعم السلعي التي تقدر بنحو 12 مليار دولار سنويا.
أما على المستوى الأمني، فلا تزال مسألة القضاء على الجماعات المتطرفة تشكل تحديا كبيرا أيضا.
وفي حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال فيستوس أويت المحرر العام لصحيفة "بريميوم تايمز" النيجيرية، إن قضايا البطالة والأجور ومحاربة الفساد وانعدام الأمن تتصدر اهتمامات الشباب الذين يشكلون أكثر من 50 في المئة من الناخبين المسجلين البالغ عددهم نحو 80 مليون ناخب.
وأشار أويت إلى أن طريقة تعاطي المرشحين الثمانية عشر مع القضايا الملحة التي تواجهها نيجيريا وخصوصا تلك المتعلقة بالأمن والاقتصاد، ستحدد بشكل كبير موجهات السباق الرئاسي.
ونبّه أويت إلى أهمية عاملي العرق والدين في تحديد توجهات الناخبين، وقال موضحا: "نيجيريا بلد يتقاسم فيها المسلمون والمسيحيون النفوذ. ونظرا لأن الرئيس الحالي محمد بخاري الذي حكم البلاد ثمانية سنوات هو مسلم ينحدر من الشمال، فإن الجنوبيين المسيحيين في حزبه يرون أن الرئيس المقبل يجب أن يكون جنوبيا مسيحيا".
ويبدو المشهد الانتخابي معقدا بعض الشيء، ففي حين رشح الحزب التقدمي الحاكم جنوبيا مسلما هو بولا تينوبو، إلا أن العامل الجغرافي الإثني قد يرجح كفة حزب الشعب الديمقراطي المنافس الرئيسي للحزب الحاكم والذي رشح شماليا مسلما هو أتيكو أبو بكر الذي ينتمي إلى القومية الفولانية الأكثر نفوذا في الشمال الغربي.
وعلى الجانب الآخر قد تتزايد حظوظ حزب العمال - ثالث أكبر الأحزاب في البلاد - من خلال مرشحه بيتر أوبي الذي ينتمي إلى إثنية الإيبو، ثالث أكبر مجموعة في نيجيريا.
ومن المتوقع أن يحشد أوبي اصطفافا أكبر من قبل ناخبي الشرق النيجيري الذين لم يقدموا سوى رئيسا واحدا منذ استقلال البلاد في العام 1960 وهو الجنرال أغييي أيرونسي الذي حكم البلاد لمدة 6 أشهر فقط بعد انتخابات العام 1966 قبل أن يطيح به انقلاب عسكري قاده يعقوب جون المنتمي لولاية بلاتو المحسوبة على الشمال.
مرشحون تحت الخمسين
والمثير للاهتمام في الانتخابات المقبلة هو دخول 5 مرشحين تحت سن الخمسين في السباق الرئاسي الحالي وهم: أمواين كريستوفر (39 عاما) وأوبيج برنسبي (44 عام) وكاشيكو دومبي (48 عاما) ونوميدو شارلس (49 عام) وأدونيغا صنداي (48 عام).
وعلى الرغم من انتمائهم لأحزاب أقل حظا إلا أنه من المتوقع أن يكسبوا تأييدا معقولا من الناخبين الشباب، خصوصا أنه ومنذ العام 1999 لم يسبق أن تولى الحكم في نيجيريا رئيسا من جيل الشباب.
ويعتقد أويت أن السبب الرئيسي وراء بروز مرشحين شباب في الانتخابات المقبلة هو توق الشباب إلى تغييرات جذرية في النظام السياسي والبلد بعد أن خذلهم السياسيون التقليديون.
وتعيق طموحات المرشحين الشباب العديد من العقبات، فتاريخيا ظلت الغلبة في انتخابات الرئاسة النيجيرية لصالح الأثرياء وكبار السن حيث تتطلب عملية خوض السباق الرئاسي إنفاق أموال ضخمة قد تصل أحيانا لعشرة ملايين دولار للمرشح الواحد، كما أن الكثير من النيجيريين لا يزالون يتمسكون بالنظرة التقليدية التي تناصر كبار السن باعتبارهم الأكثر خبرة وحكمة في التعامل مع تعقيدات المشهد النيجيري.