شب السبت حريقا في جسر كيرتش، الطريق الاستراتيجي بين روسيا وشبه جزيرة القرم، نتج عن تفجير شاحنة مفخخة، وهو ما أودى بحياة 3 أشخاص واشتعال النيران في صهاريج وقود في قطار كان يعبر الجسر، حسب لجنة روسية تولت التحقيق.

ووصف نائب رئيس مجلس الدوما التفجير بأنه "إعلان حرب"، واعتبرته وزارة الخارجية الروسية دليلا على "الطبيعة الإرهابية" للحكومة الأوكرانية، بينما وصفته وزارة الدفاع الأوكرانية بأنه "إسقاط لرموز روسيا".

ويأتي الحريق بعد أيام من تفجير خطي أنابيب "نورد ستريم 1 و2" اللذين يربطان بين روسيا وألمانيا.

كما يأتي بعد شن كييف سلسلة أعمال تخريبية استهدفت قواعد عسكرية روسية وقوات متمركزة في مناطق سيطرة موسكو أو خلف خطوط جبهاتها، فضلا عن عدة حوادث اغتيال لمسؤولين روس أو موالين للكرملين سواء داخل العمق الروسي أو  بالمناطق الموالية له بأوكرانيا.

أبرز عمليات التخريب

  • الأيام الأولى للحرب.. عملية تخريبية نتج عنها القضاء على قافلة للقوات الشيشانية تتألف من 56 دبابة قرب كييف، بحسب صحيفة "كييف إندبندنت".
  • 24 مارس.. الهجوم على قاعدة "بريديانسك" البحرية الروسية بواسطة صاروخ توشكا أوكراني وإصابة سفينه إنزال من طراز " إليجيتور" بجانب بعض قوارب الدورية.
  • 1 أبريل.. طائرتان "ميغ 24" تهاجم على ارتفاع شديد الانخفاض منشأه تخزين الوقود في "بيلغورد" في أول هجوم داخل الأراضي الروسية.
  • 14 أبريل.. إغراق السفينة الحربية موسكفا وهي السفينة القائد لأسطول البحر الأسود الروسي.
  • 27 أبريل.. هجوم ثلاثي على 3 مناطق بواسطة مسيرات نتج عنه تدمير مخزنا للذخيرة في منطقه "بيلغورد" وهجوم على وحدات الدفاع الجوي الروسي في منطقه كورسك، وصد الهجوم الثالث علي قاعدة "بالتيمور " الجوية.
  • 22 يونيو.. الهجوم على مصفاة نفط في روستوف بواسطة مسيرات انتحارية واشتعال المصفاة وتوقفها عن العمل.
  • 31 يوليو.. مهاجمة مركز قيادة القوات البحرية الروسية في سيفاستبول بواسطة الدرونات الانتحارية ورغم نجاح الهجوم لم يخلف خسائر.
  • 9 أغسطس.. الهجوم على قاعدة ساكي في القرم وهي مقر الجناح الجوي 43 الخاص بطيران البحرية الروسية، وتم تدمير 6 طائرات "سو- 24 " و3 طائرات أخرى من نوع " سو- 30".
  • 21 سبتمبر.. الهجوم على القاعدة البحرية الروسية "سيفاستوبول" بواسطة القوارب الانتحارية المسّيرة أميركية الصنع، وتم صد الهجوم واستولت القوات الروسية على أحد تلك القوارب المهاجمة.
  • 2 أكتوبر.. أوكرانيا تعلن السيطرة على مدينة ليمان الاستراتيجية في منطقة في دونيتسك بعد اختراق الخطوط الروسية.
  • 8 أكتوبر.. تفجير جسر كيرتش بين جزيرة القرم وروسيا وسط اعتقاد بأن الهجوم تم عبر شاحنة مفخخة بجانب قوارب مسيرة انتحارية.
  • 8 أكتوبر.. روسيا تعلن إحباط هجوم إرهابي في مدينة سكادوفسك بمنطقة خيرسون.

أخبار ذات صلة

بعد تفجير جسر القرم.. "قرار عاجل" من بوتين
حريق جسر كيرتش.. منعطف خطير في استرتيجية الحرب
انفجار جسر القرم.. اكتشافات "خطيرة" وإعلان أول الضحايا
قصة "جسر كيرتش".. شريان الحياة بين روسيا والقرم

أبرز الاغتيالات والاعتقالات

وبالإضافة إلى التسلل واختراق الخطوط الروسية لتنفيذ عمليات تخريبية خلف خطوط الجبهات العسكرية، تم تنفيذ عدة عمليات اغتيال واعتقالات لمسؤولين موالين للكرملين وكان أبزرها:

  • 28 فبراير.. مقتل الجنرال الشيشاني الكبير ماغوميد توشايف، الذي قاد الفوج 141 من الحرس الوطني الشيشاني بالحرب.
  • 22 مايو.. إصابة أندريه شيفتشيك، عمدة مدينة إنرغودار، بمنطقة زابوروجيا، واثنان من مرافقيه في انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع بمدخل منزله.
  • 6 أغسطس.. اغتيال نائب رئيس إدارة نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون، فيتالي جورا، بإطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين قرب منزله، وفقًا لوكالة "تاس" الروسية.
  • 14 أغسطس.. تعرض عمدة بيرديانسك، ألكسندر ولينكو، لمحاولة اغتيال وتم إحباطها، وكانت بإشراف مباشر من جهاز الأمن الأوكراني.
  • 22 أغسطس.. اغتيال الصحفية الروسية داريا دوغينا، ابنة ألسكندر دوغينا، الملقب بـ"عقل بوتن".
  • 6 سبتمبر.. لقطات أوكرانية تعرض صور الكولونيل الجنرال أندريه سيشيفوي مكبل اليدين وعلى ركبتيه إلى جانب العديد من القوات الروسية المنهكة في منطقة خاركيف.
  • 16 سبتمبر.. اغتيال ليودميلا بويكو رئيسة لجنة الاستفتاء في منطقة زابورجيا الجنوبية وزوجها وهو مسؤول محلي كبير في هجوم تخريبي قرب منزلهما.
  • 16 سبتمبر.. مقتل المدعي العام لما يسمى بجمهورية لوغانسك الشعبية سيرغي جورينكو في انفجار آخر دمر مكتبه وقتل أيضا نائبه يكاترينا ستيجلينكو.

ماذا يقول الخبراء؟

وقال اللواء المتقاعد الأسترالي والخبير الاستراتيجي ميك ريان إن الأوكرانيين حتى الآن ممتازين في تصميم العمليات خلف خطوط الروس وتنفيذها قبل تقدمهم في الميدان.

ويضيف: "قد يكون هذا جزءًا من عملية خداع لصرف الانتباه عن مناطق أخرى، مشيراً إلى أن "مثل هذه العمليات ذات تأثير هائل لأوكرانيا لإظهار أن الجيش الروسي لا يستطيع حماية أي من المقاطعات التي ضمها مؤخرا".

ويردف ريان: "بالنظر لحادثه تفجير جسر القرم فرغم الضجة الإعلامية التي أحدثها التفجير لكن لن تتوقف الإمدادات الروسية إلى شبه جزيرة القرم بسبب وجود قوارب والطريق عبر ميليتوبول، كما أنها تعزز فكرة لدى الروس بأن الاحتفاظ بميليتوبول أكثر أهمية حاليا".

أما الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، فيقول إنه "دائما يتميز الأوكرانيين خلق حلول تكتيكية لإتمام المهمات وقد كان واضحا جدا في التدريبات مع حلفاؤهم الأميركيين والذي أقر به قائد اللواء 144 الجوي بأنهم قد تفوقوا على الوحدات الأميركية في بعض المهمات بالرغم من الفارق التقني.

ويضيف: "تلك الأعمال تم تنفيذها برعاية حلف الناتو عبر تقديم الدعم المعلوماتي والاستطلاع اللازم عن طريق أسطول الدعم من طائرات الاستطلاع التي يصل عددها إلى 10 طائرات متعددي الجنسيات تتواجد في بولندا جارة أوكرانيا".

وأردف: "دائما لهذا النوع من العمليات التخريبية أو الهجومية خلف خطوط لها تأثير نفسي وميداني كبير على القوات فهي تجبر الخصم علي تكثيف دفاعاته ما يساعد في تخفيف قواته في الخطوط الأمامية، ومن ناحيه أخرى تعطل الدعم اللوجيستي الروسي إذا ما تم مهاجمه منشآت دعم أو خدمية".