أحصت أوكرانيا مكاسبها، يوم الجمعة، في معارك شرق البلاد، كاشفة أنّها استعادت منذ نهاية سبتمبر نحو 2434 كيلومترا مربعا و96 منطقة سكنية. وتزامنت "الأرقام الأوكرانية" مع إعلان روسيا بتقدم قوات موالية لها قرب باخموت، شرقي أوكرانيا.
يأتي ذلك فيما كشف خبراء عسكريون تحدثوا لـ"سكاي نيوز عربية" عن الاستراتيجية التي تتبعها القوات الأوكرانية في معاركها بالشرق والجنوب لاستعادة تلك الأراضي وأسرار تراجع الروس.
ماذا حدث؟
- رئيس أوكرانيا أعلن يوم الجمعة، تحرير 2434 كيلومترا مربعا، و96 منطقة سكنية إجمالا، شرقي البلاد، منذ نهاية سبتمبر الماضي.
- قوات كييف استعادت الأسبوع الماضي فقط 776 كيلومترا مربعا و29 بلدة منها 6 مناطق في لوغانسك.
- استعادة أكثر من 500 كيلومتر مربع، يوم الخميس في خيرسون.
ما رد روسيا؟
- تحرير 3 بلدات هي أوترادوفكا وفيسيولايا دولينا وزايتسيفو، قرب مدينة باخموت، يوم الجمعة، وفقا لوكالة "تاس".
- قتل أكثر من 100 جندي أوكراني وتدمير 12 وحدة من المعدات العسكرية في دونيتسك.
- صد هجمات أوكرانية على محور كوبيانسك وقتل أكثر من 80 جنديا أوكرانيا.
- القوات الأوكرانية أُبعدت من خط دفاع القوات الروسية في خيرسون.
ما استراتيجية الجيش الأوكراني بالمعارك؟
وعن سر استعادة القوات الأوكرانية تلك البلدات، يقول الجنرال الأسترالي المعروف ميك ريان:
- الهجومان الأوكرانيان المضادان بخاركيف وخيرسون يدعمان بعضهما البعض.
- مكاسب الأوكرانيين بالجنوب أثرت نفسيا على الروس.
- الجيش الأوكراني استغل الشمال الشرقي كطريق لوجيستي رئيسي لدعم عملياته بدونباس.
- الأوكرانيون يعملون على خطوط الإمداد الداخلية بين المدن ما يدعم الحملتين في الشمال والجنوب بشكل كبير ويصعب رصدها.
- القوات الروسية في الخطوط الخارجية من السهل رصدها واستهدافها.
- الجيش الأوكراني ينفذ "استراتيجية التآكل" التي تركز على تدمير الدعم الناري الروسي واللوجيستيات ومراكز القيادة وتمركزات القوات التي قد تكون تعزيزات أو احتياطيات.
- اعتماد الأوكرانيين على الاستطلاع التكتيكي لاكتشاف نقاط ضعف الدفاعات الروسية مما يمكن من كسرها واختراقها.
- التقدم الأوكراني قد يجبر الروس على نقل قوات لتوفير الدعم اللوجيستي للخطوط الأمامية، وهذه مخاطرة بأصولهم مثل الحرب الإلكترونية والمدفعية والقوات الجوية.
كيف نفذ الجيش الأوكراني خطته؟
لدى الأوكرانيين السرعة والمبادرة، بالإضافة إلى المدفعية والاستطلاعات الضرورية، وفق صحيفة "لوموند" الفرنسية.
- الجيش الأوكراني أظهر قوة فيما يسمى بـ"فن العمليات" في إجراء "مناورة كماشة" خلال اختراقها الخطوط الروسية على طول ضفة نهر دنيبرو.
- تنفيذ "حرب الحصار" للقوات الروسية في خيرسون.
- ينخر ببطء في القوات الروسية ويعزلها باستهداف خطوط اتصالها.
- معاركه تقوم على الحركة السريعة قرب خاركيف، مع اختراقات ميكانيكية مبهرة.
- يشن معارك سريعة ويسابق الزمن قبل الخريف والظروف الجوية السيئة لاستعادة أكبر قدر ممكن من أراضيها.
ووفق مجلة "فوربس" الأميركية، فإن خطة الحكومة الأوكرانية في جبهات الجنوب والشرق هي "حصار وحرمان وتدمير عناصر القوات الروسية بشكل منفصل"، كما تتضمن:
- قطع خطوط إمداد القوات الروسية في جبهتي خيرسون ودونباس، وفق الخبير العسكري مايك مارتن.
- عمليات تطويق للقوات الروسية في خاركيف ودونباس منذ مطلع سبتمبر.
- استغلال الثغرات بالصفوف الروسية التي نشأت عن النقل السريع للقوات إلى الجنوب لمنع هجمات الأوكران بشمال خيرسون.
- عمليات التطويق بشرق خاركيف، ثم في الجنوب حول ليمان، وفي شرق لوهانسك، سبّبت ضررا بالغا ودمرت تشكيلات روسية رئيسية، وفككت خطوط الإمداد بالشرق، كما عرقلت جهود الكرملين لزيادة ونشر القوات الجديدة.
- إذا واصل الكرملين إعطاء الأولوية للجبهة الجنوبية على حساب الشرقية، يمكن أن تنهار الوحدات الروسية في الشرق، مما قد يسرع الهجوم المضاد الأوكراني في خاركيف ولوهانسك، وفق الخبير مايك مارتن.
- المدفعية الأوكرانية والصواريخ والمخربون أمضوا شهورا في قطع خطوط الإمداد الرئيسية في خيرسون وحولها.
- أوكرانيا تستخدم احتياطها الاستراتيجي لتقسم القوات الروسية إلى جزأين في الجنوب والشرق ما يمنع إمكانية تعزيز بعضهما البعض.
عمليات أميركية سرية
يقول مسؤولون أميركيون إن عمليات أميركية سرية يتم تنفيذها حاليا داخل أوكرانيا، وذلك بقرار غير معلن من الرئيس الأميركي جو بايدن.
- بايدن أبلغ قادة معينين في الكونغرس بقرار الإدارة الأميركية إجراء برنامج واسع من العمليات السرية داخل أوكرانيا.
- العمليات الأميركية السرية داخل أوكرانيا أصبحت الآن أكثر شمولا وبشكل مكثف، وفق موقع موقع "ذي إنترسبت".
- هناك وجود كبير حاليا لعملاء وموارد وكالة المخابرات المركزية وعناصر العمليات الخاصة في أوكرانيا، وفق الموقع الأميركي.
ما خطة الجيش الروسي؟
وبخلاف خطط الجانب الأوكراني، فلدى نظيره الروسي خطة أيضا يركز على تنفيذها حاليا، وفق الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، ومن بينها:
- الدفع بمنظومات التشويش والحرب الإلكترونية لإعاقة دعم أسطول طائرات الاستطلاع والأقمار الاصطناعية لحلف "الناتو" التي تعد المخطط الأساسي للعمليات الأوكرانية.
- الدفع بطائرات مقاتلة وقاذفات جديدة تتضمن أفضل وسائل الدفاع الذاتي لتعويض الخسائر إلى الميدان.
- سلاح الجو الروسي بدأ بالفعل في تدريب الطيارين على "محاكاة العدو" عبر تسلم طائرات "سو-35" في خطوة مشابهة لما نفذه الطيران الأميركي في حرب فيتنام بعد تزايد الخسائر الأميركية.
- تسريع وصول جنود التعبئة الجزئية إلى الجبهات لسد الفراغات.
- التكثيف من استخدام وسائل الاستطلاع المختلفة ومنها المسيّرات بجميع أنواعها الاستطلاعي والانتحاري كحلول ميدانية سريعة.
- استخدام المزيد من صواريخ الكروز والذخائر الموجهة بعيدة المدى ضد الأهداف الأوكرانية عالية القيمة، وفي مقدمتها مراكز القيادة ومواقع الصواريخ الأميركية "هيمارس".