بعد انتشائها باسترداد مساحات أراضٍ واسعة من القبضة الروسية شرقي البلاد، تتجه القوات الأوكرانية لاسترداد مساحات أخرى جنوبا، مع استمرار التلويح الروسي باستخدام السلاح النووي، وهو ما يربك حسابات سيناريوهات الحرب.
ويعدّد خبير عسكري لموقع "سكاي نيوز عربية" 3 أسباب للتقدم الأوكراني جنوبا، ويرجح سيناريوهين تتجه إليهما فصول الحرب، وينتهي كلاهما، رغم الاختلاف، إلى طاولة المفاوضات.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، الثلاثاء، استعادة مساحات جديدة شمال شرق البلاد وجنوبها، مشيرا بشكل خاص إلى استمرار المعارك العنيفة جنوبا؛ وهو ما يعد أكبر تقدم للجيش الأوكراني في هذه الجهة منذ اندلاع الحرب فبراير الماضي.
وفي المقابل، أعلن فلاديمير سالدو، مسؤول عينته روسيا في خيرسون جنوب أوكرانيا، أن الجيش الأوكراني اخترق المنطقة قرب بلدة دودتشاني عند نهر دنيبرو، حسب وكالة "تاس" الروسية.
ماذا يحدث؟
• منذ إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، ضم المناطق الأوكرانية الأربع لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا إلى بلاده نهاية الأسبوع الماضي، كثفت القوات الأوكرانية تحركاتها جنوبا وشرقا.
• في 2 أكتوبر، أعلن زيلينسكي سيطرة قواته على بلدة ليمان الاستراتيجية في دونيتسك، شرقا، بهدف التوجه نحو مدن المثلث سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وروبيجني في لوغانسك.
• قال سيرغي غايداي، حاكم لوغانسك، إن التحركات الأوكرانية بداية لشن هجوم لاستعادة لوغانسك ودونيتسك.
• وفي 3 أكتوبر، تقدم الجيش الأوكراني نحو خيرسون، جنوبا؛ ما يهدد خطوط الإمداد لنحو 25 ألف جندي روسي على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
• أعلنت القوات الروسية في اليوم نفسه، استهدافها للقوات الأوكرانية على محاور كوبيانسك وليمان وأرتيوموفسك ودونيتسك.
• نشرت وسائل إعلام أوكرانية، صورا لجنود في قرية ميخايليفكا على ضفة نهر دنيبرو، مؤكدة استعادة عشرات القرى، منها أوسوكوريفكا وخريشينكفكا وزولوتايا بالكا.
• أعلنت روسيا التصدي لـ100 عسكري أوكراني مدعومين بـ10 مدرعات حاولوا اختراق لوغانسك.
• 5 أكتوبر، أشار المسؤول العسكري عن خيرسون، كيريل ستريموسوف، إلى توقف التقدم الأوكراني واستعداد القوات الروسية لشن هجوم مضاد.
3 أسباب للتقدم الأوكراني
يعدد اللواء الركن المتقاعد عماد علو، مدير مركز الاعتماد للدراسات الأمنية والاستراتيجية، أسباب تفوق أوكرانيا عسكريا جنوبا، ومنها:
• الأول: المساعدات العسكرية الغربية، وبالأخص الأميركية.
• الثاني: إعادة تدريب القوات الأوكرانية وحصولها على معلومات استخباراتية دقيقة عن نقاط الضعف في المعسكر الروسي بمساعدة حلف الناتو.
• الثالث: المساحات الشائعة التي سيطرت عليها روسيا في البداية، وضعتها أمام صعوبات الدعم اللوجيستي وقدرتها للبقاء في هذه الأراضي ما خلق ثغرات لدى قواتها.
تطورات سياسية بناء على النتائج العسكرية
• 3 أكتوبر، أقالت روسيا قائد المنطقة العسكرية الغربية في روسيا رومان بردنيكوف، وهي موازية لأوكرانيا.
• صادق مجلس الدوما الروسي، على اتفاقيات انضمام الأقاليم الأربعة خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك.
• 4 أكتوبر، وقع زيلينسكي مرسوما باستحالة إجراء محادثات مع بوتن؛ ما دفع الكرملين للتأكيد على أن العملية العسكرية في أوكرانيا لن تنتهي إذا استبعدت كييف المفاوضات.
• 5 أكتوبر، وقع بوتن، قوانين بضم المناطق الأوكرانية الأربع.
سيناريوهات الحرب
في تقدير "علو"، فإن الظروف الحالية بعد ارتفاع معنويات الأوكرانيين، وتراجع الروس عسكريا، ومع ضم الأقاليم الأربعة يضع الحرب أمام سيناريوهين:
• الأول هو قبول طرفي النزاع بالجلوس للتفاوض رغم رفض زيلينسكي للحوار مع بوتن، فالنتائج العسكرية والسياسية المتلاحقة في أوكرانيا تهيئ الظروف للضغط على زيلينسكي للتفاوض.
• الآخر هو الأسوأ، وهو أنه في حالة رفض الطرفين للحوار، سيؤشر هذا لتصعيد الحالة العسكرية مع تلويح موسكو باستخدام السلاح النووي؛ يؤدي لتداعيات خطيرة واستمرار الحرب لنهاية العام المقبل حتى يُجبر الجانبين على التنازل والقبول بما تفرضه البنادق في ساحة المعركة وقتها.