أطلقت كوريا الشمالية السبت مقذوفات يُشتبه في أنّها صواريخ بالستيّة، وفق ما نقل خفر سواحل اليابان عن وزارة الدفاع.
وأوضح خفر سواحل اليابان أنّ مقذوفَين على الأقل أُطلِقا من كوريا الشماليّة وأنهيا مسارهما خارج المنطقة الاقتصاديّة الخالصة لليابان.
يتزامن ذلك مع إجراء سفن حربية كورية جنوبية وأميركية ويابانية، الجمعة، أول مناورات ثلاثية مشتركة ضد الغواصات منذ 5 سنوات، تسمى بـ"التنين الهادئ"، يتوقع خبراء أن "تسكب مزيدا من الزيت على النار" بين واشنطن وخصومها في شرق آسيا.
كما تتزامن المناورات مع زيارة نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، إلى كوريا الجنوبية، وتجديد كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية الباليستية، وتدريبات نفذتها سول وواشنطن، وتصعيد أزمة روسيا واليابان حول جزر الكوريل.
تفاصيل زيارة كامالا هاريس
- المسؤولة الأميركية هدفت من زيارتها تأكيد تحالف واشنطن مع سيول في مواجهة بيونغيانغ، وفق وكالة "فرانس برس".
- زارت المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين.
- نددت بالتجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، وحذرت من اندلاع حرب بين الكوريتين.
- أعلنت التزام بلادها بدفاع "ثابت وقوي" عن كوريا الجنوبية، وفق وكالة "يونهاب"، وبأمن حلفائها الآسيويين، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
ماذا عن المناورات؟
استغرقت المناورات الثلاثية، يوما قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية، وتضمنت التدريب على:
- التعامل مع مساعي بيونع يانع تعزيز قدرتها على إطلاق صواريخ من غواصات.
- محاكاة استهداف غواصة كورية شمالية تعمل بالطاقة النووية.
ولأول مرة شاركت في التدريبات حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس رونالد ريجان"، وضمت مدمّرات أميركية وكورية جنوبية ويابانية.
وأعلن النقيب تشو تشونغ هو، قائد القوات البحرية الكورية الجنوبية التي شاركت في التدريب، في بيان: "سنردّ ونحيّد أي شكل من الاستفزازات الكورية الشمالية، بطريقة ساحقة وحاسمة".
تحديات تجربة كوريا الشمالية
بعد أيام من تجربة سابقة وقبل زيارة نائبة الرئيس الأميركي لسيول، بيوم، أطلقت كوريا الشمالية، الأربعاء، صاروخين باليستيين قصيري المدى، وأطلقت، الخميس، صواريخ بعد مغادرة كامالا.
- عبر الصاروخان 360 كيلومترا على ارتفاع 30 كيومترا وبسرعة 6 ماخ.
- وزارة الدافاع اليابانية وصفت ذلك بـ"غير مسبوق ولا يمكن التسامح معه".
قانون "المكانة النووية"
وهذا الشهر، قال الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، إنه لن يتخلى عن أسلحته النووية وصواريخه التي يحتاجها لمواجهة "العداء الأميركي".
وأقرت بلاده قانونا يكرس مكانتها كقوة نووية يجيز الاستخدام الوقائي للأسلحة النووية.
يقول الباحث كيم جونج داي، بمعهد يونساي للدراسات الكورية الشمالية، إن "إطلاق الصاروخ الباليستي يظهر أن كوريا الشمالية تحاول فرض قوتها".
وتشيّد كوريا الشمالية غواصة تعمل بالطاقة النووية، واختبرت صواريخ متطورة يمكن إطلاقها منها؛ ما يشكّل تطورا مقلقا لخصومها؛ إذ يصعب اكتشاف الصواريخ التي تُطلق من تحت الماء.
كذلك تمتلك صواريخ ذات قدرات نووية يمكنها أن تطال الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.
أزمة اليابان وروسيا
وفي ذات الأجواء، حدث تصعيد بين روسيا واليابان حول جزر الكوريل، والمناورات الروسية والصينية قرب اليابان، واعتقال القنصل الياباني في موسكو.
ومنذ بداية حرب أوكرانيا، فبراير، اضطربت العلاقات؛ حيث تبادلت اليابان وروسيا طرد الدبلوماسيين، واشتركت اليابان مع الدول الغربية في فرض عقوبات على موسكو.
وردت روسيا بإلغاء مفاوضات بشأن الكوريل التي تسيطر عليها، فيما تقول اليابان إن الاتحاد السوفييتي استولى عليها نهاية الحرب العالمية الثانية.
"رسالة قوية"
وبتعبير الخبير العسكري الروسي فلاديمير إيغور، فإن صواريخ كوريا الشمالية "رسالة قوية للرد على التدريبات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها".
ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "واشنطن تريد من التدريبات السيطرة على المنطقة بالكامل، مستدلا بأن زيارة كامالا هاريس "تسكب الزيت على النار".
ويتوقع إيغور أن التوتر بين معسكر موسكو وبكين وبيونغ يانغ، ومعسكر طوكيو وسيول وواشنطن وكانبيرا يعني أنه "لا حل قريبا للأزمة، خاصة مع إصرار واشنطن على الوجود بالمنطقة بزعم دعم حلفائها".