يسود هدوء حذر شوارع واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، في الساعات الأولى من صباح السبت، عقب إعلان نجاح الانقلاب العسكري الجديد، وسط أجواء من الغموض حول شخصية قائد الانقلاب.
وأخبر سكان في العاصمة موقع "سكاي نيوز عربية" بأن الهدوء سببه إعلان نجاح الانقلاب في وقت متأخر من الليل، ثم فرض العسكريين حظر التجول حتى ترتيب أمورهم.
ويقول عثماني أويدراجو، إن لدى قادة الانقلاب شريحة من السكان مساندة لهم، ولكن يقول العديد من المواطنين إنهم قلقون للغاية على مستقبل البلاد.
أما إيمانويل تابسوبا، فيتعجب قائلا: "أتي دامبيا قبل أشهر، واليوم رحل، وأتي شخص جديد هو إبراهيم تراوري، ولكن كل ما يهم الشعب هو السلام والأمن".
ودامبيا يقصد به رئيس المجلس العسكري الحاكم، اللفتنانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا، الذي سبق وقاد انقلاب عسكري يناير الماضي على الرئيس روك كابوري، والجمعة، انقلب عليه النقيب إبراهيم تراوري.
وعقب اشتباكات داخل الجيش صباح الجمعة في مقر الرئاسة، أعلن عسكريون، عبر بيان تلفزيوني، إقالة داميبا، وإغلاق الحدود البرية والجوية اعتبارا من منتصف الليل، وفرض حظر التجول من 9 مساء وحتى 5 فجرا، وتعليق العمل بالدستور وحل الحكومة، وتولي تراوري رئاسة المجلس العسكري.
وجاء في بيانهم: "لقد قررنا تحمل مسؤولياتنا، مدفوعين بهدف أسمى واحد، استعادة أمن أراضينا وسلامتها".
العسكري الغامض
على قدر غموض تفاصيل دوافع الانقلاب، يأتي الغموض حول شخصية قائده النقيب إبراهيم تراوري، وما هو معروف أنه الرجل القوي في واغادوغو الآن، والذي سيحدد سياسة البلاد المرحلة القادمة، وفيما يخص مناصبه:
- تولى رئاسة الحركة الوطنية للحماية والإصلاح "MPSR" وهي الهيئة الحاكمة للمجلس العسكري.
- قبل الانقلاب، عينه داميبا، مارس الماضي، رئيسا لفوج المدفعية في منطقة كايا، خلفا له، وهي تابعة للمنطقة العسكرية الأولى، وخامس أكبر مدينة في بوركينا فاسو، على بعد 100 كم من واغادوغو.
وتقول الباحثة البوركينية منى ليا، لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه حتى الأن لا يوجد إعلان حول هوية الرئيس المؤقت، هل سيكون "تراوري" هو الرئيس لمرحلة انتقالية جديدة أم سيتعين آخر.
كذلك فإن مصير داميبا مجهول، فلم يوضح بيان "تراوري" هل تم اعتقاله أو التحفظ عليه.
ويعلق على هذا المحلل السياسي المتخصص في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، غوتييه باسكيت، لـ"سكاي نيوز عربية" بأن الأوضاع لم تنتهِ بإقالة داميبا؛ فمصيره غامض؛ وهو ما يؤشر لعدم إمساك الانقلابيين الجدد بكل الخيوط.
ويتوقع "غوتييه" أن قيادات الجيش ما زالت منقسمة بشأن الانقلاب؛ ما ينذر بعدم استقرار الأوضاع.
فرصة للإرهاب
وتحذر "منى ليا" من استغلال الجماعات الإرهابية لهذه الأوضاع لتوسيع نشاطها، لافتة إلى أن الشعب قلق من تنامي قوة هذه الجماعات في ولاية الساحل شمالا.
ومنذ عام 2015، تسببت الهجمات التي يشنها تنظيما القاعدة وداعش في مقتل الآلاف ونزوح مليوني شخص.
الجيش البوركيني:
- يتكون من القوات البرية والقوات الجوية، والدرك، واللواء الوطني، والتجمع المركزي للجيوش.
- لا تمتلك بوركينا فاسو قوة بحرية؛ لأنها دولة حبيسة.
- يقدر عدد القوات بين 15000 و20000 رجل، أكثر من نصفهم يخدمون في الجيش.
- ومنذ 2015 يمتلك الجيش 3 أفواج دعم، و9 أفواج قتالية، بما في ذلك 5 أفواج "مشاة كوماندوز" و1 فوج مظلات، تتوزع على 3 مناطق عسكرية، الأولى في كايا، والثانية في بوبو ديولاسو، والثالثة في واغادوغو.
وبجانب ذلك هناك فوج المنطقة المركزية "التجمع المركزي للجيوش"، ويتواجد في معسكري جيوم ويدراوغو وسانغولي لاميزانا في واغادوغو، إضافة لمفارز في مناطق متفرقة.