اعتبر مسؤول في البنتاغون في حديث غير مصوّر مع "سكاي نيوز عربية"، أن التحليلات الاستخباراتية الأميركية والغربية المتابعة لمسار سلوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لا تستبعد اللجوء لما سماه "الحاجة لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية" على مستويات صغيرة الحجم من أجل تحقيق تأثيرات عملياتيّة من شأنها "تجميد التقدّم" الذي تحققه القوات الأوكرانية وخصوصا في جنوب البلاد وشرقها.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته كونه غير مخوّل بالحديث عن الموضوع بشكل علني، أن القادة العسكريين المحيطين بـ"بوتن" يحذرّونه من "الثمن المكلف الذي يمكن أن يسببه ردّ حلف شمال الأطلسي على مثل هذه الخطوة - أي استخدام النووي التكتيكي".
وشرح المسؤول أن بوتن قد "يحاول" شنّ هجوم إرهابي نووي تكتيكي على إحدى المناطق الأوكرانية المأهولة بالسكان أو ربما ضد أحد قطاعات البنى التحتية الأوكرانية البالغة الحيوية من أجل دفع قيادة الحكومة في كييف إلى ما وصفه بـ"الاستسلام".
وأقرّ المسؤول أن رئاسة أركان الجيش الروسي والمستشارين العسكريين والسياسيين في الكرملين يدركون أن أي خطوة يقوم بها بوتن في هذا الإطار لن تؤدي إلى استسلام كييف ولا الغرب ولا الناتو، وبالتالي فإن الاستخبارات الروسية مازالت حتى الآن تنصحه بـ"بعدم المغامرة" لأن اللجوء للأسلحة النوووية التكتيكية - وهي تعني صواريخ صغيرة الفاعلية - لن يغيّر في حسابات المعركة ميدانيا.
من ناحية ثانية، صرّح مسؤول عسكري في القيادة الأميركية في أوروبا - يوكوم التابعة لوزارة الدفاع في البنتاغون، أن اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل يومي 12 و13 أكتوبر المقبل سيردّ على خطوات بوتن اليوم، بإعلان مواطني أربعة أقاليم أوكرانية مواطنين روس.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخوّل بالحديث عن الموضوع بشكل رسمي، أن البحث بعضوية أوكرانيا في الحلف لم تعد مستبعدة وأن التعاون العسكري والاستخباراتي واللوجستي مع كييف سيتجه إلى مزيد من الدعم نوعيا وعددياً، مشيرا إلى أن بعض دول أعضاء الناتو وخصوصا الاسكندنافية غير مترددة لهذه الخطوة رغم التحفّظ الذي مازالت تمارسه لندن وواشنطن إزاءها.
وأقر المسؤول أن بوتن سيجد أمامه مقاومة شرسة في أي إقليم يحاول ضمّه وأن الغرب والناتو يتوقعان ارتفاعا في حالات التمرّد داخل الجيش الروسي وفرار مزيد من الجنود من الخدمة.