تشهد العاصمة البوركينية واغادوغو حالة من التوتر واشتباكات متفرقة بين عناصر الجيش، وسط ترقب ومخاوف من تدهور الأوضاع وانقسامات داخل الجيش.

وتشير مصادر بوركينية لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن التحرك العسكري من مجموعة من عناصر الجيش للإفراج عن العقيد "إيمانويل زونغرانا" المعتقل منذ يناير الماضي، بسبب تصفية حسابات مع قائد المجلس المجلس العسكري اللفتانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا.

وأكدت المصادر استمرار الاشتباكات وسماع أصوات الرصاص منذ الصباح الباكر في مناطق مختلفة من العاصمة واغادوغو، بين المتمردين والمجلس العسكري الحاكم.

وبدأ إطلاق النار يوم الجمعة في نحو الساعة 5 صباحًا بتوقيت غرينتش، حيث شوهد جنود مسلحون يتمركزون على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مقر الرئاسة في واغادوغو ويمنعون الدخول للمباني الإدارية والتلفزيون الوطني الذي توقف عن البث.

وكان المجلس العسكري وجه اتهامات لـ"إيمانويل" بالتآمر وغسيل الأموال المتهم بها، وسُجن قبل أن يتخذ الانقلابيون الحقيقيون "المناقشات جارية لاستعادة الهدوء" بعد "تحرك عناصر من الجيش البوركيني للإفراج عنه.

وفي 22 سبتمبر، رفضت المحكمة العسكرية الإفراج المؤقت عن إيمانويل زونغرانا، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الجيش البوركيني، وتم تأجيل المحاكمة إلى 27 أكتوبر للمداولة.

وأوضحت المصادر أن هناك تفاوضا بين المجلس العسكري الحاكم، من أجل إنهاء الوضع، لكن الجنود المتمردين لا يريدون سماع أي شيء، حيث لم تسفر وساطة بعض الجنرالات عن أي نتائج، وسط مطالب باستقالة اللفتانت كولونيل بول هنري سانداوغو داميبا.

أيضا خرج مئات المتظاهرين بالقرب من منطقة الاستاد في العاصمة واغادوغو للمطالبة برحيل داميبا من السلطة والإفراج عن إيمانويل زونغرانا.

الطريق الرئيسي المؤدي إلى مقر الرئاسة في واغادوغو، تحت الحصار العسكري، بينما أغلقت البنوك والمؤسسات الحكومية والتعليمية في المنطقة المحيطة بالمقر الرئاسة.

أخبار ذات صلة

بوركينا فاسو.. سماع إطلاق نار وتوقف بث التلفزيون الوطني
مقتل 11 جنديا وفقدان 50 مدنيا بهجوم دام في بوركينا فاسو

الأمل في الوساطة

تقول الباحثة البوركينية منى ليا، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الوضع ضبابي حتى الآن، في ظل مطالب المتمردين بالإفراج عن المقدم "إيمانويل زونغرانا" ووساطة جنرالات في الجيش لإنهاء الوضع، لافتة إلى أن التفاوض بين المجلس العسكري والمتمردين عبر جنرالات في الجيش البوركيني قد يسهم في نزع فتيل الأزمة.

وأوضحت أن التحرك يأتي في وضع حرج تعيشه البلاد، على المستوى الأمني والاقتصادي، موضحة أن فشل المفاوضات قد يهدد بانقسامات كبيرة داخل الجيش البوركيني ليست في صالح البلاد.

وأشارت إلى أن البلاد تعاني من تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية، وكل يوم يكسبون أرضا جديدة، وقد شهدت بلدة جاسكيندي في سوم، وهي منطقة صعد فيها إرهابيون، هجوما إرهابيا أسفر عن مقتل 11 جنديا و50 مدنيا.

من هو العقيد إيمانويل زونغرانا؟

وُلد العقيد إيمانويل زونغرانا في 31 ديسمبر 1981 في قرية بيجتوغو في بوركينا فاسو، والتحق بالمدرسة العسكرية الوطنية في كاديوغو (PMK) عام 1993، ثم أكمل دراسته بالحصول على البكالوريا الفرنسية عام 2000، في أكتوبر من نفس العام، التحق بمدرسة الضباط-الضباط في توغو وتخرج فيها كملازم ثانٍ في عام 2003.

حصل إيمانويل زونغرانا على العديد من الدورات التدريبية العسكرية في المغرب وفرنسا، وفي عام 2005 حصل على دورة الكوماندوز رفيع المستوى، تدريب شهادة المدرب. خدم في سلاح المشاة المظلي، لعدة سنوات، ثم فوج القوات الخاصة الخامس والعشرين في بوبو ديولاسو العاصمة الاقتصادية لبوركينا فاسو.