قال دبلوماسي أوروبي كبير لموقع "أكسيوس" إن مطالبة إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإغلاق تحقيقاتها في نشاطها النووي السابق غير المعلن، هو آخر "عقبة كبيرة" أمام استعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.
ووفقا لموقع "أكسيوس"، ركز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على الحاجة إلى ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الاتفاق النووي مرة أخرى.
لكن في اجتماعات خاصة على هامش القمة، أكد دبلوماسي أوروبي كبير أن مخاوف الرئيس الإيراني الوحيدة كانت تتعلق بتحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنشآت الإيرانية.
وكان مجلس المحافظين في الوكالة الذرية قد مرر في اجتماعه الفصلي السابق الذي عقد في يونيو الماضي، قرارا عبر عن قلقه العميق إزاء عدم تقديم إيران لتفسير حول وجود آثار اليورانيوم هذه، وغياب تعاونها الكافي حول هذا الملف الحساس، داعيا إياها إلى التواصل مع الوكالة دون تأخير.
- وأكد ذلك مسؤول أميركي كبير اطلع على اجتماعات رئيسي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
- قال المسؤول الأوروبي إن الإيرانيين مقتنعون بأن الولايات المتحدة يمكنها ببساطة إخبار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنهاء التحقيقات، لكن كل من رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مصرين على أنه يجب معالجة مخاوف الوكالة بشكل مناسب قبل إغلاق التحقيق.
- وتتعلق هذه المخاوف بجزيئات اليورانيوم التي عثر عليها مفتشو الأمم المتحدة في مواقع.
- وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو قد وضع علامات علنية على تلك المواقع بعد أن سرق الموساد الإسرائيلي الأرشيف النووي الإيراني.
عندما كادت الصفقة أن تتم
- "في منتصف ليل 15 أغسطس، اعتقدنا أن الاتفاق تم"، قال الدبلوماسي الأوروبي لأكسيوس، واصفا التناقض بين المقترحات الإيرانية والأميركية التي ضاقت في بعض القضايا الفنية.
- لكن في الوقت الذي عملوا فيه على إغلاق هذه القضايا، جعل الإيرانيون لأول مرة إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية شرطا مسبقا للصفقة.
- شيء ما حدث في طهران. وقال الدبلوماسي الأوروبي "ربما قررت السلطة العليا في إيران إنها لا تريد اتفاقا دون التأكد من إغلاق التحقيقات".
الخلاف يتصاعد
وأضاف الدبلوماسي أن المسؤولين الأوروبيين الذين التقوا رئيسي ومسؤولين إيرانيين آخرين في نيويورك أوضحوا أن التحقيقات لن تُغلق إلا إذا قدمت إيران تفسيرات معقولة حول آثار اليورانيوم في المواقع المحددة، للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
- رد الإيرانيون، بدعوى أن إسرائيل زرعت جزيئات اليورانيوم وأن القوى الأميركية والأوروبية يمكن أن تحل المشكلة سياسيا.
- وقال الدبلوماسي الأوروبي: "طالما أنهم يعتقدون أن وزير الخارجية أنتوني بلينكين يمكنه فقط رفع الهاتف وإخبار غروسي بإنهاء التحقيق، فلن نحصل على اتفاق".
- وقال الدبلوماسيون الأوروبيون لنظرائهم الإيرانيين إن الأمر ليس كذلك، مشيرين إلى أن الضغط السياسي الهائل من الصين على وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة قد فشل في منعها من إصدار تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في شينغيانغ.
- وقال الدبلوماسي إن الولايات المتحدة والأوروبيين الموقعين على الاتفاق يتفقون تماما مع حاجة إيران لتقديم إجابات للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحتى الصين وروسيا لا تريدان تقويض مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الاجتماع الأخير
التقى وفد برئاسة رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي مع غروسي وفريقه يومي الاثنين والثلاثاء في فيينا.
- وقال غروسي إن الاجتماع ركز على توضيح القضايا العالقة بشأن التحقيق، مغردا: "أمامنا الكثير من العمل".
- قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن إيران مستعدة لتقديم إجابات للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن المزاعم الموجهة ضدها، رغم أنه لم يخض في التفاصيل.
ما هو القادم؟
من غير المرجح أن يتم الإعلان عن اتفاق قبل انتخابات التجديد النصفي للولايات المتحدة، لكن الدبلوماسي الأوروبي كان يأمل في حدوث انفراجة قبل اجتماع مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر.
ومع ذلك، اعترف الدبلوماسي بأن الإيرانيين ليسوا في عجلة من أمرهم ولا يهتمون كثيرا بأي مواعيد نهائية تحاول القوى الغربية فرضها.
ولخص الدبلوماسي الأوروبي الموقف: "لدينا عقبة واحدة، لكنها عقبة كبيرة".