تثار مخاوف في الداخل الأوكراني وبين دول الغرب، إزاء احتمال إقدام روسيا على شن هجوم نووي، في ظل خسائر مُنيت بها الأخيرة بشرق البلاد، مع استمرار التقدم العسكري لـ"كييف"، واستعادة المزيد من الأراضي التي كانت تحت السيطرة الروسية.
ولوحت روسيا، مؤخرا، باستخدام كافة الوسائل لأجل الدفاع عن نفسها، وهو ما اعتبره متابعون إشارة لإمكانية اللجوء إلى السلاح النووي.
وإزاء تلك المخاوف، كشف عدد من الدبلوماسيين لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن استعدادات أوكرانية تجرى على قدم وساق لاحتمال تعرضها لاسيما بجنوب وشرق البلاد، لحادث تسريب إشعاعي نووي.
كيف استعدت أوكرانيا للنووي؟
وتتعامل أوكرانيا، التي لا تزال تلاحقها ذكرى كارثة مفاعل تشرنوبل النووية عام 1986، "بجدية" مع التهديدات الروسية، وفقا لحديث مصدر دبلوماسي مطلع لموقع "سكاي نيوز عربية".
وكشف المصدر الاستعدادات الأوكرانية لتلك التهديدات، التي تتجلى فيما يلي:
- الحصول - حتى الآن - على أكثر من 5 ونصف ملايين قرص من حبوب اليود المكافحة لتعرض البشر للإشعاع، كإجراء وقائي لحماية الأشخاص لاسيما في المناطق المعرضة بشكل كبير لهجوم نووي متعمد أو كحادث عرضي.
- تدريب بعض القوات الأوكرانية في محيط محطات الطاقة النووية على كيفية تنظيف المنطقة، والسيارات، والبيوت من الإشعاع، ووضع خطة لإجلاء المدنيين من نطاق المنطقة.
- تم إعداد نماذج محاكاة بالحاسب الآلي لاحتمالات حدوث تسريب أو إشعاع.
- يقول المصدر إن هناك أيضا بدائل يتم الاستعداد لها، لكن لا يتم نشر تفاصيلها؛ خشية من إشاعة الذعر في المجتمع الأوكراني، خاصة مع المكاسب التي تحققت في شرق البلاد.
نظام تنبيه
وبعد تأكيده على أن بلاده "تتعامل بجدية" مع التهديدات الروسية، قال الدبلوماسي الأوكراني إيفان سيهيدا، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية": "في ظل ما جرى من عمليات إبادة جماعية في بعض قرى مناطق جنوب البلاد، وإزاء التهديدات النووية الروسية الحالية، فإن الحكومة ستعلن تفاصيل مرتبطة بإجراءات الحماية المدنية اللازمة".
وهو ما أوضحه بالقول:
- سيتم بث تنبيهات وتعليمات عبر كافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن كيفية التصرف، والتحركات الوقائية المطلوبة في حال حدوث هجوم بالسلاح النووي.
- يعمل في الداخل الأوكراني نظام تنبيه عن طريق الهواتف النقالة، حتى وإن كانت في "وضع صامت"، يعمل على بث تنبيهات هامة فيما يتعلق بأي هجمات نووية.
- كما لفت الدبلوماسي الأوكراني إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم توزيع أقراص يود على الجميع، أم سيكون التوزيع من خلال المستشفيات فقط.
وأكد المصدر أن بلاده ستتخذ كافة الاستعدادات والاحتياطات اللازمة تحسبا لأي هجوم نووي، مضيفا "نأمل أن يكون للمجتمع الدولي دور فاعل وحاسم في منع روسيا من تنفيذ تهديدها باستخدام السلاح النووي.
الحق في طلب "النووي"
وبرغم التهديدات الروسية المتصاعدة، قال فولوديمير شوماكوف، الدبلوماسي الأوكراني السابق والمستشار الحالي لحاكم محافظة خيرسون جنوب البلاد، إنه "لا يوجد في الداخل الأوكراني أي هلع أو ذعر.. نحن نحارب روسيا منذ 8 أعوام، ونسمع بشكل متكرر تلك التهديدات".
شوماكوف لمح، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "التهديدات باستخدام السلاح النووي تعطي الحق لأوكرانيا في طلب أسلحة نووية من الغرب، خاصة من الدول ذات الترسانة النووية؛ لأنها ضامنة للأمن الأوكراني وفقا لاتفاقية بودابست عام 1994 عندما تخلت كييف عن ترسانتها النووية مقابل ضمانات".
إلى هذا، طلبت السفارة الأميركية في موسكو من الرعايا الأميركيين عدم السفر إلى روسيا، ومن المتواجدين فيها المغادرة فورا.