مع إعلان التعبئة الجزئية في الجيش الروسي، يتحضر الأسطول البحري للدفع بأسلحة يعوّل عليها في تعويض التراجع العسكري الأخير من مدن أوكرانية، نظرا لقدرتها الفائقة على استهداف مناطق بعيدة بحرا وجوا.
ويركز خبراء عسكريون تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" بشكل خاص على صواريخ "زيركون" المنتظر دخولها للخدمة، وتفوق سرعة الضوء.
تبعات العقيدة الجديدة
يرى الخبير العسكري الروسي، شاتيلوف مينيكايف، أن البحرية أثبتت قدرات تكنولوجية كبيرة في استهداف العمق الأوكراني بالأسلحة "الفرط صوتية".
ويربط مينيكايف بين أداء البحرية في أوكرانيا والعقيدة القتالية للأسطول التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 31 يوليو، قائلا إن التهديدات البحرية تتمحور حول دائرتين، إقليمية قريبة من روسيا، ودولية.
وحدد بوتين هذه العقيدة في مرسوم، جاء فيه:
- يعتبر نهج الولايات المتحدة للهيمنة في المحيطات تحديا رئيسيا للأمن القومي لروسيا.
- عدم وجود عدد كاف من القواعد ونقاط التمركز خارج حدود روسيا لتموين السفن التابعة للقوات البحرية، نقطة خطرة.
- مضائق الكوريل والبلطيق والبحر الأسود والجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط مهمة لضمان الأمن القومي.
- تتضمن العقيدة البحرية نقاط ضمان لوجستية - فنية في البحر الأحمر.
- تطوير مرافق الإنتاج لبناء سفن حاملة للطائرات حديثة.
"لقد رسمنا علنا حدودا ومناطق المصالح الوطنية لروسيا"
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
نحو بحرية أقوى
توقع الخبير العسكري الروسي، شاتيلوف مينيكايف، أنه بعد انتهاء الصراع في أوكرانيا، ستخرج البحرية أقوى لأسباب هي:
- تشهد البحرية تشكيلا مستمرا لوحدات مجهزة بمعدات عالية الأداء، حتى علّق القائد العام للبحرية الألمانية جان كريستيان كاك قائلا: "نلاحظ أن الوحدات ستكون مجهزة بأسلحة تفوق سرعة الصوت، أو أنظمة صاروخية تكتيكية من إسكندر".
- في 31 يوليو، أعلن بوتين تسليم أحدث أنظمة زيركون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت للقوات المسلحة خلال أشهر.
- روسيا مهتمة بتحقيق السيادة التكنولوجية لأسطولها، كما ستجري تعديلات على برنامج بناء السفن كل 5 سنوات.
- تصنع روسيا وتطوّر السفن السطحية، نوع "الفرقاطة" و"الكورفيت"، وهي أسطول غواصات، بما في ذلك غواصات نووية.
- هناك تركيز روسي على القطب الشمالي مع بدء الولايات المتحدة وحلف الناتو تعزيز وجودهما هناك.
الردع بـ"زيركون"
عن تأثير إدخال منظومة "زيركون"، يقول مهند الحاج، مدير الاتصالات والإعلام وزميل أول مركز مالكوم كير- كارنيغي للشرق الأوسط، إنها "صواريخ فرط صوتية، وغير موجهة لأوكرانيا، بل باعتقادي تندرج تحت بند الردع الاستراتيجي الموجه لأميركا".
واستدل الحاج على ذلك بأن:
- التكتيك الجديد للبحرية الروسية تزامن مع إطلاق 4 غواصات نووية وحاملة للرؤوس النووية، اختفت في أعماق المحيطات بعيدا عن أعين أميركا، إشارة لأن الرد النووي الروسي جاهز.
- تلقت البحرية معدات وذخائر جديدة بعد خسارة الطراد "موسكو".
- الذراع البحري يسعى إلى السيطرة في بحار قريبة وبعيدة من الحدود.
- استمرار المناورة الروسية الصينية في المحيط الهادي والهندي، رسالة بأن البحرية جاهزة لخوض حرب في أكثر من اتجاه.
لماذا تراجع الروس مؤخرا؟
حول التراجع الروسي في مناطق أوكرانية مؤخرا، قال الحاج إن "القوات الروسية انسحبت من مساحات واسعة، وأدخلت القوات الأوكرانية فيما يسمى بـ(جيب قتل)، وهو من أنواع الدفاع المتحرك، وببساطة تنسحب القوات من مساحات يسهل استهدافها بالأسلحة الثقيلة بحرا وجوا".
وأوضح الحاج أن "بوتين أعلن التعبئة الجزئية استعدادا للخيار الثاني الذي تدفعه أميركا، وهو حرب شاملة في أوروبا الشرقية، ولذلك تتحضر روسيا لهذه الحرب التي يمكن أن تصبح نووية، لأن موسكو لا تملك سوى خيار الانتصار أمام خطط الغرب ضد أمنها".