بعد صعوبات لوجستية ساهمت في خسائر ملحوظة لدى الجانب الروسي في حرب أوكرانيا، أعلنت موسكو عن ثلاثة إجراءات في محاولة لتصويب مسار المعارك في ظل غضب شعبي بدأ يتزايد مع قرار التعبئة العسكرية الجزئية.
وشملت الإجراءات استبدال الجنرال المسؤول عن اللوجستيات في الجيش دميتري بولغاكوف من مهامه كنائب لوزير الدفاع، وكذلك عقوبات لرافضي التجنيد وامتيازات تسهل إجراءات منح الجنسية لأجانب يخدمون في الجيش الروسي.
ويأتي هذا التغيير في هيئة الأركان العامة في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس فلاديمير بوتن هذا الأسبوع تعبئة مئات الآلاف من الروس للمشاركة في الحرب إثر استعادة أوكرانيا بعض أراضيها وخسائر ملحوظة للقوات الروسية، فضلا عن استفتاءات في 4 مناطق سيطرت عليها موسكو كليا أو جزئيا قوبلت برفض غربي واسع.
تعيين قائد عسكري بارز
- حل محل بولغاكوف الجنرال ميخايل ميزينتسيف (60 عامًا) الذي كان يترأس مركز مراقبة الدفاع الوطني.
- شغل ميزينتسيف عدة مناصب ضمن هيئة الأركان خلال مسيرته العسكرية الطويلة.
وأثار قرار التعبئة الذي يشمل بحسب السلطات 300 ألف شخص، قلق عدد كبير من الروس، واختار بعضهم مغادرة البلاد.
وإزاء ذلك، وقع الرئيس الروسي تعديلات تنص على عقوبة السجن حتى عشرة أعوام بحق العسكريين الذين يفرون أو يرفضون القتال في فترة التعبئة.
- التعديلات لقانون العقوبات أقرها البرلمان هذا الأسبوع، وصدرت في الجريدة الرسمية للحكومة، ودخلت حيز التنفيذ.
- تُسلّط عقوبات بالسجن حتى عشرة أعوام بحق الجنود الذين يفرون أو يسلمون أنفسهم للعدو "من دون إذن" أو يرفضون القتال أو يعصون الأوامر في مرحلة التعبئة.
- يُعاقب من يمارس أعمال نهب بالسجن حتى 15 عاما.
- يحمل من تم استدعاؤهم للتدريب العسكري من الاحتياط، مسؤولية جنائية على قدم المساواة مع الجنود المتعاقدين لعدم الحضور أو مغادرة مكان الخدمة بدون إذن.
وفي وقت تسعى موسكو بكل السبل لتجنيد مزيد من العناصر للقتال في أوكرانيا، وقع بوتن، السبت، أيضا قانونا يسهل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين يقاتلون في صفوف الجيش.
- نصّ هذا القانون الذي صدر أيضا في الجريدة الرسمية على أن الأجانب الذين ينضمون للجيش لفترة لا تقل عن عام يمكنهم طلب الحصول على الجنسية، من دون أن يضطروا إلى إثبات إقامتهم على الأراضي الروسية لخمسة أعوام.
- الإجراء يستهدف خصوصا المهاجرين المتحدرين من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى والذين يمارسون مهنا شاقة في المدن الكبيرة، على غرار موسكو.
- قبل أن يوقع بوتن القانون، دعت قرغيزستان وأوزبكستان هذا الأسبوع مواطنيهما إلى عدم المشاركة في أي نزاع.
مصير بوتن
المحلل السياسي، أندرو بويفيلد، قال لـ"سكاي نيوز عربية" إن روسيا تراهن بكل الأوراق التي تملكها في محاولة لاستعادة الانتصارات بعد الخسائر التي منيت بها منذ مطلع الشهر الجاري.
وأضاف بويفيلد أن "المكاسب الأخيرة التي حققها الجيش الأوكراني في هجوم مضاد أظهرت عيوبا لوجستية مهمة لدى الروس، وحتى في المرحلة الأولى التي اتجه فيها الروس نحو العاصمة كييف كانت الخدمات اللوجستية هي الحلقة الضعيفة في الجيش الروسي، لذلك جرى تغيير الجنرال المسؤول، وهي بالطبع إقالة وليس تغييرا، ولكن لعدم إضعاف معنويات الجنود جاء بيان وزارة الدفاع بالنقل إلى مكان آخر".
وأوضح أن كل ما تفعله روسيا يمنح الغرب مزيدا من الحماسة نحو دعم كييف "هم يرون حالة التخبط في الجيش الروسي والخسائر في الميدان محفزا كبيرا لزيادة المساعدات العسكرية التي بدأت تظهر نتائجها".
واعتبر أن "بوتن يدفع بنظامه نحو المجهول، بعد كل هذه الخطوات إن لم يتحقق انتصارا كبيرا يعلنه للشعب ستزداد حالة السخط التي بدأت بالفعل في ظل موجة الاعتقالات المستمرة منذ إعلان بيان التعبئة الجزئية".