استنفرت أجهزة الأمن في بريطانيا كل إمكاناتها ومواردها، لتأمين العاصمة خلال تشييع جثمان الملكة إليزابيث الثانية إلى مثواها الأخير في قلعة وندسور.
وقالت شرطة العاصمة إن الجنازة الملكية تمثل بالنسبة لها أكبر عملية أمنية على الإطلاق، فكيف تواكب أجهزة الأمن البريطانية الاستعدادات لأضخم جنازة ستشهدها لندن؟.
فلندن أمام الاختبار الأمني الصعب، بل الأصعب في تاريخ المملكة منذ الحرب العالمية الثانية، ونعش الملكة الأطول عهدا في البلاد، سيشيع إلى مثواه الأخير في قلعة وندسور، بحضور أكثر من 500 ضيف من نحو مائتي دولة، ويتوقع أن يصطف لتوديعه في الشارع نحو مليوني شخص من شتى أصقاع العالم.
جنازة مهيبة
قال رجل أمن بريطاني "إن تأمين هذه الجنازة هو أكبر عملية أمنية تقوم بها شرطتنا على الإطلاق، حيث سيحضر المئات من قادة العالم وكبار الشخصيات إلى لندن، ونحن على دراية جيدة بالعمل الذي علينا القيام به مع فرق الدعم الخاصة للتأكد من أن البيئة آمنة."
كما بين "لقد أطلقت في هذا الإطار أكبر عملية لضبط الأمن والحماية في تاريخ لندن منذ الحرب العالمية الثانية، سدا لأي فجوة يمكن أن يتسلل منها الإرهاب ويضرب..فقد حدد جهاز الأمن البريطاني الداخلي مستوى التهديد الوطني الحالي الذي يعد مؤشراً إلى مدى إمكان وقوع هجوم إرهابي عند درجة "حقيقي".
ويعد مستوى التصنيف هذا، في الوسط ضمن نظام للتصنيف من خمس درجات من "منخفض" إلى "خطير".
ووسط الهواجس الأمنية، باتت لندن مدججة بالقناصة والشرطة إستعدادا لأول جنازة دولة في البلاد منذ ستة عقود، إذ حضر إلى العاصمة البريطانية أفراد الشرطة من كل ركن من أركان بريطانيا،.من سلاح الفرسان الويلزي، إلى سلاح الجو الملكي.
وضمن خطة التأمين الشاملة، تقوم الشرطة مع كلاب مدربة بالبحث عن القنابل والأسلحة، من خلال دوريات في المناطق القريبة من قصر باكنغهام ووستمنستر، تفاديا للسيناريو الأسوء.
جاهزية أمنية عالية
قال الضابط السابق في المخابرات العسكرية البريطانية فيليب إنغرام لسكاي نيوز عربية إن التحديات تكمن في أنه يجب ألا يحدث اقتراب كبير من قبل الجمهورنحو القادة الذين سيحضرون الجنازة من مختلف أنحاء العالم، والبريطانيون متعودون على مثل هذه المناسبات، لكن الغير مسبوق في هذا الإطار هو حجم الجمهور الذي سيكون حاضرا وعدد القادة الذين سيكونون متواجدين.
كما بين فيليب إنغرام أن هذه الجنازة تختلف عن جنازة الأميرة ديانا، معربا أن التحديات تتغير من وقت لآخر، كما أن هذه الجنازة ستكون أكبرجنازة بحضور عدد من قادة أكثر من العالم، وسلطة العاصمة هي قائدة لهذه التعبئة وسيكون لها دعم من قوات الشرطة من كل المملكة المتحدة، ومن الجيش البريطاني ووكالات أخرى موجودة في بريطانيا وحتى من المجتمع الدولي لتحييد أي تهديد إرهابي.
وقال إنغرام إن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية هي قائدة عالمية ولها رمزية كبيرة، والعائلة الملكية عموما بمجرد أن تعتلي العرش توضع خطط أمنية للوفاة، وهذا حدث من خمسينيات القرن الماضي، حيث تضبط السيناريوهات وتحدث كل عام وتحدث حسب المستجدات الأمنية، ومع التقدم في العمر يتم مناقشتها بشكل أكبر، ولأن هناك حضور كبير من قادة العالم في لندن في مثل هذه المناسبات فإن سفارات عديدة من العالم يتم تعبئتها أيضا.
ونوه إنغرام في هذا السياق إلى جانب من الخطة الأمنية، حيث قال "سيكون هناك حضور مكثف للقوات الأخرى التي ستساعد الشرطة والكاميرات المنتشرة وسيكون هناك الشرطة المدنية يتحققون من أي تصرف غير ملائم من قبل الجمهور".
واعتبر إنغرام أن مستوى التهديد في بريطانيا متوسط، وهذا يعني أن وجود هجوم إرهابي محتمل الحصول، حيث قال "علينا أن نخفف آثارأي هجوم إرهابي وأن نعمل على أن لا يحصل أي شيء من هذا القبيل في فعالية كمراسم جنازة، وقواتنا الأمنية معبأة ومجهزة بالتنسيق مع وحدات أمنية دولية لتصدي لأي جماعة قد تقدم على عماليات إرهابية".