تتسارع وتيرة صراع الجماعات المسلحة شمالي مالي للسيطرة على مناطق استراتيجية، وبلغت ذروتها بمعارك متوازية شرسة بين فرعين لتنظيمي "داعش" والقاعدة وحركة "إنقاذ أزواد" المدعومة من الجيش، في منطقة تلاتايت بولاية غاوا.
ونقلت مصادر من إقليم أزواد، الذي يضم غاوا، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تلاتايت شهدت معارك طاحنة استمرت 3 ساعات، الثلاثاء، بين حركة "إنقاذ أزواد" وتنظيم "داعش الصحراء الكبرى" التابع لتنظيم "داعش"، شرق المنطقة، ومعركة أخرى في جنوبها بين "داعش" وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة، وكل طرف من الثلاثة هدفه السيطرة على تلاتايت.
وسيطرة جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" على الجزء الجنوبي، فيما سيطر "داعش" على المنطقة الشرقية، والخاسر الأكبر كان حركة "إنقاذ أزواد" بعد انسحابها.
لماذا منطقة تلاتايت؟
يوضح العضو المؤسس في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" بكاي أغ حمد، لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسباب الصراع من أجل السيطرة على تلاتايت:
• هي نقطة استراتيجية لوقوعها على الطرق المؤدية إلى ولايتي ميناكا وغاوا، ومن يسيطر عليها يتحكم في شريان الحياة المتجه إليهما، لهذا تشهد قتالا عنيفا بين الجماعات الثلاثة حولها.
• لها أهمية خاصة أخرى لتنظيمي "داعش" والقاعدة، وهي قربها من الطرق المؤدية لحدود النيجر وبوركينا فاسو، مما يسهل التمدد الإقليمي وتهريب المقاتلين والأسلحة والأموال والتجارة غير المشروعة.
• أما أهميتها الخاصة لحركة أزواد، فهي أنها "إحدى قلاع المقاومة الأزوادية"، ومؤخرا طرد تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" أفرادا تابعين إلى "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" من المنطقة.
وسائل مختلفة لداعش والقاعدة
ورغم اشتراكهما في هدف فرض النفوذ، فإن تنظيمي "داعش" والقاعدة يختلفان في وسائلهما.
ويقول الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو المالية محمد أغ إسماعيل، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه "بينما يركز داعش على استهداف السكان المحليين، تركز جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على قوات الجيش المالي وفاغنر الروسية، لتسويق نفسها على أنها تواجه قوات أجنبية، وتكسب بيئة حاضنة لها".
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثَّف "داعش" هجماته بمنطقتي ميناكا وغاوا، من أجل تمكين عناصره في ولاية ميناكا تحديدا.
وخلال أغسطس الماضي، نفذ "داعش" هجوما استهدف مخيمات البدو والطوارق في ميناكا، قتل فيه أكثر من 16 شخصا وأصاب العشرات، ونهب المنطقة.
كما شن هجوما على قرية "أسيلال" الواقعة على بعد 18 كم جنوب ميناكا، مما أسفر عن مقتل 7 مدنيين، واستيلاء التنظيم الإرهابي على ممتلكاتهم من المواشي.
وأسفرت هجمات "داعش" في مالي خلال عام 2022 عن مقتل أكثر من ألف شخص، وفقا لمركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية ومقره واشنطن.
ومن جهة أخرى، استهدف تنظيم القاعدة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما) مستغلة انسحاب الجيش الفرنسي، وشنت 50 هجوما على البعثة أودت بحياة 20 شخصا من قواتها، حسب مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها.