أجرى الجيش الوطني الليبي مناورة بالذخيرة الحية بمدينة بنغازي، شرقي ليبيا، تحاكي سيناريو دخول إرهابيين من الحدود وسيطرتهم على بعض المدن.

وشاركت في المناورة شتى أفرع الجيش الوطني الليبي، وشملت مخططا للقضاء على 1000 إرهابي داخل إحدى المدن، كما أورد الجيش في بيان له.

وحضر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش المناورة، وألقى كلمة قال فيها: "لا يمكـن أن نطمئن ما دام هناك إرهاب في البلاد، نحن والإرهـاب لا يمكـن أن نتجاور، ولا بد أن يكون هناك عزم للتخلص من الإرهاب في الفترة المقبلة".

ويشير حفتر في ذلك إلى الميليشيات المنتشرة بكثافة في غربي ليبيا، وتتحكم في العاصمة طرابلس ومؤسسات الدولة والمرافق العامة هناك منذ عام 2014، وكذلك الميليشيات والعصابات التي تتمركز في الجنوب، مستغلة مساحته الصحراوية الشاسعة.

أخبار ذات صلة

الجيش الليبي يقضي على خلية لـ"داعش" في القطرون
ليبيا.. مقتل "دنقو" العقل المدبر لمذبحة الأقباط في سرت

تطهير مدينة محتلة

وحسب ما رصده مراسل موقع "سكاي نيوز عربية"، فإن مظليين وقوات برية وقوات دفاع جوي ودبابات ومدرعات وراجمات صواريخ شاركوا في المناورة.

وقال مصدر من الجيش لمراسلنا إن الأسلوب المتبع خلال المناورة يشبه التكتيك الذي اتبعه الجيش في تحرير بنغازي من جماعتي "مجلس شورى ثوار بنغازي"، و"أنصار الشريعة" الإرهابيتين اللتين استولتا على مدن بشرق ليبيا بعد احتجاجات عام 2011.

وتضمنت المناورة  قصفا مدفعيا وجويا على أحد المواقع، تبعه إنزال مظلي، ثم اقتحام بري وفرض حصار محكم وتصفية العناصر الإرهابية، بعد عمليات مراقبة قامت بها طائرات مسيّرة.

كما شهدت عمليات اقتحام لبعض الشوارع الضيقة وسط المباني السكنية التي عادة ما يحتمي فيها الإرهابيون.

ويقول المحلل السياسي الليبي، سلطان الباروني، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الجيش الوطني الليبي هو النواة الأساسية التي يجب أن يتم البناء عليها لتأسيس جيش منظم قادر على صد أي عدوان ضد ليبيا.

وعن سبب استقرار شرق ليبيا مقارنة ببقية المناطق، يرى أن هذا "أمر طبيعي لوجود قوة مسلحة واحدة في الشرق، عكس وجود ميليشيات مرتزقة متناحرة في الغرب، لا يهمها سوى السلطة والمال".

أخبار ذات صلة

ماذا ينتظر المبعوث الدولي الجديد في رمال ليبيا؟
السنغالي عبد الله باثيلي مبعوثا للأمم المتحدة إلى ليبيا

استشعار الخطر

وفي تقدير المحلل السياسي، سامر العذابي فإن هذه المناورات "بيَّنت استشعار القيادة العسكرية للخطر الدائر حولنا".

وأوضح أن حظر توريد السلاح المفروض على الجيش "أمر مرفوض تماما؛ فكل الأحداث كشفت من يقاتل من أجل ليبيا ومن يقاتل لنفسه".

ورغم هذا الحظر، فإن المناورات دلت على "أن الجيش يتمتع بدرجة عالية من الاحترافية والجهوزية، وأنه الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه؛ كونه صاحب عقيدة قتالية هي حماية الوطن".