في نقلة قد تعقد مكافحة الحكومة الصومالية للإرهاب، تسعى حركة "الشباب" الإرهابية إلى اقتناء الطائرات بدون طيار "المسيَّرة"، في الوقت الذي لا يملك جيش البلاد التكنولوجيا اللازمة للتصدي لهذا السلاح.
ووفق خبراء صوماليين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" فإن شبكة العلاقات الواسعة بين الجماعات الإرهابية حول العالم تسهل تملك حركة "الشباب" لهذه الطائرات التي لن تهدد الصومال فقط الصومال، بل القرن الإفريقي برمته.
وأمام مجلس الأمن الدولي، وفي اجتماع غير رسمي حول أنشطة الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، 31 أغسطس، حذر كبير المستشارين للشؤون السياسية في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة جيفري ديلورينتيس، من أن حركة الشباب تسعى للحصول على التقنيات الجديدة، ومنها الطائات المسيرة، لمهاجمة الأهداف اللينة.
التحذير الأميركي أكده تقرير معهد الدراسات الأمنية "ISS" بنشر حركة الشباب طائرات بدون طيار لأغراض المراقبة وتنفيذ هجمات وتصوير مشاهد عملياتها بغرض الدعاية.
أغراض استخدام المسيِّرات
• وفق المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF) فإن الجماعات الإرهابية استخدمت الطائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية والأغراض الدعائية أو التسليم بالمتفجرات وتنفيذ هجمات وتهريب المخدارت.
• وفي نفس الاتجاه، تحدثت دراسة لرابطة جمعية جيش الولايات المتحدة، فبراير الماضي، عن أهداف الإرهابيين من الاتجاه لـ"المسيرات"، ومنها تقليل تكاليف الهجمات، وقدرتها على اختراق المنظومة الأمنية لأي دولة تستهدفها بجمع المعلومات.
وتستخدم الجماعات الإرهابية، وأولها تنظيم القاعدة، الطائرات بدون طيار منذ 1994، حيث وقع من وقتها حتى عام 2018 نحو 14 هجوم أو محاولة هجوم بها.
وفي عام 2014، بدأ تنظيم داعش في استخدام هذه الطائرات على نطاق واسع في العراق وسوريا.
وفي وقت سابق، كشف وزير داخلية موزمبيق أمادي مويكيد، أن الجماعات المتشددة ومنها "داعش"، استخدمت المسيرات في مواجهتها للجيش بمقاطعة كابو ديلغادو الغنية بالغاز، وفقا لمركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية.
كذلك تم استخدام طائرتين بدون طيار موجهتين بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) محملة بالمتفجرات أغسطس 2018، في محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس الفنزويلي مادورو.
من أين تحصل الشباب على المسيرات؟
• تتواصل الجماعات الإرهابية عبر شبكة واسعة داخل إفريقيا وسوريا والعراق وجماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان والميليشيات في ليبيا، وحركة الشباب في الصومال، وتنسق تهريب الأسلحة، ومنها المسيرات، كما يوضح الإعلامي الصومالي آدم هيبة.
• عبر الشركات المتخصصة في بيع تكنولوجيا الطائرات المسيرة التجارية، وهي متوفرة على نطاق واسع، ويمكن بسهولة تصنيع طائرة مسيرة هجومية، ويتراوح سعر الطائرات بدون طيار من 20 إلى أكثر من 20000 دولار.
نتائج حصول "الشباب" على المسيرات
لن تتأثر الصومال وحدها بهذا الأمر، لكن ستعاني كذلك دول الجوار وفق الباحث الصومالي في شؤون القرن الإفريقي نعمان حسن، موضحا:
• الدولة الصومالية ليس لديها أي قدرات عسكرية وتكنولوجية لمواجهة الطائرات المسيرة، واستخدام حركة الشباب لها سيشكل نقل شديدة التعقيد في الصراع مع الدولة.
• هذا السلاح سيزيد تهديدات حركة الشباب لدول القرن الإفريقي؛ فإثيوبيا منشغلة الآن في حرب داخلية، وهو ما سيساعد الحركة بتملكها للمسيرات على شن هجمات هناك.
• ويرى آدم هيبة أن رخص ثمن المسيرات، وقدراتها المتعددة، ستمكنان الحركة الإرهابية من زيادة هجماتها، لسهولة حصولها على المعلومات، إضافة لزيادة قدرتها على التهريب.
ويتوقع معهد "ISS" أن يصل السوق العالمية للطائرات بدون طيار إلى 43 مليار دولار بحلول عام 2024، لافتا إلى أن راواندا وغانا وجنوب إفريقيا وكينيا أبرز الدول الإفريقية مستوردي "المسيرات".