رجح مسؤول أوكراني بارز زيارة بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، محطة زابوريجيا للطاقة النووية مطلع سبتمبر المقبل، وسط تصاعد المخاوف من حدوث "كارثة نووية"، جراء المعارك القريبة من المحطة، التي تسيطر عليها روسيا منذ شهر مارس الماضي.

وتأتي زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية المرتقبة لتفقد المحطة النووية، بعد يوم من إعلان الشركة الحكومية الأوكرانية المشغلة لمحطة زابوريجيا، مساء الخميس، أنّه تم فصل هذه المحطة، "بالكامل" عن شبكة الكهرباء الأوكرانية بعد انقطاع الخطوط التي تصلها بالشبكة، وذلك للمرة الأولى في تاريخها.

وكان مسؤولون أوكرانيون أعلنوا أن المحطة انفصلت لفترة وجيزة عن شبكة الطاقة الوطنية لأول مرة منذ 40 عاما.

واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ "ردّ فعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن يكون أسرع بكثير ممّا هو عليه".

المرور بكييف وأراضي أوكرانية

وعن الزيارة وتفاصيلها، قال مستشار وزير الخارجية الأوكراني، يفهين ميكيتنكو، في حديث خاص لـ"سكاي نيوز عربية"، إن "توقيت زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزابوريجيا، "مناسب جدا في هذا التوقيت ومطلوب"، معربا عن أمله في أن "ينجز الوفد مهمته في أسرع وقت ممكن، في ظل الظروف الحالية، ومخاطر حدوث كارثة نووية في الموقع".

لكنه أقر في الوقت ذاته بأن "هناك غموضا يكتنف زيارة وفد الطاقة الذرية"، قائلا : "الأمر معقد، وغير معروف حتى الآن ما طريقة وكيفية وصول الوفد المكون من خبراء دوليين للمحطة".

وفي هذا الصدد، حرص ميكيتنكو على التأكيد بضرورة أن "تجرى زيارة وفد الوكالة الدولية من الأراضي الأوكرانية، بداية بالعاصمة كييف ومدن أخرى، وانتهاء بمدينة إنيرجودار الواقعة على بعد 120 من مدينة زابوريجيا".

وقبل أيام، نقلت وكالات أنباء روسية عن إيجور فيشنفيتسكي، نائب رئيس إدارة الانتشار النووي والحد من التسلح في وزارة الخارجية الروسية، قوله للصحفيين، إن "أي زيارة تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفقد محطة زابوريجيا "لا يمكن أن تمر عبر العاصمة كييف لأن الأمر ينطوي على خطورة بالغة"، مضيفا : "هذا خطر كبير، بالنظر إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية لا تعمل كلها بالطريقة نفسها".

أخبار ذات صلة

3 أسباب.. لماذا تصر روسيا على تواجدها في "زابوريجيا"؟
محطة زابوريجيا "النووية".. مخاوف من انتشار "مواد مشعّة"

نزع السلاح

ومع اقتراب زيارة وفد الأمم المتحدة للمحطة، دعا ميكيتنكو، إلى ضرورة "نزع سلاح المنطقة المحيطة بمحطة زابوريجيا النووية، وسحب جميع القوات العسكرية من المحطة"، معلنا في الوقت ذاته تأييد إقامة نقطة تفتيش ومراقبة حول زابوريجيا".

وأبرز مستشار وزير الخارجية ميكيتنكو، أن "محطة زابوريجيا أوكرانية.. بنيت على أراضي أوكرانية، وتعمل من أجل توليد الكهرباء التي يتم توزيعها في البلاد".

وذكر المسؤول الأوكراني أن "زابوريجيا، التي تقع جنوب شرق أوكرانيا، تعد أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وتسهم في توليد 25 في المئة من طاقة البلاد"، مشيرا إلى أن المحطة تشمل 5 مفاعلات تم تدشينها إبان فترة الاتحاد السوفياتي، ومولدا واحدا فقط عام 1993 وقت استقلال أوكرانيا".

وكانت مستشارة وزير الطاقة الأوكراني، لانا زركال، قد صرحت لوسائل إعلام أوكرانية مساء الخميس، أنه يجري العمل على حل مسائل لوجستية لفريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقيام بزيارة منشأة زابوريجيا.

واتهمت زركال روسيا بمحاولة تعطيل الزيارة، بحسب ما ذكرت وكالة الأسوشيتد برس.

وقالت أوكرانيا إن روسيا تحتجز المنشأة كرهينة بشكل أساسي، وتخزن الأسلحة هناك وتشن هجمات من حولها، بينما تتهم موسكو كييف بإطلاق النار بشكل متهور على المنشأة.