نقلت وكالة تاس للأنباء عن مسؤول روسي كبير قوله، الجمعة، إن موسكو أبلغت الولايات المتحدة بأن العلاقات الدبلوماسية الثنائية ستتضرر بشدة وقد تنقطع إذا تم إعلان روسيا دولة راعية للإرهاب.
ونسبت الوكالة إلى مدير إدارة أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر دارشييف قوله إنه إذا أقر مجلس الشيوخ الأميركي قانونا يستهدف روسيا فإن هذا يعني أن واشنطن قد تجاوزت نقطة اللاعودة.
وفي الشهر الماضي، قام عضوان بمجلس الشيوخ الأميركي يسعيان لإقرار قانون يصنف روسيا دولة راعية للإرهاب بزيارة كييف لمناقشة مشروع القانون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ونقلت وكالة تاس عن دارشييف قوله إن إقرار ذلك القانون سيتسبب في "أخطر الأضرار الجانبية للعلاقات الدبلوماسية الثنائية والتي تصل إلى درجة خفض تلك العلاقات بل وحتى قطعها"، مضيفا "لقد تم تحذير الجانب الأميركي".
وصنف برلمان لاتفيا، الخميس، روسيا دولة راعية للإرهاب بسبب الحرب في أوكرانيا، ودعا الحلفاء الغربيين إلى فرض عقوبات أكثر شمولا على موسكو.
البنتاغون: لم تستخدم أي أسلحة أميركية لمهاجمة قاعدة روسية في القرم
وعلى صعيد آخر، نفت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أمس الجمعة، استخدام أي أسلحة أميركية في الهجوم المشتبه على قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم.
فقد أعلن "البنتاغون" الجمعة أن أي أسلحة أميركية لم تُستخدم لمهاجمة قاعدة ساكي الجوية الروسية في شبه جزيرة القرم، مشيرة إلى أنها تجهل أسباب الانفجارات المدمرة التي شهدها الموقع.
وفيما يُعتقد أن القوات الأوكرانية تقف وراء الانفجارات الثلاثاء الماضي في القاعدة الجوية في القرم، التي لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، قالت موسكو ما حصل في القاعدة الجوية عبارة عن "حادث".
وقد أدت الانفجارات إلى تدمير 8 طائرات مقاتلة ومخزونات ذخيرة.
هذا ولم تتضح بعد أسباب الانفجارات في القاعدة الجوية التي تُعد نقطة انطلاق رئيسية للعمليات العسكرية الروسية في الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا، فيما يقول خبراء إن صورا ملتقطة بالأقمار الصناعية وكذلك تسجيلات فيديو أرضية توحي بأنه هجوم.
وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، لكنها لم تمدها بما يُمكنها من توجيه ضربات للأراضي التي تُسيطر عليها موسكو انطلاقا من الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية لصحفيين "لم نُزود (أوكرانيا) بما يسمح لها أو يمكنها من ضرب القرم"، بحسب وكالة فرانس برس.
واستبعد المسؤول أن تكون الانفجارات عبارة عن ضربة بواسطة صواريخ تكتيكية موجهة دقيقة متوسطة المدى ATACMS التي كانت كييف طلبت التزود بها والتي يمكن أن تُطلق بواسطة منظومات "هيمارس" الصاروخية الأميركية الموجودة في أوكرانيا.
وقال المسؤول "ليست ATACMS لأننا لم نزودهم بهذه الصواريخ"، وفقا لفرانس برس.
وشدد المسؤول على عدم توافر معلومات لدى البنتاغون من شأنها أن تؤكد ما إذا القاعدة استُهدفت بهجوم صاروخي أو ما إذا كانت الانفجارات قد نجمت عن عمل تخريبي، لكنه قال إن ما حصل "كان أثره كبيرا على (العمليات) الجوية الروسية وعلى عناصر سلاح الجو".
وشدد على أن الولايات المتحدة لا تسيطر على الجيش الأوكراني، وقال "ما نريد أن يفعله الأوكرانيون هو محاربة الروس بالطريقة التي يريدونها.. إنها حرب أوكرانية. هم مَن يختارون الأهداف".
والجمعة قال جهاز الاستخبارات الدفاعية البريطاني إن الانفجارات المتعددة في قاعدة ساكي الروسية "ناجمة بشكل شبه مؤكد عن انفجار ما يصل إلى أربعة مناطق تخزين ذخائر غير مغلقة".
وأوضح أن الانفجارات دمرت أو ألحقت أضرارا بالغة بخمس طائرات سوخوي 24 القاذفة المقاتلة وبثلاث طائرات من طراز سوخوي 30 المتعددة المهمات، لكن المدرج لا يزال صالحا للاستخدام.
وبحسب جهاز الاستخبارات الدفاعية البريطاني "تُستخدم ساكي بشكل أساسي قاعدة لطائرات أسطول البحر الأسود في البحرية الروسية".