في أكبر مناورات على الإطلاق تجري في محيط تايوان، استعرضت الصين أسلحتها العسكرية والتكنولوجية الفريدة، بعضها لأول مرة، لتحقيق حزمة أهداف تتعلق بتأكيد "أحقيتها" في ضم الجزيرة، وإنذار واشنطن الداعمة للأخيرة، بحسب خبراء.

وبدأت الصين مناوراتها في 6 اتجاهات حول تايوان، بعضها على مسافة 20 كم فقط من ساحل الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، كرد صيني على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها، فيما تدعم واشنطن استقلالها.

3 أهداف صينية

ويرى المحلل العسكري جلال الطويل، أن "بكين تكثف مناوراتها في لعبة حرب غير مسبوقة تعتبر حصارًا فعليًا لتايوان".

وعن هدف الصين من ذلك، يقول الطويل لـ"سكاي نيوز عربية"، إن بكين وجدت في زيارة نانسي بيلوسي "فرصة سانحة" لتجاوز الخط البحري بمضيق تايوان، الفاصل بين الجزيرة وساحل البر الرئيسي الصيني، وتستعرض قوتها العسكرية، كما توجه رسالة للغرب بأنها لن تتنازل عن استراتيجية "الصين الواحدة".

من جهته، يعلق الخبير العسكري التايواني، تشي لي يي"، بأن المناورات هدفها إخضاع شرق تايوان وقناة باشي الجنوبية الغربية، لمنع دخول السفن والطائرات من الولايات المتحدة واليابان إلى تايوان في حالة الطوارئ"، إضافة لاستعراض تقدمها التكنولوجي.

وبحسب وزارة الدفاع التايوانية، فإن 68 طائرة صينية مقاتلة و13 سفينة حربية عبرت "الخط الأوسط" على طول مضيق تايوان خلال مناورات الجمعة، وردت الوزارة بأنها دفعت بطائرات مقاتلة لتحذير الطائرات التي دخلت منطقة دفاعها الجوي.

ونقلت صحيفة "South China Morning Post" عن تشو تشينمينغ، الباحث في مركز أبحاث العلوم والتكنولوجيا العسكرية في بكين، أن الصين تنقل لتايوان أنها قد تحاصرها لمدة 3 أيام، وربما أكثر، معتبرا أن "المناورات غير مسبوقة ومعقدة، وبكين تستخدمها لتقليل مخاطر تحدي مبدأ "صين موحدة".

أسلحة مدمرة

وضمن استعراض القوة، أطلقت الصين صواريخ باليستية فوق تايوان، وأرسلت طائرات بدون طيار فوق المجال الجوي لجزر كيموي.

كما أرسلت طائرات مقاتلة عبر خط الوسط، ونشرت مدمرتين من مدمراتها الصاروخية الموجهة الشبحية طراز 055 في المياه قبالة شرق تايوان لأول مرة.

ومدمرة "Type 055" هي ثاني أقوى مدمرة في العالم بعد السفينة الشبح DDG-1000 الأمريكية.

أخبار ذات صلة

بالصاروخ " الوحش" و"درة" الردع النووي.. الصين ترد على بيلوسي
تايوان تدفع بمقاتلات لتحذير طائرات صينية عبرت الخط الفاصل

ووفق تقارير، فإن طراد البحرية الصينية من طراز "055 رينهاي كلاس" من الأسلحة السحطية المدمرة المثير للإعجاب، وهي سفن معروفة باسم فئة "نانتشانغ"، تتميز بتصميم شبحي، ومزودة بصواريخ دفاع جوي، وصواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن وطوربيدات.

سلاح فريد

إضافة لما سبق، نشر الجيش الصيني سلاحا فريدا، وهو مركبة انزلاقية تفوق سرعة الصوت يتم إطلاقها من الأرض، مضادة للسفن، وتحمل صواريخ جديدة من طراز "دي إف- 17" (DF-17) التي تُوصف بـ"قاتل حاملات الطائرات".

وهذا الصاروخ البالستي مصمم خصيصًا لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، ويصعب اعتراضه بسبب سرعته القصوى، ويمكنه ضرب أهداف في كوريا الجنوبية واليابان وروسيا، ويستهدف السفن الحربية، ويهدد القوات الأميركية في غرب المحيط الهادئ.

وأجرت بكين مناورات بالصاروخ النووي طراز "دي إف –41" البالستي القادر على حمل رؤوس نووية، ويلقب بـ"رياح الشرق"، ويعد أخطر صاروخ عابر للقارات، إذ لديه أبعد مدى بين جميع الصواريخ البالستية، يتراوح بين 12 و15 ألف كم، ويمكنه حمل 12 رأسا حربيا نوويا.

طائرة التنين العظيم

وخلال التدريبات، استخدمت بكين 6 مقاتلات طراز J-11 وخمس مقاتلات طراز J-16 و16 طائرة طراز Su-30، فضلا عن طائرات تشنغدو J-20 والتي دخلت منطقة الدفاع الجوي التايوانية، وتلقب بـ"التنين العظيم".