فور وصول رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، إلى تايوان، أعلن الجيش الصيني إجراء مناورات عسكرية حول الجزيرة، التي ردت بأنها تمتلك القدرة على حماية أمنها، الأمر الذي يجعل فرص الصدام مفتوحة.
وأجرى الجيش الصيني مناورات محدودة الثلاثاء، ويجهز لأخرى موسعة الخميس، فيما علق الجيش التايواني أن الصين "تحاول تهديد موانئنا ومدننا الرئيسية"، مؤكدًا أنه "يمتلك القدرة على حماية أمن تايوان".
وعبرت مقاتلات صينية طراز "su-35" مضيق تايوان، وردت المدفعية التايوانية بطلقات تحذيرية، وبثت وكالة أنباء الصين "شينخوا"، صورة أظهرت تمركز القوات حول تايوان من جميع الاتجاهات؛ حيث ستكون المناورات في 6 مناطق محيطة بها.
الجيش الصيني
ووفق موقع "غلوبال فاير باور" الأميركي، فالجيش الصيني يحتل المرتبة الثالثة بين أقوى 139 جيشا في العالم، حسب إحصاءات 2021.
ويمتلك الجيش الصيني قدرات عسكرية هائلة؛ أبرزها تجاوز عدد جنوده 3.3 ملايين جندي، ويصلح للخدمة العسكرية 617 مليون فرد، ويصل لسن التجنيد سنويا 20 مليونا.
أما الأسطول فيصنف في المرتبة الأولى عالميًّا بـ777 وحدة بحرية، بينما تصنف القوات الجوية في المرتبة الثالثة بـ3 آلاف و260 طائرة، إضافة إلى القوات البرية التي تضم آلاف الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ وعشرات آلاف المدرعات.
وتقدر التقارير العسكرية أن لدى الصين 350 رأسا نوويّا، بما في ذلك 204 صواريخ طويلة المدى يتم إطلاقها من منصات إطلاق أرضية و48 على الغواصات، و20 "قنبلة جاذبية" يتم إسقاطها من الطائرات، فضلا عن آلاف الصواريخ العابرة للقارات.
ويواصل الجيش تحديث قواته سعيا لتخطي التفوق التكنولوجي الأميركي، وحسب البنتاغون، فإنّه أطلق العام الماضي طائرة شراعية فرط صوتية قامت بدورة حول الأرض بسرعة تفوق 6 آلاف كم في الساعة، وهو سلاح على ما يبدو لا تمتلكه واشنطن.
جيش تايوان
في المقابل، يصنف الجيش التايواني في المرتبة 22 بين أقوى الجيوش، ويمتلك أكثر من 1.8 ملايين جندي، ويصل 300 ألف لسن التجنيد سنويّا.
وتصنّف القوات الجوية في المرتبة رقم 14 عالميّا بـ739 طائرة، بينما الأسطول في المرتبة 22 بـ117 وحدة بحرية.
وتعتزم القوات الجوية امتلاك 66 طائرة من طراز "إيه تي-5 بريف إيجل" فائقة القدرات، بحلول عام 2026، أنتجتها شركة حكومية محلية.
وتعتمد القوات المسلحة التايوانية في الغالب على العتاد الأميركي، لكن الرئيسة تساي إنغ-ون أعطت أولوية لتطوير صناعة دفاعية وطنية.
وفيما يخص القوات البرية فتضم أكثر من 1100 دبابة وآلاف المدرعات، إضافة إلى المدافع الميدانية وذاتية الحركة وراجمات الصواريخ.
ووفق تقارير، فإن تايوان تعلم أنه لا يمكنها الصمود في وجه الجيش الصيني؛ ولهذا تتجهز بتكتيكات قتالية تعتمد عدم مركزية الاتصالات، واستخدام أكبر قدر من العتاد العسكري المتحرك الذي يسهل إخفاؤه خلال الحرب.
العقيدة الصينية
ومعلقا يقول الخبير العسكري جلال الطويل، إن الصين تعطي تحديث الجيش أولوية قصوى؛ لذلك اعتمدت استراتيجية للتحول لقوة تكنولوجية ومحوسبة بالكامل، وسط نزاعاتها مع دول الجوار.
وعن قدرات الجيش الصيني مقابل التايواني، يقول الطويل لموقع "سكاي نيوز عربية": "إنه لا مقارنة، سواء في الترسانة العسكرية أو القدرات اللوجستية القتالية، خاصة مع امتلاك بكين قدرات نووية هائلة، ويعتقد بأنه سيكون لديها بحلول 2030 ألف رأس نووي جاهز للإطلاق، ورغم ذلك فعقيدتها العسكرية لا تقوم على النزعات الهجومية بل فرض الهيمنة والردع".