لا تزال نيران المعارك في أوكرانيا مستعرة، في ظل سقوط مئات الضحايا بشكل يومي، ففي ضربة روسية أعلنت موسكو مقتل نحو 250 من القوميين المتطرفين الأوكرانيين في أنحاء متفرقة من إقليم دونباس.
ضربة جوية وصفتها روسيا بالدقيقة من أجل تدمير قطار عسكري في محطة كراسنوأرميسك في جمهورية دونيتسك الشعبية، كان يحمل كتيبة هجومية من اللواء الأول المستقل التابع للرئيس الأوكراني، وأسفرت الضربة عن مقتل أكثر من 140 قوميًا وإصابة نحو 250 آخرين.
استهداف القطارات من جانب روسيا في العمق الأوكراني لم يكن الأول، ففي مطلع يوليو الماضي، أعلن فلاديمير روغوف، عضو الإدارة العسكرية المدنية لمقاطعة زابوروجيا جنوب أوكرانيا، عن تعرض قطار شحن محمل بالمواد الغذائية للقصف في المقاطعة، مرجحًا استخدام قاذف محمول في الهجوم، فلماذا تستهدف روسيا السكك الحديدية في أوكرانيا بشكل خاص؟
قطع سلاح الغرب
وللإجابة عن تلك الجزئية، يقول الباحث بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية محمود رأفت، إن الجيش الروسي صعد عملياته العسكرية في العمق الأوكراني عبر استهداف القطارات العسكرية الأوكرانية بشكل خاص واستهداف مسارات السكك الحديدية بشكل عام لقطع الإمدادات عن قوات الجيش التي تستميت في القتال شرقي أوكرانيا خاصةً في دونيتسك، ومن قبل عمل الجيش الروسي على تحييد المطارات المدنية والعسكرية.
وأضاف محمود رأفت، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الجيش الروسي استهدف بالصواريخ خلال ساعة واحدة 5 محطات للسكك الحديدية في غرب ووسط أوكرانيا، ما يعني أن الهجمات كانت سريعة وخاطفة، وعدد الضحايا يؤكد أن الهجمات كانت مميتة، فالأرقام الروسية تحدثت عن مقتل نحو 250 من عناصر الجيش الأوكراني، لكن عادة ما تمارس الدعاية الروسية حربًا نفسية أهمها تضخيم أعداد قتلى الطرف المقابل.
الضربة الأشد للقوات الروسية كانت عندما استهدفت قطارا عسكريا في محطة كراسنوأرميسك بدونيتسك، حيث تدور معارك طاحنة يخوضها لواء عسكري أوكراني تابع بشكل مباشر للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وأرجع الباحث بمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، تصعيد القوات الروسية عملياتها إثر فشلها لأشهر في حسم المعركة في أوكرانيا، لا سيما مع الدعم الغربي للجيش الأوكراني، مع العلم أنها حققت اختراقات شرقي البلاد، وكلما طال أمد الحرب دمرت روسيا البنية التحتية لأوكرانيا.
غلق الموانئ
وفي سياق استهداف موسكو للسكك الحديدية في أوكرانيا، يقول ألكسندر أرتاماتوف المحلل العسكري الروسي، إن بلاده تعمل وفق مناهج القانون الدولي ولا تستهدف المنشآت أو البنية التحتية كما تُشيع كييف، لكن جميع الأهداف عسكرية فالقطار الذي تم استهدافه كان يحمل بجانب الجنود، معدات عسكرية من الغرب وواشنطن من أجل مساعدة كييف في الهجوم المضاد الذي تسعى إليه في خيرسون.
وأكد ألكسندر أرتاماتوف، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن كييف تحاول فتح أي ثغرة على البحر من أجل استلام شحنات الأسلحة التي تجد صعوبة في الحصول عليها نتيجة عمليات روسيا العسكرية المحكمة والتي أغلقت بابا كبيرا لتوريد السلاح إلى أوكرانيا.
وفي سياق دعم كييف بالأسلحة، قالت وزارة الدفاع الأميركية الإثنين إنها ستقدم لأوكرانيا حزمة مساعدات أمنية جديدة تصل قيمتها إلى 550 مليون دولار، بما في ذلك ذخيرة إضافية لأنظمة صواريخ المدفعية سريعة الحركة (هيمارس).
وقال البنتاغون في بيان "لتلبية المتطلبات المتغيرة في ساحة المعركة، ستواصل الولايات المتحدة العمل مع حلفائها وشركائها لتزويد أوكرانيا بالقدرات الأساسية".
من جانبه، أعلن وزير دفاع أوكرانيا أليكسي ريزنيكوف، عن وصول 4 راجمات للصواريخ أميركية أخرى من طراز HIMARS إلى بلاده.
وقال في تغريدة على تويتر: "وصلت أربع راجمات HIMARS إضافية إلى أوكرانيا... أصبح صوت صليات HIMARS، يمثل النغمة الأساسية في هذا الصيف على خط المواجهة".
وعبر الوزير الأوكراني، عن شكره وامتنانه للرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على "تعزيز" القوات الأوكرانية.