"نحن لا نتراجع أبدا".. بتلك الجملة أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن عن ما وصفه بالنصر العظيم وهو مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إثر ضربة أميركية بأفغانستان مطلع الأسبوع، وذلك في أكبر ضربة للتنظيم منذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عام 2011.

وقال الرئيس الأميركي: "بغض النظر عن الوقت الذي يستغرقه الأمر، وبغض النظر عن المكان الذي تختبئ فيه، إذا كنت تمثل تهديدا لشعبنا ، فستجدك الولايات المتحدة وتضع يدها عليك".

انتصار كما وصفه بايدن جاء في توقيت يعاني فيه سيد البيت الأبيض بحسب الخبراء واستطلاعات الرأي بتدني في الشعبية نتيجة العملية الروسية في أوكرانيا.

الحرب على الإرهاب.. نهاية الظواهري

 

 

في السياق، تقول الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان، إن الرئيس الأميركي يحاول صنع أي انتصار أو استغلال أي حدث لتلاشي الأزمات الداخلية من تضخم وارتفاع في أسعار الطاقة، بخلاف الأزمات الخارجية وهي استمرار روسيا في تحركاتها دون تراجع.

وأضافت نائب رئيس تحرير مركز رياليست للدراسات ومقره موسكو، خلال تصريحاتها لـ"سكاي نيوز عربية"، إن بايدن في موقف صعب للغاية فرغم الدعم السخي لأوكرانيا وفرض مزيدًا من العقوبات على موسكو، لم تحقق كييف أي تقدم ملحوظ ميدانيًا سوء تعطيل القوات الروسية فقط.

أخبار ذات صلة

على غرار داعش.. "أزمة خلافة" تضرب القاعدة بعد الظواهري

 

وأكدت الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان، أن واشنطن ستعمل خلال الساعات القادمة في التسويق لعملية اصطياد الظواهري من أجل صنع أي حافز للديموقراطيين وبايدن في ظل التراجع الحاد للشعبية.

والأسبوع الماضي، كشفت دراسة أجرتها مؤسسة Gallup، أن شعبية الرئيس الأميركي بين مواطني بلاده، انخفضت إلى أدنى مستوياتها منذ تنصيبه؛ ووفقا لما جاء في الدراسة أعلن 38% من الذين تم استطلاع آرائهم، عن موافقتهم على عمل بايدن في منصب رئيس الدولة.

كما يشير استطلاع رأى أجرته مؤسسة جالوب، مؤخرا، إلى أن شعبية بايدن لا تتجاوز الـ 41%، ونسبة الرضا فى عمل الكونغرس 18%، ولدى الديمقراطيين 220 مقعداً فى مجلس النواب.

فمنذ مايو الماضى، رصدت مؤسسة جالوب أن مؤشرات الرأى العام الأميركى أقل بكثير من المتوسطات التاريخية التى تم قياسها فى سنوات الانتخابات النصفية الماضية، منبها إلى أن هذه الأرقام بمفردها تشير إلى خسارة أكبر من المتوسط لمقاعد الحزب الديمقراطى الخريف المقبل.

جسر العبور

تتأهب الولايات المتحدة للمعركة المرتقبة للسيطرة على الكونجرس الأمريكى، خلال انتخابات منتصف المدة أو (التجديد النصفى) بعد أسابيع قليلة، حيث من المقرر أن تشهد انتخابات حاسمة خلال نوفمبر المقبل، وسط توقعات بأن تكون أعنف معركة انتخابية.

جسر العبور، هكذا وصف الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إعلان بايدن قتل الظواهري قبل ما يقرب من 100 يوم من انتخابات الكونجرس، التي تُعد بمثابة استفتاء على الرئيس الحالي وأدائه.

بايدن يعلن مقتل زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري

 وأضاف الأكاديمي الروسي، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الإدارة الأميركية، تسعى في الوقت الراهن إلى إحياء فكرة "شرطي العالم" التي تعتمد على عالم أحادي وليس ثنائي القطبين، والذي اتضح جليًا بعد العملية الروسية في أوكرانيا.

وأكد ديميتري فيكتوروفيتش، أنه وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة في الداخل الأميركي، تؤكد أن الأولويات العليا للناخبين تتمثل حول التضخم وارتفاع الأسعار، وتلك العوامل حدثت نتيجة التعاطي الخاطئ للأدارة الأميركية مع روسيا وتخوفاتها التي أعلنتها كثيرًا من عسكرة أوكرانيا.

 وفي ظل التضخم وارتفاع الأسعار في الداخل الأميركي نتيجة العملية الروسية، أعلنت واشنطن أنها سترسل أسلحة جديدة بقيمة 550 مليون دولار للقوات الأوكرانية التي تواجه روسيا، بينها ذخائر لقاذفات الصواريخ التي تزداد أهمية في النزاع.

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافة أن هذه المساعدة ستتضمن خصوصا "مزيدا من الذخائر لمنظومات هيمارس".؛ وبذلك ترتفع القيمة الإجمالية للمساعدة العسكرية الأميركية المقدّمة لأوكرانيا منذ أن تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن مهامه، إلى أكثر من ثمانية مليارات دولار، وفق المتحدث.