مع تزايد هجمات تنظيم "داعش" الإرهابي على مخيمات البدو في المثلث الحدودي بين مالي والنجير وبوركينا فاسو، يتوقع خبراء أن يكون هناك مخطط لتهجيرهم، والاستيلاء على المنطقة الغنية بالنفط والغاز، للاستفادة من ذلك في ظل أزمة الطاقة التي تعانيها أوروبا.
ونفذ "داعش" هجوما استهدف مخيمات البدو والطوارق في منطقة "ميناكا" على بعد عشرات الكيلومترات من بوركينا فاسو والنيجر في المنطقة المعروفة بالمثلث الحدودي بين الدولتين مع مالي.
وأسفرت الهجمات عن مقتل 16 شخصا على الأقل وإصابة العشرات، وفق مصادر مالية قالت إن الهجوم نفذه مسلحون من "داعش" يركبون دراجات نارية، ونهبوا ممتلكات البدو وسرقوا سيارتهم.
وندد القيادي بـ"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" موسى آغ شاراتومان، بالمجزرة في "ميناكا"، والتي ينتمي غالبية سكانها إلى الطوارق "الأزواد" والعرب.
ووفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية OCHA فإن الترهيب الذي مارسه الإرهابيون ضد السكان أدى إلى نزوح عشرات الأسر في قرية تينابو بميناكا، وصعوبة وصول المساعدات إليهم.
وعن أبعاد الهجوم، يرى الإعلامي والعضو المؤسس في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، بكاي أغ حمد، أن هجوم "داعش" على البدو يكشف مخططا مرتبطا بغنى "ميناكا" بالمواد الخام.
وأوضح بكاي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" أن المخطط يقوم على تهجير السكان بنشر الإرهاب، تمهيدا لاستغلال المنطقة وما بها من موارد ونفط وغاز على يد أطراف خارجية، خاصة أن البدو لا يريدون بيع أراضيهم، لذلك جاءت عمليات "داعش" لطردهم منها وتحويلهم لنازحين خارجها، وإحداث تغيير ديموغرافي.
وفي تقدير المتحدث، فإن أطماع الغاز والنفط في "ميناكا" مرتبطة بحاجة أوروبا لمد أنابيب الغاز إليها، لافتا إلى وقوع مجزرة "تيليا" التي راح ضحيتها 200 شخص من الطوارق في النيجر، وهي منطقة تقع في طريق الأنبوب الدولي الذي تريد نيجيريا مده نحو أوروبا مرورا بالنيجر والجزائر.
كذلك تشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 700 مدنيا منذ مارس في الحدود بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وأضاف بكاي أن هناك أيضا سببا آخر يتمثل بممارسة الجماعات الإرهابية لـ"التطهير العرقي" ضد كل من لا يساندها ويخضع لفكرها المتطرف.
وعن دور اتفاق الجزائر للسلام والذي كان المكتب التنفيذي لتنسيقية الحركات الأزوادية في كيدال، برئاسة بلال أغ الشريف، قد أعلن تجميده، احتجاجا على ما قالت إنه عدم التزام المجلس العسكري الحاكم في باماكو بالاتفاق، أشار بكاي إلى أنه: "مرّ على اتفاق الجزائر 7 سنوات ولم يرَ النور. شخصيا لا أرى إمكانية في تطبيقه".
من جانبه، يرى الإعلامي التشادي أبو بكر عبد السلام، أن تنامي ظاهرة الإرهاب في دول الساحل الغربي لإفريقيا، خاصة في مناطق استراتيجية، يعني أن هذه الدول باتت ضعيفة في مواجهة الإرهاب الذي يستغل تفكك التحالف بين بعض هذه الدول مؤخرا.
وتوقع عبد السلام حدوث "تغييرات واسعة ومخيفة" في المنطقة إذا لم تحسّن هذه الدول من قوتها وتقوي تحالفاتها.