يبدي عدد متزايد من أعضاء الحزب الديمقراطي الأميركي، رفضهم لعودة الرئيس الحالي، جو بايدن، إلى ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة المرتقبة في 2024، لا سيما في ظل تذمر الأميركيين من أدائه الاقتصادي، فيما يقول آخرون إن ساكن البيت الأبيض سيكون قد تجاوز الثمانين من العمر، وسط أسئلة تثار حول لياقته الصحية.

وأظهر استطلاع حديث للرأي أجرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن 75 في الكئو من الناخبين الديمقراطيين وذوي الميول الديمقراطية يريدون من الحزب ترشيح شخص آخر غير الرئيس الحالي جو بايدن في انتخابات عام 2024، بزيادة حادة على وقت سابق من هذا العام.

ويأتي الاستطلاع بينما تظل معدلات تأييد بايدن الذي يبلغ 79 عاما، منخفضة ومعظم الأميركيين مستاؤون من حالة البلاد والاقتصاد. إذ ما يزال التضخم مرتفعا، كما أظهر تقرير جديد صدر يوم الثلاثاء تراجع ثقة المستهلك للشهر الثالث على التوالي.

استحالة الولاية الثانية

تعقيبًا على ذلك، قال المحلل السياسي، أندرو بويفيلد، إنه رغم تأكيدات بايدن أنه سيترشح مجددا إلا أن فرص إعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاية ثانية شبه مستحيلة، نظرا لانخفاض شعبيته وسقطاته الذهنية وتقدمه في العمر حيث سيبلغ 82 عاما في 2024.

وأضاف بويفيلد لـ"سكاي نيوز عربية"، أن بايدن وفق استطلاعات الرأي يواجه أدنى نسبة تأييد تاريخية على الإطلاق وهي الأسوأ بين المستقلين والجمهوريين، إضافة إلى عدد كبير من المواقف التي بدا فيها بايدن مشوشا ذهنيا أو ضعيفا بدنيًا أو فاقدًا للبديهيات السياسية، هناك شكوك أن بايدن "يعيش حالة الخرف الجزئي".

وأشار إلى أنه من شبه المؤكد أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستتقدم لترشيح الحزب الديمقراطي إذا قرر بايدن الاكتفاء بفترة ولاية واحدة، ومن شأن وضعها وقصتها الشخصية حيث تعتبر أول امرأة وسمراء وأميركية آسيوية تشغل منصبها أن تجعل منها مرشحا، رغم مخاوف الديمقراطيين أيضا من تدني شعبيتها.

وأوضح أن هاريس ستواجه منافسين إذا قرر بايدن عدم المضي قدما في الأمر، بينهم حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، ووزير النقل بيت بوتيجيج الذي ترشح للبيت الأبيض عام 2020 والسيناتور الديمقراطية إليزابيث وارين والسيناتور بيرني ساندرز سيكونان أيضًا منافسين محتملين في سباق مفتوح.

وأشار إلى أنه في الوقت الراهن يركز معظم الديمقراطيين على الانتخابات النصفية وسط مخاوف من نتائج كارثية جراء الأزمات التي تمر بها البلاد، بعد الانتخابات النصفية، قد يتغير كل شيء".

نشاط سياسي لنائبة الرئيس

ومؤخرا، كثفت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس زياراتها إلى ولايات رئيسية وعقدت محادثات مع كبار جامعي التبرعات مع تزايد النداءات للرئيس جو بايدن ليقول إنه سيخدم فترة ولاية واحدة فقط، وفق صحيفة "التايمز" البريطانية.

وأجرت هاريس 8 زيارات داخلية حتى الآن خلال يوليو، وهو ضعف الزيارات التي أجرتها خلال أي شهر آخر منذ توليها المنصب؛ حيث أجرت في المتوسط ثلاث زيارات شهريًا هذا العام، ويثير نشاطها تعجب أعضاء الحزب، ويأتي ذلك في وقت يبدو فيه أن الحكام الديمقراطيين بدؤوا جس النبض لاحتمال ترشحهم بسباق 2024.

وتضمنت رحلاتها هذا الشهر التوجه إلى ولايات حاسمة: فلوريدا، وبنسلفانيا، ونورث كارولينا. وقالت هاريس لموقع "The 19th"، "أخطط للسفر في أرجاء البلاد، والتحدث مع الناس والاستماع إليهم. النساء والرجال مستاؤون، وغاضبون، وخائفون من سلب الحقوق".

أخبار ذات صلة

بايدن: هاريس ستكون رفيقتي إن ترشحت لولاية رئاسية ثانية

وقالت إرين هينز، رئيسة تحرير "The 19th"، إن زيادة رؤية وتفاعل هاريس يأتي في لحظة حاسمة للديمقراطيين، مع تراجع نسبة تأييد الرئيس جو بايدن بشكل مطرد، لتصل إلى مستوى منخفض جديد هذا الأسبوع في ظل مشاكل التضخم.

وفي المقابل، بدأ الصراع مبكرا داخل الحزب الجمهوري حول من يحمل بطاقة انتخابات 2024 في ظل مؤشرات قوية وتلميحات من الرئيس السابق، دونالد ترامب، بعزمه الترشح من جديد، بينما برزت عدة أسماء بعضها كان يعمل تحت سلطة الرئيس السابق.

أخبار ذات صلة

انتخابات أميركا 2024.. صراع جمهوري "مبكر" بين ترامب ورجاله

وبحسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية، فإن هناك 5 جمهوريين شرعوا بالفعل في الاستعداد للحملات الرئاسية الخاصة بهم وبعضهم أكثر علانية من البعض الآخر، ويتوقع أن ينافسوا ترامب للفوز ببطاقة الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة في 2024.

وقالت الصحيفة إن الخمسة هم حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس، ونائب الرئيس الأميركي السابق، مايك بينس، ووزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، وحاكم ولاية ميريلاندـ لاري هوغان، والسيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، تيد كروز.