تشهد مالي تطورا خطيرا بعمليات الجماعات الإرهابية التي تصاعدت في الساعات الأخيرة ضد قواعد الجيش، بتنفيذها لهجمات قرب العاصمة باماكو في الجنوب وقرب مقر إقامة الرئيس الانتقالي، بعد أن كانت هجماتها تتركز على الشمال والوسط.
ونفذ إرهابيون تابعون لجماعة موالية لتنظيم القاعدة الإرهابي، الجمعة، هجوما على قاعدة "كاتي" العسكرية التي تبعد 15 كيلومترا عن العاصمة.
وقال الجيش المالي في بيان إن الهجوم نفذته كتيبة ماسينا بسيارتين مفخختين، أسفر عن مقتل جندي من الجيش المالي وإصابة 6 آخرون، بينما قتل 7 مهاجمين واعتقل 8 من عناصر الكتيبة الإرهابية.
وبحسب تقارير دولية، فإن قاعدة "كاتي" العسكرية من أهم قواعد الجيش المالي، وهي مكان إقامة الرئيس الانتقالي الكولونيل أسيمي غويتا.
واعتاد إرهابيون مرتبطون بتنظيمي القاعدة وداعش شن هجمات على قواعد في أنحاء مالي، تركزت في الشمال والوسط، ولكن لم تكن قريبة جدا من باماكو في الجنوب.
والأسبوع الماضي، دعا المتحدث باسم الإطار الإستراتيجي الدائم "CSP" والأمين العام لحركة إنقاذ أزواد "MSA"، موسى أغ أشغتمان، أوروبا وحلف الناتو للتدخل ضد الجماعات الإرهابية في بلاده.
ويرى الإعلامي المالي والعضو المؤسس في "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، بكاي أغ حمد، أن أطرافا خارجية تقف وراء تصاعد العمليات الإرهابية، ترسل برسائل واضحة إلى المجلس العسكري الحاكم بـ"أننا نستطيع الوصول إليكم في عقر داركم".
وأضاف بكاي لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه "لو سقط المجلس العسكري فذلك سيكون مكسبا للجماعات الإرهابية بوصولها إلى العاصمة، وستسفيد من ذلك القوى الغربية وخاصة فرنسا، في ظل رفضها لوجود النفوذ الروسي في المنطقة".
وحول دعوة أشغتمان، للناتو بالتدخل لمواجهة الإرهاب في منطقة الساحل وخاصة مالي، أوضح بكاي أن الدعوة لم تأتِ بالتنسيق مع الحركات الأزوادية، وهي وجهة نظر خاصة به.
والحركات الأزوادية ليست على وفاق مع السلطات الحاكمة في باماكو، فلا يعد مطلب بعضها بتدخل الناتو تعبيرا عن رأي السلطات.
من جانبه قال الإعلامي التشادي أبو بكر عبد السلام، لموقع"سكاي نيوز عربية" إن المتتبع للوضع الحالي يدرك أن عمليات التصعيد التي تشهدها مالي تكشف خطورة الوضع في البلاد، وعجز السلطات عن مواجهة الإرهابيين، محذرا من استهداف أماكن عسكرية حساسة جدا، باعتبار أن ذلك يعني اقتراب الوضع من حافة الهاوية.