تسلم الجيش الروسي دفعة محدثة من مقاتلات "سو-34 إم"، التي توصف بـ" القاتلة"، حيث حصلت عليها المجموعة الجوية للمنطقة العسكرية بشرق روسيا، والمشاركة في الحرب بمدينة خاركيف الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، إن إحدى وحدات القاذفات التابعة للقوات الجوية والدفاع الجوي المتمركزة في إقليم خاباروفسك تسلمت دفعة من قاذفات "سو34إم" بعد تحديثها بالتكنولوجيا الجديدة، مشيرة إلى أنه يمكن للطائرة التي تحسنت قدراتها المحمولة جوا، أن تحل جزئيًا محل الطائرات الهجومية.
"فرخ البط"
والطائرة سوخوي -34 والتي تعرف لدى حلف الناتو باسم (Fullback) أي "المُدافع أو الظهير" وتلقب بـ"فرخ البط" هي قاذفة روسية ثنائية المحرك والطاقم تنتمي إلى عائلة (Su-27 Flanker) هي مصممة لتحل محل الطائرة من طراز سوخوي-24.
ووفقا لتقارير روسية فإن الطائرة المحدثة تجمع بين خصائص مقاتلة التفوق الجوي سوخوي- 27 وطائرة القصف الأرضي Su-25 والقاذفة Su-24، كما تدمج أحدث تقنيات الطيران والأسلحة المتطورة وبإمكانها تشغيل أنظمة إلكترونيات الطيران الحديثة بشكل كامل.
كما زودت "سو-34 إم" بعد تطويرها بإلكترونيات طيران محدثة وأسلحة عالية الدقة ومجموعة من العديد من حاويات الاستطلاع المعلقة، بما في ذلك تلك الخاصة بالاستطلاع الإلكتروني البصري والرادار والاستخبارات الإلكترونية.
كما أنها قاذفة قنابل متعددة الوظائف ومصممة لتوجيه ضربات جوية ضد أهداف أرضية للعدو في العمق التشغيلي والتكتيكي نظرًا لصفاتها القتالية الفريدة واستخدام معدات الحرب الإلكترونية الحديثة وهزيمة الأهداف الجوية للعدو ليلا ونهارا في ظروف جوية بسيطة وصعبة، وفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية.
كما تنتمي "سو-34" إلى الجيل (4 ++) وتسمح لها بتنفيذ مهام قتالية أساسية دون مرافقة مقاتلات نظرًا لقدرتها القتالية العالية.
ويقول الخبير العسكري الروسي فيكتور فلاديمير إن "سوخوي- 34 قاذفة استراتيجية خفيفة متعددة المهام صغيرة الحجم قادرة على تنفيذ ضربات جوية متوسطة المدى ضد كل الأهداف جوية برية وبحرية، كما تمتاز بالسرعة العالية والدقة في إصابة الأهداف وتحمل كل أنواع الصواريخ والقنابل".
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" أنها "قاذفة مصممة على نهج (فرخ البط) من ناحية شكل الأنف، كما تتميز بأنظمة إدارة ساحة المعركة الرقمية وخيارات الاستهداف والتتبع المتقدمة ومجموعة ملاحية محسّنة بشكل كبير مقارنة بالمحاولات الروسية السابقة".
مقاتلة وقاذفة قنابل
وبحسب موقع "ذي درايف" الأميركي فإن الطائرة لها ميزة فريدة تميزها عن سائر المقاتلات القاذفة الأخرى وهي إمكانية حمل وقود يكفي لرحلة جوية طويلة، ولا تحتاج إلى التزود بالوقود في الجو، حيث تتسع خزاناتها نحو 12 ألف كيلوغراما.
كما يمكنها أن تحلق لمسافة 4500 كيلومتر، وتستطيع حمل 6 قنابل تزن الواحدة منها 500 كيلوغرام و4 صواريخ جو/جو إلى مسافة 3000 كيلومتر، ويمكنها أن تحمل 4000 كيلوغرام من القنابل والصواريخ إلى هدف يبعد عن مكان انطلاقها بـ600 كيلومتر.
والطائرة "سو-34" هي عبارة عن مزيج من المقاتلة وقاذفة القنابل، ويتصف الطراز الجديد منها بقدرته الفائقة على تدمير أهداف صغيرة الحجم، وفقا لتقارير روسية.
والنسخة المحدثة تم تجهيزها بـ 12 نقطة تعليق، وهي قاذفة مقاتلة تفوق سرعة الصوت ويمكن لها أن تحل جزئيًا مهام الطيران الهجومي.
ولـ(Su-34) نحو6 نسخ مختلفة بينها (FN Su-34) وهي نسخة حربية هجومية طويلة المدى ضد الأهداف البرية والبحرية والغواصات، والنسخة (Su-34 MF) وهي قاذفة قنابل متعددة الأدوار، فضلا عن النسخة (Su-34 EW) وهي للحرب الإلكترونية والتشويش.
ويقول الباحث العسكري في شؤون الطيران مينا عادل إن قاذفات "سوخوي - 34" المقاتلة، من أفضل المقاتلات على مستوى العالم وفي الأسطول الجوي الروسي بشكل خاص، للقيام بعمليات قصف البنية التحتية، مشيرا إلى أنها أفضل مقاتلات تم تطويرها حتى الآن.
وأشار إلى أنه التطوير شمل أجهزة الرصد بشكل يفوق نظيراتها من القاذفات، ما يجعلها مناسبة لأجواء الحرب بأوكرانيا.
وقال مينا عادل إن "سوخوي - 34" بالإضافة إلى مميزاتها الهجومية، لها إمكانيات دفاعية، حيث تمتلك رادار تحذيري يجعل الطيار يتعرف على الأجواء والأوضاع حوله حال استهدافه من رادارات معادية".
ويردف: "لقد أكدت السو – 34 أنها رأس الحربة للقاذفات التكتيكية الروسية حيث تفوقت في المهمة الأساسية لها وهي الهجوم بواسطة القنابل الموجهة والثقيلة زنة 1500 كيلوغرام، والصواريخ الموجهة ضد الأهداف الأوكرانية واستهداف مراكز القيادة والتدريب والتسليح".
ويضيف: "تمتلك المقاتلة قدرات الحرب الإلكترونية اللازمة لاختراق شبكه الدفاع الجوي وتنفيذ المهمة بفضل سلاسة حواضن التشويش الدفاعية والهجومية من طراز (Khibiny & sab 14)، لافتاً إلى أنها تستطيع مهاجمة المقاتلات المعادية لامتلاكها رادار مجهز لرصد 8 أهداف والاشتباك مع 4 في وقت واحد".