مع اقتراب رحيل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من منصبه، أعلنت لندن وصول أول مجموعة من الجنود الأوكرانيين إلى المملكة المتحدة لتلقي التدريب، في إطار دعمها لكييف منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في فبراير الماضي.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان: "هذا البرنامج التدريبي الجديد والطموح هو المرحلة التالية من دعم المملكة المتحدة للقوات المسلحة الأوكرانية، في حربها للتصدي للعدوان الروسي".
وأضاف وزير الدفاع الذي حضر التدريبات هذا الأسبوع: "بفضل خبرة الجيش البريطاني سنساعد أوكرانيا على إعادة بناء قواتها وتكثيف مقاومتها، للدفاع عن سيادة البلاد وحقها في تقرير مستقبلها".
ورغم إشارة جونسون في كلمته الأخيرة إلى استمرار وقوف الشعب البريطاني بجوار الأوكرانيين، أظهرت تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تخوفا نوعا ما من تغير سياسة بريطانيا في دعم بلاده، وأبدى في اتصال هاتفي مع جونسون "حزنه الشديد" لاستقالته من حزب المحافظين تمهيدا لتركه الحكومة.
ويرى الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، أن لندن التي تعد الحليف الأوروبي الأقوى لكييف، تحاول أن تسرع من وتيرة دعمها وتقديم حزمة المساعدات العسكرية واللوجستية التي وعدت بها أوكرانيا.
وتوقع بلافريف خلال حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، عدم تعطل الدعم البريطاني لأوكرانيا نظرا لـ"خطط لندن في المنطقة" حسب قوله، التي "تسعى إلى التمدد في البحر الأسود واستنزاف روسيا عسكريا من خلال دعم كييف، وآخر أشكال الدعم تدريب الجنود الأوكرانيين".
واعتبر جونسون أن برنامج التدريب العسكري "يمكن أن يغير معادلة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، من خلال توجيه أقوى العوامل، وهو تصميم الأوكرانيين، على تحقيق النصر".
ووفقا لوزارة الدفاع البريطانية، فقد انخرط 1050 جنديا بريطانيا في البرنامج الذي ينظم في مواقع عسكرية شمال غربي وجنوب غربي وجنوب شرقي المملكة.
وتستغرق كل دورة أسابيع، و"ستزود المجندين المتطوعين الأوكرانيين أصحاب الخبرة المحدودة أو المعدومة، بالمهارات اللازمة ليكونوا فعالين في القتال على خط الجبهة"، و"يشمل التدريب استخدام الأسلحة والإسعافات الأولية والتقنيات الميدانية والدوريات وقانون النزاعات المسلحة".
ومنذ بداية الهجوم الروسي، اتخذ جونسون نهجا أكثر تشددا من أوروبا تجاه موسكو، كما حرص على زيارة كييف مرتين خلال الأزمة، كانت الأولى في أبريل ليؤكد تقديم الدعم العسكري، قبل زيارته الثانية في يونيو.
وفي مقال حمل توقيع جونسون في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، كتب رئيس الوزراء المستقيل أن "الدول الداعمة لكييف يجب أن تتحلى بالجرأة لضمان أن تكون لدى أوكرانيا القدرة الاستراتيجية على الصمود، والانتصار في نهاية المطاف"، وقدم خطة دعم من 4 نقاط تسهم في تعزيز موقف كييف وصمود قواتها على الجبهات، أبرزها التسليح والتدريب.
ويقول بلافريف إن "جونسون كشخص قدم لأوكرانيا أكثر من بريطانيا، بمعنى أدق أسهم بشكل كبير في إغراق كييف بالأسلحة، بخلاف الدعم الدولي الذي حاول حشده تحت مظلة الإعمار، وكان هذا جليا في خطابة الأخير بعد استقالته من الحزب".
كما تعهد جونسون بتقديم 1.3 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل 1.6 مليار دولار إضافية، في شكل دعم عسكري ومساعدات، حيث تسلمت كييف من لندن 10 آلاف صاروخ مضاد للدبابات وصواريخ مضادة للدروع وصواريخ "جافلين" وصواريخ "ستينغر" وقنابل شديدة التفجير، وخصصت وزارة الخارجية البريطانية 30 مليون دولار من ميزانيتها لدفع رواتب العسكريين والطيارين الأوكرانيين، لتصل حجم المساعدات البريطانية لأوكرانيا لأكثر من 130 مليون دولار.
وشددت لندن على استعدادها لإرسال 120 مدرعة من طراز "ماستيف"، وصواريخ "ستار ستريك"، ومدفعيات "إيه إس 90 هاوتزر"، وصواريخ مضادة للسفن، وصواريخ "بريمستون 1"، إضافة إلى استضافة وتدريب أكثر من 450 جنديا أوكرانيا على استخدام هذه الأسلحة.