تشهد الولايات المتحدة حوادث متكررة لإطلاق النار، فيما يثار النقاش حول الحق في السلاح، وسط تعاطف مع الضحايا، لكن ما يغيب عن كثيرين هو أن الوقائع لا تحصل بين الفينة والأخرى فحسب، بل يواجهها الأميركيون في كل يوم تقريبا، حتى أن عشرات الآلاف من الضحايا يفقدون حياتهم بسبب ذلك كل سنة.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن حوادث إطلاق النار لا تقتصر على غرار ما جرى في ضواحي شيكاغو، خلال حفل استعراضي بمناسبة تخليد يوم الاستقلال، فسقط سبعة قتلى فيما أصيب عشرات آخرون، أو في حوادث أخرى عنيفة.
في نهاية الأسبوع الطويلة التي تزامنت مع إجازة عيد الاستقلال في الولايات المتحدة، أسفر حادث إطلاق نار عن مقتل شخص وجرح أربعة آخرين أمام ناد ليلي في مدينة سكرامينتو بولاية كاليفورنيا.
وفي هالتوم سيتي بولاية تكساس، أودى إطلاق نار بحياة شخصين، فيما جرح أربعة أشخاص، من بينهم ثلاثة عناصر شرطة، أما في مدينة كلينتون بولاية كارولينا الشمالية، فأصيب ستة أشخاص بجروح من جراء حوادث إطلاق نار.
وذكر المصدر أن حوادث إطلاق النار تتكرر بشكل شبه يومي في المدن والولايات الأميركية، سواء في الشوارع أو في المطاعم والمقاهي وأمام الحانات.
وإذا كانت حوادث إطلاق النار قد زادت فلأن الأميركيين باتوا أكثر إقبالا على شراء الأسلحة، حتى بلغوا مستويات قياسية في سنتي 2020 و2021.
وتشير بيانات فيدرالية في الولايات المتحدة إلى أن أكثر من 43 مليون قطعة سلاح بيعت خلال العامين، أي في الفترة التي ارتفع فيها عدد قتلى عنف الأسلحة إلى أعلى مستوى سجلته البلاد منذ سنة 1995.
وأسفرت حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة عن مقتل ما يزيد عن 45 ألف شخص في سنة 2020، ثم سجل العدد نفسه من الضحايا في السنة الموالية.
وبحسب المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، فإن الأسلحة هي الأداة التي تتم بها أغلب حالات الانتحار في البلاد، كما أنها مرتبطة أيضا بارتفاع جرائم القتل في الولايات المتحدة بين سنتي 2018 و2021.
ويوضح الأستاذ والباحث في علم الجريمة بجامعة ميامي في ولاية فلوريدا، أليكس بيكيرو، أنه لا ليست ثمة أسباب محددة وواضحة لتزايد العنف وإراقة الدماء في الولايات المتحدة.
لكن الأكاديمي الأميركي يقول إن الأسباب المحتملة لتزايد العنف بالأسلحة تكمن في شعور الناس بالإرهاق من جراء وباء كورونا، فضلا عن توتر العلاقة بين الشرطة وعامة الناس، ثم تردي الصحة العقلية، ووفرة قطع السلاح في الولايات المتحدة.
ويضيف بيكيرو أنه عندما تجتمع هذه العوامل، يصبح الأمر شبيها بوضع أشياء كثيرة في طنجرة ضغط ثم تركها تتفاعل في انتظار أن تنفجر.