دخل الدعم الأوروبي لأوكرانيا مربعًا جديدًا من الصدام مع موسكو، حيث أفاد وزير الدفاع البريطاني بن والاس بوصول أول مجموعة من العسكريين الأوكرانيين إلى بريطانيا للخضوع لتدريب عسكري يستمر لعدة أشهر.

جاء في بيان صدر عن الوزير: "وصلت إلى بريطانيا مؤخرًا أول مجموعة من العسكريين الأوكرانيين، وسيخضع هؤلاء الجنود للتدريب العسكري الأساسي البريطاني، والذي يشمل استخدام الأسلحة النارية وتقديم الإسعافات الأولية في ساحة المعركة والتدريب الميداني وتكتيكات الدوريات والتدريب على قوانين النزاع المسلح".

الإعلان البريطاني جاء بالتزامن مع التقدم الروسي على أرض المعركة شرق البلاد، ومحاولات كييف المستميتة لإيجاد ثغرة نحو الجنوب للحصول على الأسلحة من خلال الساحل الذي أصبح تحت السيطرة الروسية.

موسكو ولندن تصعيد متزايد

يبدو أن أزمة أوكرانيا ألقت بظلالها بقوة على العلاقات البريطانية الروسية، حيث تشهد تصعيدًا متزايدًا منذ العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

في الأثناء، قال الخبير في الشؤون السياسية بجامعة موسكو دميتري ستاريكوف إن بريطانيا تنتهج خطًّا مختلفًا نسبيًّا عن الخط الأوروبي الذي أصبح أقل حدة نتيجة تأثره بالعقوبات التي فرضت على موسكو.

وأضاف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن لندن تسير على خطى واشنطن، وهو محاولة إطالة أمد الصراع لاستنزاف روسيا عسكريًّا، وهذا واضح جليًّا من خلال تحركات تلك الدولتين من خلال المساعدات التي تقدم لكييف.

ولعل أحدث تصعيد بين روسيا وبريطانيا ما يتعلق باتهام روسيا لبريطانيا باستغلال "أزمة الحبوب" من أجل التغلغل عسكريًّا داخل البحر الأسود لتقديم السلاح والدعم اللوجيستي لكييف.

ففي منتصف الأسبوع الجاري، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بريطانيا تحاول إيجاد ذرائع لإدخال أسطولها إلى البحر الأسود لتصبح جهة تشرف على جميع عمليات نقل الحبوب من الموانئ التي لغمت أوكرانيا المياه حولها.

وأضاف لافروف، خلال تصريحات للتليفزيون الروسي: "يتم استخدام أزمة الغذاء لأغراض متنوعة، ليس فقط في مجال الدعاية لتبييض وجه أوكرانيا وتحميل روسيا المسؤولية عن كل شيء".

ويقع البحر الأسود على مفترق طرق مهم بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، ويمثل موقعًا استراتيجيًّا مهمًّا بين جنوب شرقي أوروبا.

وهنا تابع دميتري ستاريكوف الخبير في الشؤون السياسية: "كييف حاولت خلال الساعات الماضية خلق ثغرة تجاه الجنوب، في الوقت نفسه تحاول بريطانيا التغلغل في تلك المنطقة نحو الساحل.. هذا ليس صدفة بل تنسيق بريطانيا أوكرانيا لمدها بالسلاح".

وتعرضت كييف لخسائر فادحة الأيام الماضية في الجبهة الجنوبية والشرقية، رغم شحنات الأسلحة والصواريخ التي حصلت عليها من الغرب وواشنطن.

أخبار ذات صلة

أرخبيل سفالبارد.. هل يتسع نطاق المواجهة بين الغرب وروسيا؟
كيف يهدد بوتن "الطبق الوطني" في بريطانيا؟
تهديدات نووية وتصعيد سياسي.. "غليان" بين بريطانيا وروسيا
جونسون على قائمة الحظر الروسية.. علاقات موسكو ولندن إلى أين؟

التدريب العسكري

في ظل خسائر أوكرانيا، يُذكر أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اقترح سابقًا إطلاق عملية تدريب واسعة للعسكريين الأوكرانيين مع القدرة على تدريب ما يصل إلى 10 آلاف جندي كل 4 أشهر.

ويعد التدريب جزءًا من حزمة دعم دولية واسعة النطاق في أعقاب العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا، كما أعلنت الحكومة البريطانية، زيادة مساعدتها العسكرية لأوكرانيا بأكثر من مليار يورو، والتي تشمل أنظمة دفاع جوي وطائرات مسيّرة.

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد الأسبوع الماضي لقادة حلف الناتو أن بلاده بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والأموال للدفاع عن نفسها.

ويعد التوتر بين موسكو ولندن هو الأقوى بين دول أوروبا حيث وصل لحدّ التهديد المباشر عندما دافعت لندن عن حق كييف في الحصول على صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، ما دفع موسكو للرد والقول إن من حق روسيا في المقابل ضرب أهداف عسكرية داخل أراضي دول الناتو التي تزود كييف بالسلاح، ومن ضمنها بريطانيا.

كما أدرجت وزارة الخارجية الروسية، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والدفاع بن والاس في مارس الماضي على قائمة الممنوعين من دخول موسكو.

وفي سياق المعارك، قال مسؤولون أوكرانيون في وقت سابق الأربعاء، إن القوات المسلحة أحبطت حتى الآن محاولة روسية للتقدم إلى شمال منطقة دونيتسك غير أن مدينة سلوفيانسك ومناطق مدنية أخرى تتعرض لقصف مكثف.