استمرارًا للتقدم العسكري الروسي في أوكرانيا، أفادت وزارة الدفاع بأن الجيش حرر قرية زولوتاريفكا، ولم يتبقّ سوى تحرير قرية بيلوغوروفكا التي تبعد 6 كيلومترات عن مدينة ليسيتشانسك المحاصرة والتي تستعد القوات الروسية لتحريرها بصورة كاملة خلال ساعات.
وأفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، السبت، بأن القوات الروسية وقوات جمهورية لوغانسك الموالية لها تستعد لـ"تحرير مدينة ليسيتشانسك" بصورة تامة، من جانب آخر نفت القوات الأوكرانية حصار المدينة.
وتعد ليسيتشانسك آخر جيب لقوات أوكرانيا في منطقة لوغانسك، شرقي البلاد، وثالث أهم مدينة أوكرانية حسب الخبراء والمحللين.
بَدء الاقتحام للجيب الأخير
في سياق المعارك والتقدم الروسي، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف أن القوات الروسية وقوات ولوغانسك الشعبية بدأت باقتحام مدينة ليسيتشانسك المعقل الأوكراني الأخير في لوغانسك.
وقال قاديروف، حسب وسائل إعلام روسية، إن "الهجوم على المدينة بدأ من قبل القوات المتحالفة وقوات لوغانسك الشعبية.. تم إطباق الحصار على المرتزقة في المصيدة بالكامل، وليسيتشانسك محاصرة الآن بالكامل"، مشيرًا إلى أنه جرى إغلاق جميع مداخل ومخارج المدينة.
من جانبه، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن القوات الروسية كثفت خلال الأسابيع الماضية مجهوداتها الحربية في شرقي أوكرانيا، وتحديدًا سيفرودونيتسك التي تمت السيطرة عليها منذ ما يقرب من أسبوع والمدينة التوأم لها ليسيتشانسك، التي تستعد هي الأخرى للسقوط كثالث مدينة استراتيجية في أيدي القوات الروسية.
وأوضح الخبير العسكري شاتيلوف مينيكايف، خلال تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن عملية سقوط ليسيتشانسك أصبحت بين قوسين أو أدنى والتكثيف العسكري كان بغرض السيطرة عليها قبل امتداد الغرب من الأسلحة إلى كييف، والتي تهدف إلى عرقلة التمدد الروسي.
كانت وزارة الدفاع الروسية قالت في وقت سابق اليوم: "خلال الأيام الثلاثة الماضية، تمت السيطرة على مصفاة النفط في ليسيتشانسك ومنجم ماتروسكايا ومصنع الجيلاتين وقرية توبوليفكا".
إلى ذلك، أعلن فيتالي كيسيلوف مساعد وزير الداخلية في جمهورية لوغانسك الشعبية، أن أكثر من ألفي مقاتل من نازيي قوات كييف والمرتزقة الأجانب محاصرون في مدينة ليسيتشانسك، آخر معقل لهم في لوغانسك؛ والتي تعد إحدى مقاطعتي منطقة دونباس الصناعية واللتين تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل.
استماتة أوكرانية لمنع السقوط
حسب المعطيات الميدانية، وصلت قوات لوغانسك المدعومة من موسكو إلى منتصف مدينة ليسيتشانسك، بينما تم رفع أعلام قوات لوغانسك على مبانٍ رسمية بالمدينة، كما تشهد شوارع المدينة حرب شوارع بين قوات لوغانسك والقوات الأوكرانية، وسط إطلاق كثيف لصواريخ من الجيش الروسي.
وحول الاستماتة الأوكرانية في القتال لمنع سقوط مدينة ليسيتشانسك التابعة إلى منطقة لوغانسك، يقول الخبير العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن تلك المنطقة تعد مدينة صناعية يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، وتقع في حوض دونباس المتاخم لروسيا على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود والذي يحتوي على احتياطات ضخمة من الفحم.
كما تقع تلك المنطقة أيضًا في قلب معركة ثقافية بين كييف وموسكو التي تؤكد أن هذه المنطقة، على غرار جزء كبير من شرقي أوكرانيا، يسكنها ناطقون بالروسية تنبغي حمايتهم من القومية الأوكرانية.
ولم تعترف حتى الآن أي دولة باستقلال دونيتسك ولوغانسك، اللتين تنص اتفاقيات مينسك على بقائهما ضمن أوكرانيا مع منحهما وضعًا قانونيًّا خاصًّا يحمي مصالحهما الأمنية والسياسية الأساسية، لكن روسيا لم تخف تقديمها دعمًا إنسانيًّا ومعنويًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا للجمهوريتين اللتين حصل نحو 700 ألف من سكانهما خلال السنوات الأخيرة على الجنسية الروسية.
ومع سقوط المدينة، تُعد القطعة الاستراتيجية الثالثة بعد ماريوبول وسيفرودونيتسك في قبضة الروس حيث تم تركيز العملية العسكرية على الشرق والجنوب الأوكراني للسيطرة على الموانئ والمناطق الصناعية والسياحية، كما أن القوات الروسية تهدف إلى السيطرة الكاملة على الشريط الساحلي في البحر الأسود لأوكرانيا.