وسط غياب أي أفق لحل دبلوماسي، كشف مسؤول روسي بارز عن مُخطّط غربي لتقسيم أوكرانيا ستنفذه بولندا برعاية الولايات المتحدة وبريطانيا، بينما تحدثت مديرة الاستخبارات الأميركية عن 3 سيناريوهات للحرب.
وفي مؤتمر بواشنطن، قالت أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية، إن "مجتمع الاستخبارات الأميركي يرى 3 سيناريوهات محتملة، يمكن التركيز عليها في الأسابيع والأشهر المقبلة، على الأرجح فإن الصراع لا يزال طاحنًا يحقق فيه الروس مكاسب متزايدة، لكن لا يوجد اختراق، بموجب هذا السيناريو، سيكون الجيش الروسي قد أمّن لوغانسك وجزءًا كبيرًا من دونيتسك بحلول الخريف، بالإضافة إلى ترسيخ سيطرته على جنوب أوكرانيا".
وأشارت إلى أن السيناريو الثاني هو أن روسيا يمكن أن تحقق اختراقًا وتعيد التركيز على كييف أو أوديسا، أما السيناريو الثالث هو أن تتمكن أوكرانيا من تحقيق الاستقرار في خط المواجهة والبدء في تحقيق مكاسب أصغر، على الأرجح في خيرسون أو في أي مكان آخر في جنوب البلاد.
في المقابل، كشف مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، الخميس، أن القيادة البولندية بدأت في وضع سيناريوهات "تقطيع أوصال أوكرانيا".
وفي تصريحات لوكالة "نوفوستي" الروسية، أوضح المسؤول الروسي أن بولندا تعمل الآن على قضية إنشاء دولة بالوكالة في غرب أوكرانيا، ستكون "تحت حماية" القوات المسلحة البولندية.
وأضاف رئيس المخابرات الخارجية الروسية: "في الوضع الحرج الراهن في وارسو، هم يميلون إلى تجاوز المخططات السابقة بتجهيز وحدة حفظ سلام بولندية في غرب أوكرانيا، وإنشاء دولة بالوكالة في القطاع الشرقي تحت حماية القوات المسلحة البولندية".
كما لفت إلى أنه "يتم النظر في مشروع لتشكيل منطقة عازلة في المناطق الوسطى في أوكرانيا، والتي وفقًا للبولنديين، ستسمح لهم بتجنب الصدام المباشر، غير المرغوب فيه للغاية، مع روسيا".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ناريشكين عن دور بولندي في الصراع، إذ قال قبل أيام، إنّ "بولندا تدافع عن نظام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بشكل حيوي"، لافتًا إلى أن "وارسو تعمل على نقل السيطرة الفعلية على أهم وظائف ومؤسسات الدولة إليها".
وأوضح أن كييف فتحت عن عمد أمام البولنديين والأميركيين الوصول إلى المعلومات ذات الأهمية الوطنية، بما في ذلك المعلومات حول دافعي الضرائب، وبالتالي، الوضع المالي الحقيقي لأوكرانيا.
التقسيم بدأ قبل الحرب
وتعقيبًا على ذلك، قال المحلل الأميركي، أندرو بويفيلد، إن الحديث الروسي عن مخطط غربي لتقسيم أوكراني غير منطقي وينافي الواقع، موسكو بدأت عملية التقسيم منذ 2014 بعد استيلائها على القرم ثم قبل الحرب مباشرة بالاعتراف باستقلال لوغانسك ودونيستيك.
وأضاف بويفيلد، لـ"سكاي نيوز عربية"، أن روسيا نفذت الحرب من أجل ترسيخ التقسيم عبر فصل الشرق تمامًا وضمه لها وفق معتقدات قديمة لا علاقة لها بالواقع الحالي أو حتى رغبة السكان الذين أبدوا مقاومة شرسة وصمودًا كبيرًا في مواجهة الجيش الروسي على عكس ما كان يتوقع بوتن أو كما أوهمته أجهزته الأمنية.
وأشار إلى أن سيطرة الجيش الروسي على خيرسون في بداية المعركة زادت من أطماع روسيا في اجتياح جنوب أوكرانيا، من أجل فتح ممر بري بين روسيا ومنطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا، والتي قد تكون أحد أهداف موسكو المستقبلية أيضا، لافتًا إلى أن خيرسون ستكون أولى المدن التي ستنضم لروسيا خلال أيام قريبة، وفق ما أعلنت إدارة المدينة التي عينتها موسكو.
ومؤخرًا، حذر الجنرال كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية، من أن موسكو قد تسعى إلى تقسيم بلاده إلى مناطق محتلة ومناطق غير محتلة و"إنشاء كوريا الشمالية والجنوبية في أوكرانيا".