قالت إيران إنها مستعدة لإجراء محادثات غير مباشرة جديدة مع الولايات المتحدة للتغلب على العقبات الأخيرة لإحياء اتفاق 2015 النووي المتداعي مع القوى الكبرى وسط أزمة متنامية بشأن البرنامج النووي للبلاد.

أخبار ذات صلة

مسؤول: إيران لم ترد على نحو إيجابي على المبادرة الأوروبية

وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت رافانتشي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إن "فريق التفاوض الإيراني مستعد للمشاركة بشكل بناء مرة أخرى لإبرام اتفاق والتوصل إليه."

وأضاف: "الكرة في ملعب الولايات المتحدة، وإذا تصرفت الولايات المتحدة بشكل واقعي وأظهرت نيتها الجادة في تنفيذ التزاماتها، فإن الاتفاقية لن تكون بعيدة المنال."

جاءت تصريحات رافانشي بعد يوم من انتهاء مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة في الدوحة بعد فشلها في إحراز تقدم كبير.

مع ذلك، وصف رافانتشي محادثات قطر بأنها "جادة وإيجابية" مضيفا أن إيران ستتصل بمنسقي الاتحاد الأوروبي "للمرحلة التالية من المحادثات."

وقال رافانشي خلال المشاورات المكثفة مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في طهران الأسبوع الماضي "أكدت إيران مرة أخرى استعدادها لتقديم حلول خلاقة للقضايا المتبقية على أمل إنهاء المأزق".

وتحدث رافانشي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن قرار الأمم المتحدة الذي صادق على الاتفاق النووي لعام 2015 وأعضائه الخمسة الدائمين - الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا - وألمانيا.

أخبار ذات صلة

من دون نتائج.. انتهاء محادثات النووي بين واشنطن وطهران

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية بعد محادثات هذا الأسبوع في الدوحة إن إيران "أثارت قضايا لا علاقة لها على الإطلاق بخطة العمل الشاملة المشتركة ويبدو أنها ليست مستعدة لاتخاذ قرار جوهري بشأن ما إذا كانت ترغب في إحياء الاتفاق أو دفنه."

وقبل أن يتحدث رافانشي، قال نائب السفير الأميركي ريتشارد ميلز للمجلس إن بلاده "لا تزال ملتزمة بالعودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل" لخطة العمل الشاملة المشتركة.

وأضاف ميلز أن الولايات المتحدة استعدت على مدار أشهر للوصول لاتفاق يعتمد على تفاهمات تم التفاوض عليها في فيينا في مارس، "لكن لا يمكننا التوصل للاتفاق وتنفيذه إلا إذا تخلت إيران عن مطالبها الإضافية التي لا تتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة".

وتوقفت محادثات فيينا منذ مارس الماضي. ومنذ انهيار الاتفاق تعمل إيران على تشغيل أجهزة طرد مركزي متقدمة، وتزيد من مخزون اليورانيوم المخصب عند مستوى نقاء 60 في المائة، وهي خطوة فنية تقترب من مستويات تصنيع الأسلحة.

مع ذلك، لا تزال طهران تعاني من عقوبات اقتصادية مكثفة بينما يأمل الغرب في تقليص برنامجها النووي مرة أخرى.

وقبل اجتماع المجلس، أصدرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بيانًا مشتركًا قالت فيه إن برنامج إيران النووي "أصبح الآن أكثر تقدمًا من أي وقت مضى" وأن أفعالها "تزعزع بسرعة توازن الحزمة التي تفاوضنا عليها على مدار عدة أشهر."

وحث البيان إيران على "إبرام الصفقة، بينما لا يزال الأمر ممكنا"، وحذر من أن أفعالها تثير المزيد من العقبات أمام قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على "توفير ضمانات بشأن الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي."

وأعربت المنسقة السياسية للأمم المتحدة روزماري ديكارلو عن أملها في أن إيران والولايات المتحدة "ستستمران في البناء على زخم الأيام القليلة الماضية من المحادثات" في قطر لحل القضايا المتبقية.

وقالت ديكارلو إنه في حين أن الوكالة النووية التابعة للأمم المتحدة لم تكن قادرة على التحقق من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، فإنها تقدر أن المخزون يزيد عن 15 ضعف الكمية المسموح بها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، بما في ذلك اليورانيوم المخصب بنسبة 20٪ و60٪ - " وهو أمر مقلق للغاية.

أخبار ذات صلة

إسرائيل: نسعى للتأثير على صياغة الاتفاق النووي
نائب الرئيس الأميركي السابق ينتقد المفاوضات النووية مع إيران

كما ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت في تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة إضافية في محطات التخصيب في ناطنز وفوردو.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي، أولوف سكوغ، إنه في ضوء "المسار النووي المثير للقلق" والعقوبات الأميركية الجديدة، من الضروري إبرام اتفاق في أقرب وقت ممكن، مشددًا على أن "المجال لمزيد من التغييرات المهمة قد استنفد."

وقال سكوغ: "هذا مهم لأوروبا ولإيران وللمنطقة وللعالم بأسره - الآن أكثر من أي وقت مضى - يحتاج إلى مزيد من الأمن والاستقرار."

وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، بينما انتقد المزاعم ضد إيران، إن موسكو "تدعم بشدة المفاوضات" لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، ولا ترى أي "قضايا مستعصية."

وحذر من أن "محاولات تصعيد الضغط على إيران من خلال التأجيج غير المبرر للتوترات حول خطة العمل الشاملة المشتركة يمكن أن تبطل تمامًا آفاق إحياء الاتفاق"، وحث جميع الأطراف على التركيز على التسوية.