تسلم الجيش الروسي مؤخراً منظومة "إس 500" للدفاع الجوي، والتي تلقب بـ"الرصاصة الفضية"، ومصممة من أجل هزيمة الطيف الكامل لكل أسلحة الهجوم الجوي.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الثلاثاء، إن موسكو تعتزم نشر نظام الدفاع الجوي بروميثيوس "S-500" المضاد للصواريخ النووية.
وأضاف، خلال كلمة أمام خريجي الكليات العسكرية، أن القوات الروسية تسلمت بالفعل نظام "إس-500"، وفق ما نقلته صحيفة "الصن" البريطانية.
ووفق تقارير روسية فإن المنظومة الجديدة تؤمن المدن الكبرى والأهداف الاستراتيجية ذات الأولوية القصوى، وأماكن وجود الصواريخ الباليستية والعابرة للقارات والمخبأة تحت الأرض، إضافة إلى المنشآت الصناعية.
وتقول شركة "ألماز أنتي" الروسية المصنعة لهذا النظام المتطور، إن "إس- 500 بروميتيي" قادر على ضرب الأقمار الاصطناعية ذات المدار المنخفض، والمركبات الفضائية القريبة.
كما وصفته بـ"الرصاصة الفضية" التي بإمكانها تدمير الطائرات الشبحية من نوع F-35 الأميركية.
قدرات خارقة
ويمكن لـ"إس 500" استهداف الصواريخ الجوالة من طراز "كروز" والصواريخ الباليستية وفرط الصوتية، فضلا عن الصواريخ العملياتية التكتيكية والعابرة للقارات.
كما يمكنها استهداف المنصات المدارية في الفضاء والقذائف الأسرع من الصوت، واعتراض 10 رؤوس صواريخ قادمة من الفضاء في آن واحد، وفقا لمجلة "ناشيونال إنترست".
وتضيف المجلة الأميركية أن منظومة الدفاع الجوي "إس 500"، قادرة على إسقاط مقاتلات "إف 35" الأميركية الشبحية.
أما موقع "19 فورتي فايف" الأميركي، فيقول إنها من أكثر المنظومات إتقانا وقدرة في الدفاع الجوي الروسي، كما تمتلك قدرات هائلة وستلعب دورا محوريا في الدرع الصاروخية الروسية.
وأشار إلى أن تلك المنظومة تمتلك نوعيْن من الصواريخ بعيدة المدى من طرازي (40(Н6M و (77 Н6) ، وكذلك عددا كبيرا من الرادارات المطوّرة يخصص كل منها لكشف ومرافقة نوع واحد من الأهداف الجوية.
ومدى عمل S-500 الروسية يصل إلى 600 كيلومتر، أما الارتفاع الذي تعترض عليه الأهداف المعادية نحو 200 كيلومتر أقل من 4 ثوان.
ومن أجل العمل خارج الغلاف الجوي للأرض تتضمن منظومة "إس 500" رادار الكشف البعيد من طراز "60 كا 6" الذي يستطيع إيجاد أهداف على مسافة ألفي كيلومتر ويقوم بحساب مسارها وإرسال معلومات عنها إلى الصواريخ الصديقة.
وتتكون منظومة S-500 من وحدتين، الأولى: مضادة للصواريخ، والأخرى ضد للطائرات.
والوحدة المضادة للطائرات تعمل على جميع أنواع الأجسام الطائرة تقريبًا، أما المضادة للصواريخ فلا يمكن لأي منظومة صاروخية متنقلة في العالم أن تؤدي مهامها.
ويقول الجنرال الروسي سيرغي باباكوف، إن منظومة "إس-500" تم تطويرها كجيل جديد تماما من الأنظمة المضادة للطائرات، وهي مصممة لإسقاط الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، وإذا لزم الأمر الباليستية العابرة للقارات أيضا.
ويضيف لصحيفة "الصن" البريطانية أنها قادرة على تدمير الطائرات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والطائرات بدون طيار، مؤكدا أنه نظام قادر على تدمير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بجميع التعديلات، بما في ذلك في الفضاء القريب.
ويتابع: "كما تدمر الأهداف الديناميكية الهوائية والباليستية، مما يجعل من الممكن القول بثقة أن هذا النظام فريد من نوعه".
قاهر الطائرات والأقمار
ونظام "إس 500" للدفاع الجوي له قدرات هائلة في تدمير مختلف أنواع الطائرات والمروحيات وطائرات "أواكس"، وكذلك الطائرات المسيرة وطائرات الارتفاع العالي.
ومن بين الطائرات التي يمكن أن تواجهها "إس-500" أيضا مقاتلات "إف - 22" و"إف - 35" الشبحية والقاذفات الاستراتيجية "بي - 2" ورادارات "E-2"، والصهاريج الطائرة التي تزوّد الطائرات البحرية جوا بالوقود، وفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية.
كما أجريت عليه تجارب أثبتت قدرته على إصابة أهداف يصل مداها إلى نحو 481 كيلومترا، وهو أطول مدى تصله أنظمة الدفاع الجوية العالمية.
وبنظام "إس 500" صواريخ رئيسية من نوع "N6-40" يبلغ طول كل واحد منها 30 قدماً، ويعمل بالوقود الصلب، وبرأس حربي.
كما أنه عبارة عن مجمع روبوت، مزود بذكاء اصطناعي يمكنه ذاتيا تحديد وتمييز الأهداف "صديق أم عدو"، واختيار الهدف الأخطر ونوع الصاروخ وإطلاقه.
ويقول الخبير العسكري الروسي إيجور كونوفالوف، إن المنظومة الصاروخية الروسية الجديدة يمكنها إصابة الأهداف حتى في الفضاء، وهي فريدة في تعدد مهامها ولا مثيل لها بالعالم.
وأوضح لموقع "سكاي نيوز عربية" أنها "مصممة لاصطياد الأهداف التي تفوق سرعتها الصوت، وقادرة على حماية كل أراضي البلاد ومواقعها الاستراتيجية بشكل موثوق".
ويضيف: "يمكن نشر مجمع S-500 خلال دقائق محدودة، ويغادر مكانه في غضون 5 دقائق وهذه ميزة مهمة لمنظومات الصواريخ ويمنعها من الاستهداف المضاد".