قبيل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، على التراب الفرنسي، الأحد، تم نشر نتائج الجولة الأولى في الدوائر الـ11 للفرنسيين المقيمين خارج البلاد.

وكما في عام 2017 ، صوّت الناخبون الفرنسيون الذين يعيشون في الخارج بشكل كبير لمرشحي تيار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون "معا". 

وجاء في المرتبة الثانية مباشرة مرشحو تحالف اليسار "الاتحاد الشعبي والإيكولوجي والاجتماعي الجديد" لجان لوك ميلانشون في أغلبية الدوائر الانتخابية.

ويقدر عدد الفرنسيين المقيمين في الخارج والمسجلون في اللوائح الانتخابية في العالم الذين صوتوا في الجولة الأولى بحوالى مليون و400 ألف.

وبدأ هؤلاء في الإدلاء بأصواتهم في محطات الاقتراع، في مطلع يونيو الجاري، واستخدم آخرون الإنترنت لتحديد اختيارهم.

ووفقا للنتائج النهائية المنشورة يوم الاثنين 6 يونيو على موقع وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، جاء تحالف ميلانشون على رأس الدائرة الانتخابية الخامسة (إسبانيا وموناكو والبرتغال وأندورا) حيث تم إقصاء مانويل فالس بشكل مفاجئ، على الرغم من دعم الأغلبية الرئاسية له في الجولة الأولى.

كما تصدر اليسار اللائحة في غرب إفريقيا والمغرب العربي، في الدائرة التاسعة حيث وصل المرشح الدبلوماسي كريم بن الشيخ أمام مرشحة "معا" الوزيرة السابقة إليزابيث مورينو. أما تيار "معا"، فقد احتل المرتبة الأولى في 8 من أصل 11 دائرة انتخابية.

ويتنافس على مقاعد الجمعية الوطنية في 11 دائرة انتخابية خارج التراب الفرنسي 150مرشحا، من أصل 577 دائرة انتخابية.

وبحسب أرقام الوزارة، بلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي عقدت في 4 يونيو 2022 في الأميركيتين وفي 5 يونيو 2022 في بقية العالم،22.51٪.

وفي انتظار نتائج الجولة نفسها التي ستجرى مسبقا السبت الخاصة بالمقاطعات والأقاليم الفرنسية المعروفة بما وراء البحار: (غوادلوب، وغويانا، ومارتينيك، وسان بارتيليمي، وسانت مارتن، وسان بيير وميكلون"، بدأت تستخلص الدروس والنتائج قبل 12 يونيو المقبل، موعد إجراء الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المقامة في الأراضي الفرنسية الواقعة في أوروبا والمعروفة باسم بـ"فرنسا متروبوليتان".

أخبار ذات صلة

أخطاء ماكرون الخمس.. لماذا لا يدعم الفرنسيون حزب الرئيس؟
انتخابات لبنان.. فرنسا "تدين وتأسف" للمخالفات والخروق

أسباب النتائج

وبحسب المحلل السياسي والمحاضر في القانون العام بجامعة باريس الثانية بانتيون-أساس، بنجامين موريل، في تصرحيه لموقع "سكاي نيوز عربية" فإن النتائج الحالية كانت "متوقعة".

ويوضح: "في انتخابات تقام على جولتين، كما هو حال الانتخابات التشريعية وأمام مشاركة نسبيا ضعيفة من طرف الفرنسيين المقيمين بالخارج، فإن الذين يستطيعون الفوز هم الأحزاب القادرة على تنظيم معسكراتها السياسية بشكل جيد وهذا ما حققته أحزاب اليسار واليمين والوسط".

ويتابع: "هذه النتائج الأولى ليست بالضرورة تنبؤية ولا تعطي لمحة عامة عن توازن القوى الجديد نظرا لخصوصية الناخبين في هذه المناطق وظروف سوسيولوجية مختلفة. وهو ما يجعلها لا تمثل نية الناخبين الوطنيين. لكن هذا لا ينفي أن يكون لدينا نفس التقارب في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المنتظرة في 12 يونيو".

ومن بين الاختلافات التي تُظهرها الانتخابات التشريعية، أنه على المستوى الوطني يتم انتخاب النواب لتمثيل الأمة والمشاركة في صياغة القوانين وتحقيق الرقابة الحكومية، أما على الصعيد المحلي، فيتم اختيار النواب إقليميا من خلال الدائرة الانتخابية.

و"نتيجة لذلك، فإن عملية صنع القرار للناخبين متغيرة. يفضل البعض منطقا وطنيا، أي أنهم سيصوتون قبل كل شيء لحزب. من ناحية أخرى، يقوم ناخبون آخرون بالتعبئة وفقا لمنطق محلي، للتصويت لمرشح معروف لديهم والذي يعتبرونه أكثر قدرة على تمثيل أراضيهم والدفاع عنها، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية". يضيف موريل.

أخبار ذات صلة

كيف سيتقاسم ماكرون السلطة في حالة "التعايش"؟
5 تحديات كبرى.. أبرز الملفات أمام رئيسة الحكومة الفرنسية

ماذا تعني النتائج لليسار؟

في المقابل، يعتبر المحلل السياسي أن هذه النتائج تعتبر "جيدة بالنسبة لأحزاب اليسار لأنهم لم يسبق لهم أن حققوا هذا التقارب مع الحزب المتقدم كما أنهم تفوقوا على أحزاب اليمين في بعض المناطق التي تاريخيا تحقق تقدما. هذا يوضح وجود ديناميكية حول المرشحين المدعومين من الاتحاد الشعبي الجديد كما أن هذه العينة الصغيرة تثبت فكرة المنافسة الشرسة والمعلنة بين الأغلبية الرئاسية واتحاد اليسار".

أما عن فشل إيمانويل فالس، فيقول المحلل السياسي، إنه "كان متوقعا" ويعكس فشل ما أسماه "هبوط المظلة"، "لأنه إذا لم يكن لديك موقع محلي، فلا يزال لديك عمل كبير تقوم به قبل المشاركة في الانتخابات. لذلك، عندما تنزل بمرشح مظلي في هذا النوع من السياق الانتخابي، عليك أن تكون مستعدا للخسارة. لا يسمح بالترشحات العبثية في اللحظات الأخيرة. بل يجب القيام بترتيبات وهو ما لم يتحقق مع إيمانويل فالس".

ومن المقرر أن يعود الناخبون المقيمون في الخارج للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية يوم السبت 18 يونيو 2022 بالنسبة إلى القارة الأميركية والأحد 19 يونيو 2022 لبقية دول العالم.

وبالنسبة للجولة الثانية، يمكن للناخبين المقيمين بالخارج أيضا التصويت عبر الإنترنت في الفترة من 10 إلى 15 يونيو 2022.