اختتم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو البرنامج المعد للمحطة الأولى في جولته الخارجية بلقاء قمة جمعه في أنقرة، الأربعاء، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أن يستعد للتوجه إلى المحطة الثانية في الجزائر التي وصل إليها، فجر الخميس، في زيارة رسمية تستغرق يومين، ويلتقي خلالها مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
وتكتسب جولة مادورو أهمية خاصة بالنظر إلى تزامنها مع انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لـ"قمة الأميركيتين" المنعقدة، منذ مطلع الأسبوع الجاري، في لوس أنجلوس، والتي امتنعت الولايات المتحدة عن توجيه دعوات رسمية إلى فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا لحضورها، متذرعة بأسباب سياسية، مما أدى إلى امتناع قادة عدة دول أميركية لاتينية أخرى، مثل المكسيك والأوروغواي والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس، عن المشاركة فيها.
وأكد الرئيس التركي، الأربعاء، رفض بلاده لأي عقوبات أحادية ضد فنزويلا، مبديا استعداد أنقرة لتعزيز التعاون مع كاراكاس.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع مادورو: "لدينا أفكار مشتركة متشابهة ونعارض فرض العقوبات أحادية الجانب ضد فنزويلا".
كما أشار إلى أنه "سوف يتم رد الزيارة في يوليو" المقبل، مؤكدا السعي في اتجاه رفع الاستثمارات المشتركة بين البلدين إلى 3 مليارات دولار خلال فترة وجيزة.
مذكرات تفاهم
في المقابل، وجه الرئيس الفنزويلي دعوة للمستثمرين الأتراك من أجل العمل في بلاده في مجالات مثل السياحة والغاز والذهب والتعدين، قائلا: "حان الوقت لمجيء المستثمرين الأتراك ولدينا المناخ القانوني الممهد لكم".
ووقعت تركيا وفنزويلا، خلال الزيارة، على 3 مذكرات تفاهم في مجالات السياحة والزراعة والمصارف، تشتمل على مذكرة تفاهم بين اتحاد وكالات السياحة التركية وشركة السياحة الحكومية الفنزويلية التابعة لوزارة السياحة، إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال حماية النبات، ومذكرة تفاهم للتعاون بين البنكين المركزيين للبلدين، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول" التركية.
وأكد مادورو، في المناسبة، أن تركيا تمتلك إمكانيات كبيرة، وتلعب دورا هاما للغاية في العالم. وقال: "نريد إحلال السلام في العالم وإرساء القانون الدولي، ويجب أن يكون العالم متعاونا، وعالم الحوار بين الحضارات والأديان والثقافات، وتركيا تمثل نموذجًا بالنسبة لنا في هذا الصدد، وتلعب دورا هاما للغاية من الناحية الجيوسياسية".
وأضاف: "تعرّض بلدنا لكل التهديدات والعقوبات والصدمات، ولكن الآن بدأ بالنهوض والانطلاق، هذه بالنسبة لنا الآن عملية تعاف، ونحن بلد متواضع إلا أننا نمتلك ميزة هامة وهي أننا البلد الأول في النفط (في العالم)".
المحطة الثانية
أما في الجزائر، فقد استبقت وسائل الإعلام المحلية وصول مادورو، الخميس، بالإشارة إلى أن ملفات الطاقة وموضوع إعادة إحياء حركة عدم الانحياز ستكون "على رأس جدول أعمال مباحثات الرئيس الفنزويلي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وكبار المسؤولين الجزائريين، خاصة أن كلا من الجزائر وكاراكاس، تتقاسمان المقاربة ذاتها، في هذا الملف الاستراتيجي".
والمعروف أن مادورو زار الجزائر في سبتمبر 2017، في إطار تنسيق وتعاون مستمر في مجال الطاقة وحركة عدم الانحياز، مكملا بذلك خطوات سلفه الراحل هيوغو تشافيز الذي كان يكنّ تقديرا خاصا للجزائر وثورتها وقادتها.
وكان في استقبال مادورو لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، في الجزائر العاصمة، الوزير الأول أيمن عبد الرحمن وعدد من أعضاء الحكومة، من بينهم وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية.
حرج بايدن في قمة الأميركيتين
جدير بالذكر أن الرئيس الفنزويلي أثنى، الثلاثاء، على قرار نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بشأن مقاطعة "قمة الأميركيتين" في لوس أنجلوس، مشيدا "بشجاعة ووضوح" أوبرادور.
وقبل ذلك، قالت الحكومة الكوبية، الاثنين، في بيان رسمي، إنه لا يوجد سبب واحد لتبرير "استبعاد الحكومة الأميركية غير الديموقراطي والتعسفي" لأي بلد في نصف الكرة الأرضية من القمة الـ9 للأميركيتين.
وجاء في البيان أن الإدارة الأميركية التي أساءت استخدام امتيازها، لكونها الدولة المضيفة، قررت في مرحلة مبكرة جدا استبعاد كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا من القمة.
كما ذكر البيان أيضا بأن "كوبا تقدر وتحترم الموقف الجدير والشجاع والشرعي للعديد من الحكومات دفاعا عن مشاركة الجميع في ظل ظروف متساوية".
ويتعرض الرئيس الأميركي جو بايدن لحرج كبير جراء فشل ديبلوماسيته في الأميركيتين، ولا سيما بعدما قرر القادة في العديد من دول المنطقة مقاطعة قمة لوس أنجلوس التي تنظم للمرة الأولى في الولايات المتحدة.
وكانت القمة التي بدأت فعالياتها، الاثنين وتستمر لغاية يوم الجمعة، قد وضعت على جدول أعمالها مناقشة قضايا مثل الهجرة، وتغير المناخ، وجائحة فيروس كورونا.