أعلنت قيادة العمليات الروسية نجاح استخدم الجيش أحدث منظومة من قاذفات اللهب الثقيلة، وهي منظومة "توسوتشكا" (توس -2)، في العملية العسكرية بأوكرانيا، والتي دخلت شهرها الرابع.
تُعد منظومة "توسوتشكا" من أخطر قاذفات اللهب، حيث تم الكشف عن أول نموذج لها في عرض النصر العسكري يوم 9 مايو في الساحة الحمراء، وهي النظام البديل المتطور من نظام قاذف اللهب الثقيل "توس-1".
الشمس الحارقة
ظهرت المنظومة التي تسمى في المعارك بـ"الشمس الحارقة" في العملية العسكرية الروسية منذ بدايتها مع وحدات المنطقة العسكرية الجنوبية، وخلفت مزيدًا من الدمار الواسع، وقبل ذلك تم اختبارها في سوريا، وأجرت عليها تعديلات في وقت لاحق.
أنشأت روسيا قاذف اللهب الجديد "توس-2"، استنادًا إلى دبابة "تي-14 أرماتا"، ويبلغ مدى النظام ما يزيد على 10 كيلومترات، ويمكن للسيارة أن تسير أكثر من 483 كيلومترًا بخزان وقود واحد.
ويتم التحكم في إطلاق الصواريخ بواسطة نظام متقدم للتحكم في الحرائق يتضمن كمبيوتر بيانات باليستية ومعدات تستخدم لمراقبة القائد وجهاز تحديد المدى ولوحة تحكم، فيما يعزز نظام التحكم في الحرائق من قدرة الاستحواذ والكشف عن الهدف.
وعن سلاح موسكو الفتاك، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن نظام المدفعية الجديد عبارة عن مزيج من هيكل الشاحنة ذات الدفع الرباعي بعجلات أورال، وليست مجنزرة من أجل زيادة القدرة الاستيعابية والقدرة على السير، وهي مخصصة لإضرام النيران وتدمير المباني والهياكل وأهداف العدو.
وأوضح الخبير الروسي العسكري، لـ"سكاي نيوز عربية"، أن منظومة "توسوتشكا" تم تجهيزها بنظام حرب إلكتروني ضد الأسلحة العالية الدقة، وعلى الرغم من كونها أقل تدريعًا من سابقاته "توس-1" فإنها يمكن أن تمطر النار على العدو بشكل مُرعب لتستحق لقب "الشمس الحارقة".
كما تم تجهيز الجزء الخلفي من هيكل الشاحنة بمحطة سلاح قاذفة بما في ذلك حاوية بثلاثة صفوف من ثماني أنابيب قاذفة للصواريخ، حيث يمكنها إطلاق صواريخ عيار 220 ملم برؤوس حربية حرارية ودخان حارقة.
السلاح الحراري
تضم منظومة "توسوتشكا" 18 ماسورة عيار 220 ملم تطلق صواريخ حرارية "ترموبارية وحارقة" نفاثة مصممة خصيصًا لها، وتزن الرأس القتالية للصاروخ 45 كلغ، ويطلق الصاروخ إلى مسافة 35 كلم.
يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن السلاح الحراري نوع من المتفجرات التي تستخدم الأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار عالي الحرارة، حتى تمكن القوات من ضرب المواقع المخفية وغير المحصنة، وينتج هذا السلاح كميات كبيرة من الغازات الساخنة، وضغط الجو الهائل وتستطيع رشقة واحدة من صواريخها الحرارية تحويل كل شيء على مساحة 40000 متر مربع على الأقل.
وأضاف في تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الصاروخ الحراري يحتوي على مزيج حارق يتحول عند إصابة الهدف إلى رذاذ يشكل سحابة من مادة قابلة للاشتعال، كما تشكل ضغطًا عاليًا وحرارة مميتة تقتل أي شيء في منطقة سقوط الصاروخ.
وعن كيفية الانتشار والاستخدام في أرض المعارك، يُضيف شاتيلوف مينيكايف: "تقوم تلك المنظومة عبر تركيب أنظمة الاتصالات وجهاز استقبال الملاحة عبر الأقمار الصناعية غلوناس في قمرة القيادة، بفضلها يمكن لـ“توسوتشكا” تلقي معلومات حول الأهداف من نظام القيادة والتحكم الآلي، وضبط إطلاق النار باستخدام الطائرات المسيرة."
وتحقق روسيا مكاسب ميدانية في أوكرانيا وبالأخص شرق أوكرانيا، وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن واشنطن قررت تزويد كييف بأنظمة صاروخية أكثر تقدمًا، لـ"تتمكن من ضرب الأهداف الرئيسية بدقة أكبر في ساحة المعركة".
تصريحات الرئيس الأميركي جاءت عقب ساعات من رفضه تزويد أوكرانيا بصواريخ قادرة على استهداف العمق الروسي، كما حذرت موسكو من تلك الخطوة التي وصفتها بالتسبب في زيادة خطر اندلاع مواجهة مباشرة بين القوتين العظميين.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: "نعتقد بأن الولايات المتحدة تصب عمدًا الزيت على النار. من الواضح أن الولايات المتحدة متمسكة بقتال روسيا حتى آخر جندي أوكراني".