رغم استخفاف روسيا بتأثير العقوبات الغربية عليها، إلا أن الواقع كان عكس ذلك خاصة من الناحية العسكرية حيث يؤكد متخصصون أن هناك صعوبات جمة تواجه "الجيش الأحمر" في ظل نقص الرقائق والمكونات الإلكترونية جراء تراجع الصادرات بشكل كبير.

ووفق مسؤولة أميركية بارزة فإن روسيا اضطرت إلى استخدام "قطع" من غسالات الصحون والثلاجات في أجهزتها العسكرية نتيجة العقوبات الغربية، كما كشفت وزارة الدفاع البريطانية أن موسكو تعاني من نقص في طائرات الاستطلاع المسيرة المناسبة والتي تحاول استخدامها لتحديد الأهداف التي ستقصفها بالمقاتلات أو المدفعية.

وبحسب مجلة "نيوزويك" الأميركية فإنه مع استمرار روسيا في هجومها العسكري على أوكرانيا، فإن الخسائر الفادحة في الاقتصاد الروسي يمكن الشعور بها لسنوات قادمة، ونقلت عن شون سبونتس رئيس تحرير دورية "سوفريب"، المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن الاجتياح الآن في شهره الرابع، ويتطلب استمراره حوالي 900 مليون دولار في اليوم.

وأوضح أن "هناك عدة عوامل تلعب دورًا في هذا المبلغ الباهظ تشمل دفع رواتب الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا وتزويدهم بالذخائر والرصاص والصواريخ؛ وتكلفة إصلاح المعدات العسكرية المفقودة أو التالفة، يجب على روسيا أيضًا أن تدفع مقابل الآلاف من الأسلحة المهمة وصواريخ كروز التي تم استخدامها خلال الحرب، والتي يبلغ ثمن الواحد منها حوالي 1.5 مليون دولار".

تكلفة باهظة

وحول تأثير العقوبات على الجيش الروسي، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية ليون رادسيوسيني إن "موسكو خانتها التقديرات كانت تتوقع هزيمة سريعة لأوكرانيا بعد فترة وجيزة من الاجتياح، بالنظر إلى تفوقها العسكري، ومع ذلك، لم تحقق روسيا نجاحات عسكرية كبيرة، فشلت قواتها في السيطرة على العاصمة كييف وواجهت صعوبات في مدن رئيسية أخرى، كل خطوة تقوم بها القوات الروسية قوبلت بمقاومة شديدة من الأوكرانيين".

وأضاف رادسيوسيني، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية": "تأتي إخفاقات روسيا بتكلفة باهظة، من الناحية المالية ومن حيث الخسائر في الأرواح، على الرغم من أن الكرملين كان مترددًا في الكشف عن أرقام الخسائر العسكرية، ووفق تقديرات لشركات استشارية فإن الخسائر المباشرة من الحرب كلفت روسيا عشرات المليارات".

وأوضح أن "أوكرانيا أوقعت خسائر واسعة بمعدات الجيش الروسي وكانت الضربة الأقوى في أبريل بإغراق الطراد الروسي موسكفا، كما أن هناك دلائل على أن القوات الروسية لم تضرب أهدافها المقصودة بصواريخ دقيقة التوجيه ما يعد خسارات مجانية وفي المقابل بالتأكيد تواجه أوكرانيا أيضًا تكلفة اقتصادية باهظة بسبب الاجتياح الروسي".

وأشار إلى أن "معهد التمويل الدولي أكد على أن الناتج المحلي الإجمالي لروسيا من المرجح أن ينخفض بنسبة 15 بالمئة هذا العام وهو ما سينعكس سلبا على كافة أوجه الصرف وبينها الشؤون العسكرية".

أخبار ذات صلة

تطويق روسي ثلاثي.. دونباس تقترب من السقوط وأوكرانيا تستغيث
وسط معارك حامية.. روسيا تكشر عن أنيابها شرقي أوكرانيا
الهجوم على أوكرانيا يدخل شهره الرابع.. إلى أين يتجه الصراع؟
جوا وبالمدفعية.. روسيا تضرب "أهدافا ثمينة" في أوكرانيا

رقائق غسالات وثلاجات

وفي جلسة استماع بالكونغرس، قالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو: "لدينا تقارير من الأوكرانيين تفيد بأنهم وجدوا معدات عسكرية روسية مليئة بأشباه الموصلات التي أخذتها القوات الروسية من غسالات الصحون والثلاجات".

وأضافت ريموندو أن "هذا يثبت أن قيود التصدير التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا، حرمتها من التكنولوجيا الأميركية"، مشيرة إلى أن هذه القيود "ساهمت في شل قدرة موسكو على الحفاظ على عمليتها العسكرية".

وبينت الوزيرة الأميركية أن "صادرات التكنولوجيا إلى روسيا تراجعت بنسبة 70 بالمئة منذ فرض ضوابط التصدير"، وكشفت أن هناك تقارير تفيد بأن روسيا اضطرت لإغلاق مصنعين للدبابات بسبب نقص المكونات".

وكانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى قيدت تصدير الرقائق والمكونات الإلكترونية الأخرى المصممة للاستخدام العسكري لروسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا، ويتطلب تصدير هذه الأجزاء ترخيصا حكوميا للمضي قدما حتى قبل الاجتياح الروسي الأخير لأوكرانيا.

وشددت القواعد الجديدة تلك القيود وحظرت أيضا بيع معظم الرقائق ذات الاستخدام المزدوج، والتي لها تطبيقات عسكرية وتجارية على حد سواء، للمستخدمين غير العسكريين في روسيا، بما في ذلك أولئك الذين يعملون في صناعات التكنولوجيا الفائقة.

وفي وقت سابق، قال البيت الأبيض إن الحظر من شأنه أن يقطع أكثر من نصف واردات روسيا عالية التقنية ويعيق قدرة البلاد على تنويع اقتصادها ودعم جيشها.

وبحسب "واشنطن بوست" فإن معظم مصانع الرقائق حول العالم تستخدم برامج أو معدات مصممة في الولايات المتحدة، وأظهرت الأبحاث السابقة أن الجيش الروسي يعتمد منذ فترة طويلة على الإلكترونيات الغربية، بينها الطائرات بدون طيار والمقاتلات.