أعلنت السويد، الجمعة، حالة التأهب العسكري، بعد تقديمها طلبا للانضمام إلى حلف الناتو لردع أي تحرك مضاد، كما عززت قواتها العسكرية المرابطة في جزيرة غوتلاند الاستراتيجية.
وتمت تعبئة قوات الاحتياط وتكثيف التدريبات خلال الأسابيع الماضية في جزيرة غوتلاند التي تحتل موقعا استراتيجيا في وسط بحر البلطيق، وفقا لوكالة "فرانس برس".
ومع عودة التوتر مع موسكو، استعاد المنتجع الذي يقصده سكان ستوكهولم لقضاء عطلة، صفته الاستراتيجية.
وكانت السويد أعلنت، الاثنين، التقدم بطلب الانضمام للحلف العسكري، لتحذو بذلك حذو فنلندا في خطوة جديدة ستزيد التوتر مع روسيا.
ويأتي قرار ستكهولم عقب قرار مماثل اتخذته فنلندا، لتعطي الدولتان المحاذيتان لروسيا موطئ قدم جديد لحلف الأطلسي على الحدود الروسية.
ويقول الكولونيل ماغنوس فريكفال، قائد الكتيبة P18 العسكرية السويدية، والمكلفة حراسة جزيرة غوتلاند، إن "السيطرة على الجزيرة يعتبر عمليا سيطرة على التحركات الجوية والبحرية في بحر البلطيق".
وبعدما أوقفت مهام كتيبة غوتلاند عام 2005 وأعيد تفعيلها رسميا عام 2018، باتت تضم حوالى 800 جندي سويدي.
ويضيف أن "الخطة الحالية تقضي بزيادة الأفراد إلى أربعة آلاف عنصر في زمن الحرب".
وتابع أن "انضمام البلاد للناتو سيردع أي بلد عن مهاجمة الجزيرة"، مشيراً إلى أن" 32 بلدا أقوى من بلد واحد"، في إشارة إلى قوة روسيا مقابل دول الحلف.
وشكل ضم موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014 إنذارا أول حمل على معاودة الاستثمار في الجيش وإعادة فرض الخدمة العسكرية عام 2017 ونشر قوات مجددا في غوتلاند.
وبعد نهاية الحرب الباردة خفّضت البلاد إنفاقها العسكري، لكنها عادت في 2015 لتعزز قدراتها الدفاعية وتسليح جيشيها بعد خطوة القرم.
ويصنّف الجيش السويدي في المرتبة الـ25 بين أقوى جيوش العالم، حيث تقدر ميزانية دفاعه بنحو 8.6 مليارات دولار.
ويمتلك 38 ألف جندي، بينهم 16 ألف قوات عاملة و22 ألف شبه عسكرية، ولديه 204 طائرات حربية و371 مدرعة و49 مدفعا ذاتي الحركة، إضافة إلى 316 وحدة بحرية ضمن أضخم 5 أساطيل بحرية في العالم.
وتصل مساحة السويد إلى 450 ألف و295 كيلومترا مربعا ولديها سواحل طولها 3 آلاف و218 كيلومترا وحدود مشتركة مع دول أخرى طولها ألفان و211 كيلومترا.
الرئيس الأميركي
ودافع الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، عن انضمام السويد وفنلندا"، قائلا إن "هذه الخطوة لا تشكل تهديدا لأي طرف"، في إشارة لموسكو.
وتبدي تركيا معارضة صريحة لانضمام الدولتين الاسكندنافيتين إلى "الناتو"، بسبب ما تعتبره دعما من السويد وفنلندا لعناصر حزب العمال الكردستاني الذي تدرجه أنقرة بقوائم الإرهاب.
ويقول الباحث في العلاقات الدولية جمال عبد الحميد، إن "السويد قد تضطر لتقديم تنازلات من أجل الحصول على موافقة تركيا، إذ أن أنقرة لها عدة شروط بينها: قطع العلاقة مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا".
ويضيف: "الاجتياح الروسي لأوكرانيا أثار مخاوف الدول الأوروبية المجاورة لموسكو من مصير كييف، ومعه تبحث ستكهولم عن مظلة حماية والاستفادة من البند الـ5 من ميثاق الناتو المتعلق بالدفاع عن أي دولة عضو حال تعرضها لهجوم خارجي".
ويردف: "رغم أن السويد لا تحظى قبل الانضمام فعليا للناتو بحماية البند الخامس من معاهدة، إلا أنها تلقت مع فنلندا ضمانات أمنية كثيرة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبولندا".
التعزيزات العسكرية السويدية
وحول التعزيزات العسكرية السويدية في جزيرة غوتلاند ببحر البلطيق، يقول عبد الحميد، إن "ما ساهم في دفع السويد إلى اتخاذ هذه الخطوة برامج بثها التلفزيون الروسي مؤخرا وطرحت فرضيات حول السيطرة على تلك الجزيرة والانطلاق منها لاحقا لاجتياح دول البلطيق".
وتابع أن السويد وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، عمدت إلى اقتطاع مبالغ طائلة من نفقاتها العسكرية لتعزيز قوتها العسكرية، لأنها تعيش حالة من الخوف بسبب نزاع روسيا على سواحل بحر البلطيق. وعقب ضم موسكو جزيرة القرم وعمليتها العسكرية في أوكرانيا لم تجد تلك الدولة أمامها إلا خطوة الناتو لحماية نفسها".
واستدرك: "لكن تلك الخطوة لن تبدد المخاوف وستزيد التوتر العسكري في أوروبا الشمالية، لأن روسيا لن تترك أمنها مستباح للحلف الغربي".
وكان الكرملين قد قال، الاثنين الماضي، إن قرار فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي لن يؤدي إلى تحسين الأمن في أوروبا.
والجمعة، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الجمعة، عزم موسكو تشكيل 12 قاعدة عسكرية في الجزء الغربي من البلاد، ردا على فنلندا والسويد.