أثار إعلان الولايات المتحدة، الجمعة، شطب 5 منظمات من لائحتها السوداء للمنظمات الإرهابية الأجنبية، من بينها الجماعة الإسلامية في مصر، جدلا واسعا واعتبره محللون "قرارا يمنح المنظمات بداية جديدة لعودة نشاطها ولا يحترم أهالي الضحايا".
وضمت المجموعات المشطوبة حركة إيتا الانفصالية الباسكية التي نشطت لفترة طويلة في إسبانيا وفرنسا، حيث ارتكبت عدة اعتداءات، متهمة بالمسؤولية عن مقتل أكثر من 820 شخصا، لكنها حلت نفسها في 2018 بعد 8 سنوات من إعلانها وقفا لإطلاق النار.
وحذفت واشنطن أيضا المجموعة اليهودية "كهانا حي" المرتبطة بالحاخام مئير كاهانا، وكذلك المنظمة الفلسطينية "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس".
كما تم شطب منظمة "أوم شينريكيو" الطائفة اليابانية التي نفذ أعضاؤها الاعتداء الدامي بغاز السارين في مترو طوكيو عام 1995، وكذلك "الجماعة الإسلامية" المصرية التي كان يتزعمها في أحد الأوقات عمر عبد الرحمن الذي توفي في السجن بالولايات المتحدة.
وشطب هذه المنظمات عن اللائحة السوداء لوزارة الخارجية الأميركية لا يعني أنه تم تبييض صفحتها بالكامل في الولايات المتحدة، فهي تبقى في هذه المرحلة على لائحة ثانية، هي لائحة وزارة الخزانة الأميركية التي تتيح أيضا فرض عقوبات لكنها ملزمة بشكل أقل.
"قرار خاطئ"
وحول أسباب الإقدام على هذه الخطوة، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إن السبب المعلن لإلغاء هذه التعيينات من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، هو المراجعة الإدارية الإلزامية كل خمس سنوات والتي كشفت أن هذه المجموعات غير نشطة.
وأضافت تسوكرمان، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "قرار خاطئ، فالتأثير المحتمل للإزالة يعني أن المجموعات قد تصبح أكثر نشاطًا مرة أخرى، ولأنها فقط في الوقت الحالي غير متورطة بشكل مباشر في العنف لا يعني أنها لن تقوم بالتجنيد أو التخطيط أو جمع الأموال أو إعداد ونشر أفكار جديدة".
وأشارت إلى أن "السماح لهم باستئناف النشاط القانوني وجمع الأموال يعني حصولهم على تدفق نقدي واضح ويمكنهم إعادة تشكيل أنفسهم تحت نفس الاسم أو باسم مختلف. قرار لا يحترم أهالي الضحايا سواء في مصر أو اليابان أو إسبانيا".
وتابعت: "من الواضح أن الولايات المتحدة فعلت ذلك ليس بسبب أي التزام ولكن تحت ضغط من المجموعات المهتمة باستئناف النشاط التجاري الطبيعي مع تلك المنظمات الإرهابية، فلا تزال جبهات الإخوان نشطة في الولايات المتحدة واستفادت من الضعف العام في السياسة الخارجية لإدارة بايدن واستعدادها لإرضاء الأنظمة والجماعات وليس فرض مزيد من العقوبات".
وأشارت إلى أنه "رغم كل الأدلة التي قدمتها مصر ودول أخرى حول الضرر الذي تسببه السياسة الأميركية خاصة من قبل الديمقراطيين في دعم هذه الجماعات وميولها المتطرفة، استمر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ومن حوله في تجاهل هذه التحذيرات وعامل الإخوان ومنتسبيها على أنها سلطات شرعية أو معارضة رغم العنف والإرهاب، ومن بعده الآن بايدن".
واعتبرت أن "مجرد أن يكون هناك تفاوض مع إيران حول كيفية رفع جزء أو كل المنظمات التابعة للحرس الثوري أمر صادم من الإدارة الأميركية بالنظر إلى أن يديه ملطخة بالدماء الأميركية".
"ضوء أخضر"
وفي مصر، قال اللواء خيرت شكري، وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس، الذي تم رفعه من قوائم الإرهاب، هو المسمى الذي تم تعديله إلى (جماعة أنصار بيت المقدس)، والتي أطلق عليها (ولاية سيناء) بعد مبايعة أبو بكر البغدادي، خليفة لتنظيم داعش في سوريا والعراق".
وأوضح أن "العالم كله يعلم جرائم هذه الجماعة الإرهابية على أرض سيناء، والتي راح ضحيتها المئات من شهداء الشرطة والقوات المسلحة، ومعنى أن ترفع من قوائم الإرهاب، فهذا يعني إعطائها الضوء الأخضر لممارسة إرهابها ومنح الشرعية الدولية لها".
وتساءل: "ما معنى إحياء الجماعة الإسلامية في مصر بعد عشرات السنين من غيابها، والتي لا تمثل وجودا أو ثقلا على الساحة؟ لماذا تعطيها الإدارة الأميركية الحالية في هذا التوقيت قبلة الحياة من جديد؟".
وختم قائلا: "إذا كانت أميركا تراهن على عملائها في إحداث فوضى داخل البلاد، فإن الشعب المصري خلف قيادته السياسية سيتصدى لكل عملاء الوطن".