أمرت حركة طالبان التي تتولى السلطة في أفغانستان، كافة المذيعات في البلاد بأن يغطين وجوههن أثناء الظهور على شاشة التلفزيون، في خطوة تزيد المخاوف بشأن انتهاك حقوق النساء والتضييق عليهن في الأماكن العامة.
وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن الجهاز المعروف بوزارة شؤون الفضيلة والرذيلة في أفغانستان، أصدرت بيانا يحث المذيعات على تغطية وجوههن، وهو ما أكدته وزارة الإعلام والثقافة بدورها.
وقالت قناة "تولو" التلفزيونية، وهي من كبرى مؤسسات الإعلام في أفغانستان، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن طالبان شددت على أن قرارها "نهائي ولا يقبل التفاوض".
وجرى إرسال القرار إلى مؤسسات إعلامية أخرى في البلاد، بينما أكد مسؤول يعمل في القطاع، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه ليس هناك أي خيار آخر سوى الامتثال للأوامر، تفاديا للوقوع في متاعب مع السلطات.
ونشرت عدة مذيعات في أفغانستان صورهن على منصات التواصل الاجتماعي وهن يضعن كمامات على الوجه، أثناء تقديم برامج على الهواء.
ونشرت يالدا علي، وهي مذيعة مرموقة في أفغانستان، صورة لها وهي ترتدي كمامة سوداء على الوجه، ثم أرفقتها بعبارة تقول إن ما يحصل يشكل "محوا للمرأة"، بناء على أوامر من وزارة شؤون الفضيلة والرذيلة.
لكن تطبيق هذا القرار بدا غير واضح على قناة "شمشد" التلفزيونية، إذ ظهرت إحدى المذيعات وهي ترتدي كمامة، في حين ظهرت أخرى وهي مكشوفة الوجه.
وخلال فترة حكم طالبان الأولى لأفغانستان بين عامي 1996 و2001، ألزمت الحركة النساء بارتداء البرقع، إضافة إلى تغطية العيون بما يشبه الشبكة، فيما منعن من التعليم ودخول الأماكن العامة.
وبعد وصول طالبان مجددا إلى السلطة في أغسطس 2021، رجح متابعون أن تتخذ الحركة سياسات أكثر اعتدالا لنيل رضا المجتمع الدولي، لكن السلطات اتخذت إجراءات وصفت بالمتشددة حيال النساء، خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي وقت سابق من مايو الجاري، أمرت حركة طالبان النساء بارتداء البرقع بحيث لا تظهر منهن سوى الأعين، وفي حال مخالفة هذا القرار، فإن أقاربهن الرجال سيتعرضون لعقوبات تصل حتى السجن.
وأوصت الحركة النساء في أفغانستان بعدم مغادرة البيت إلا في حال اقتضت الضرورة ذلك، بينما منعت الفتيات من إكمال الدراسة بعد الصف السادس، في قرار نكث تعهدات سابقة لسلطات طالبان الجديدة.