تغيرت الخطوط الأمامية في الحرب الأوكرانية، الأحد، إذ أحرزت روسيا بعض التقدم في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا التي تشهد معارك طاحنة، فيما شن الجيش الأوكراني هجوما مضادا قرب مدينة إزيوم الاستراتيجية التي يسيطر عليها الروس.
وفي غرب أوكرانيا بالقرب من الحدود البولندية، قال مسؤولون أوكرانيون إن صواريخ دمرت البنية التحتية العسكرية ليلا، واستهدفت منطقة لفيف انطلاقا من البحر الأسود.
وتقول القوات الأوكرانية إنها حققت سلسلة من النجاحات منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في 24 فبراير، مشيرة إلى وقف القادة الروس هجومهم عل كييف، وخروج القوات الروسية من خاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد.
ومنذ منتصف أبريل الماضي، ركزت القوات الروسية الكثير من قوة نيرانها على دونباس بعدما تخلت عن هدف السيطرة على العاصمة.
وذكر تقييم للمخابرات العسكرية البريطانية صدر الأحد، أن روسيا فقدت نحو ثلث القوة القتالية البرية التي نشرتها في فبراير الماضي.
وقال التقييم إن الهجوم الروسي في دونباس تأخر كثيرا عن الجدول الزمني، ومن المستبعد أن يحرز تقدما سريعا خلال الثلاثين يوما المقبلة.
أسخن نقطة
ويرى متابعون أن استمرار الضغط على إزيوم وخطوط الإمداد الروسية سيجعل من الصعب على موسكو أن تطوق القوات الأوكرانية التي صقلتها المعارك على الجبهة الشرقية في دونباس.
وتقع إزيوم على نهر دونيتس على بُعد 120 كيلومترا من خاركيف على الطريق الرئيسي المتجه إلى جنوب شرق البلاد.
وقال الحاكم الإقليمي أوليه سينجوبوف، في تصريحات على مواقع التواصل الاجتماعي: "تظل أسخن نقطة هي اتجاه إزيوم. قواتنا المسلحة تحولت إلى هجوم مضاد هناك. العدو يتراجع على بعض الجبهات وهذا نتيجة لطبيعة قواتنا المسلحة".
لكن الجيش الأوكراني أقر بحدوث انتكاسات في تحديث صباح الأحد، جاء فيه: "رغم الخسائر ما زالت القوات الروسية تتقدم في مناطق لايمان وسيفيرودونيتسك وأفديفيكا وكوراخيف في منطقة دونباس الأوسع".
ويزعم كل طرف تحقيق نجاحات في ضربات عسكرية في دونباس.
وقال الجيش الأوكراني، إن القصف الروسي لم يتوقف يوم الأحد على عمال مصنع الصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، حيث يتحصن بضع مئات من المقاتلين الأوكرانيين بعد أسابيع من سقوط المدينة في يد الروس.
وقال زيلينسكي إن المحادثات جارية سعيا إلى إجلاء الجنود الجرحى من ماريوبول مقابل الإفراج عن أسرى روس.
ووصلت قافلة ضخمة من السيارات والحافلات تقل اللاجئين من أنقاض ماريوبول إلى مدينة زابوريجيا التي تسيطر عليها أوكرانيا، السبت، بعد الانتظار لأيام حتى تسمح لهم القوات الروسية بالمغادرة.
وقالت إيرينا بيترينكو (63 عاما) التي كانت في القافلة إنهاب قيت هناك في بادئ الأمر للعناية بأمها التي كانت تبلغ من العمر 92 عاما وتوفيت بعد ذلك، وأضافت: "دفناها قبالة منزلها لأنه لم يكن هناك مكان لدفن أحد".
طلب الانضمام إلى "الناتو"
كان أحد أهداف التحرك الروسي في أوكرانيا هو منع الجمهورية السوفيتية السابقة من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
لكن الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتن، يوم السبت بأن بلاده التي تشترك في حدود بطول 1300 كيلومتر مع روسيا، ترغب في الانضمام إلى الحلف لتعزيز أمنها.
ويتوقع أن يؤيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في السويد يوم الأحد خطوة انضمام البلاد إلى الحلف، مما يمهد الطريق لتقديم طلب والتخلي عن عقود من عدم الانحياز العسكري، وذلك في أعقاب العمليات الروسية في أوكرانيا.
وقال الكرملين إن بوتن أبلغ نينيستو بأنه من الخطأ أن تتخلى هلسنكي عن حيادها، مضيفا أن هذه الخطوة قد تضر بالعلاقات الثنائية.
وأعلنت ألمانيا، الأحد، أنها قامت باستعدادات لعملية موافقة سريعة، إذا طلبت فنلندا والسويد الانضمام إلى الحلف.
وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك "يجب أن نتأكد من منح البلدين ضمانات أمنية، ويجب ألا تكون هناك فترة انتقالية ومنطقة رمادية، حيث يكون وضعهما غير واضح".
وتعرضت روسيا كذلك لعقوبات اقتصادية، فيما تعهدت دول مجموعة السبع يوم السبت "بممارسة مزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية على موسكو" وتزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.
وفي دلالة أخرى على التضامن الدولي، قام أعضاء جمهوريون من مجلس الشيوخ الأمريكي بزيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى كييف، وقال زيلينسكي إن الوفد ناقش المزيد من تشديد العقوبات على روسيا.