أكد وزراء التحالف الدولي لهزيمة داعش، خلال اجتماعهم اليوم في مدينة مراكش المغربية، عزمهم المشترك على مواصلة القتال ضد الجماعة الإرهابية، التي ما تزال تمثل "تهديدا مستمرا".
وجاء في بيان مشترك عن الاجتماع الوزاري للتحالف ضد داعش، أن الوزراء رحبوا "بالاجتماع الأول للتحالف العالمي لهزيمة داعش الذي يعقد في إفريقيا، وأكدوا مجددا عزمهم المشترك على مواصلة القتال ضد داعش من خلال الجهود العسكرية والمدنية التي تساهم في الهزيمة الدائمة للجماعة الإرهابية".
وشدد الوزراء معا على حماية المدنيين كأولوية وعلى الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وكذلك قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، في جميع الظروف.
وقال الوزراء إن "ضمان الهزيمة الدائمة لداعش في العراق وسوريا يظل الأولوية الأولى لهزيمة داعش"، مبرزين أنه "على الرغم من الانتكاسات الكبيرة التي عانت منها قيادة داعش خلال الماضي القريب، فإن التنظيم يواصل شن هجمات في العراق وسوريا ويمثل تهديدا مستمرا، كما يتضح من الهجوم الواسع على معتقل الصناعة في شمال شرق سوريا في يناير 2022".
وأكدوا مجددا "أهمية تخصيص الموارد الكافية لدعم جهود التحالف والقوات الشريكة الشرعية. سيستمر التحالف في تقديم الدعم لقوات الأمن العراقية، بما في ذلك البشمركة والشركاء المحليين في سوريا. الجهود التي يقودها المدنيون، بما في ذلك المنع، والاستقرار، ومكافحة تمويل الإرهاب، والروايات المضادة، ومحاكمة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وإعادة التأهيل وإعادة الإدماج، ضرورية بشكل متزايد لتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش".
وتطرق الاجتماع كذلك إلى الحاجة إلى تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب بقيادة مدنية في العراق، والحاجة إلى ضمان حلول مستدامة طويلة الأجل لمقاتلي داعش وأفراد أسرهم في شمال شرق سوريا، بما في ذلك الإجراءات القانونية المناسبة لضمان محاسبة المذنبين بارتكاب جرائم.
وفي سوريا، يضيف البيان: "يقف التحالف إلى جانب الشعب السوري لدعم تسوية سياسية دائمة بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254. ويواصل دعم التعافي المحلي الشامل وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من داعش وجهود المصالحة وإعادة الإدماج لتعزيز الظروف المواتية لحل سياسي على مستوى سوريا للنزاع بموجب معايير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
كما أقر الوزراء "بالحاجة إلى مواجهة التهديد المتطور لداعش في إفريقيا، ورحبوا بالاجتماعات الثلاثة الأولى لمجموعة التركيز الإفريقية، التي عُقدت في بروكسل وروما ومراكش. تحت رعاية التحالف الدولي لهزيمة داعش، ستعزز مجموعة التركيز الإفريقية قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها المدنيون للأعضاء الأفارقة في تحالف هزيمة داعش من خلال الاستفادة من تجارب التحالف في العراق وسوريا، والاستفادة من الدروس المستفادة، حسب الاقتضاء، من حملة هزيمة داعش هناك إلى القارة الإفريقية. يشمل هذا الجهد تبادل التقييمات حول تهديد داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى في القارة الإفريقية والتنسيق والتعاون بشأن أكثر الأساليب فعالية وكفاءة لمعالجة هذه القضايا، بما في ذلك من خلال تبادل المعلومات الاستباقي وإدارة الحدود، وكذلك تحقيق الاستقرار، ومشاريع الوقاية والقضاء على التطرف".
وفي الختام، شدد الوزراء على أهمية معالجة الأسباب الكامنة وراء انعدام الأمن في إفريقيا، مع التأكيد على أن أي حل دائم لوقف انتشار داعش في القارة سيعتمد في المقام الأول على السلطات الوطنية، فضلاً عن الجهود والمبادرات الإقليمية الفرعية والإقليمية، مشيرين بقلق إلى انتشار الجهات الفاعلة غير الحكومية، بما في ذلك الحركات الانفصالية، والشركات العسكرية الخاصة في إفريقيا التي تولد زعزعة الاستقرار وزيادة ضعف الدول الإفريقية.