قلق يتزايد داخل الجيش الأوكراني من قيام روسيا بإنشاء مناطق حظر جوي في منطقة دونباس لمنع الطائرات الأوكرانية من التحليق بالمنطقة، أرجعه محللون إلى أنه "يحد من قدرة كييف على دعم قواتها البرية وفقدان السيادة".
وبينما تتحدث تقارير غربية عن تقدم روسي بطيء في المنطقة خشية القتال خارج خطوط الإمداد الخاصة بهم، كشفت عن جهود مكثفة لإدخال المزيد من بطاريات الدفاع الجوي وطائرات بدون طيار الروسية S-400، فضلاً عن الغطاء السحابي المنخفض في المنطقة ما يترك الطيارين الأوكرانيين معرضين للخطر.
ووفق مجلة "فورين بوليسي" فإن مناطق الدفاع الجوي الروسية أدت إلى تعقيد الخطط العسكرية الأوكرانية لطلب المزيد من الطائرات المقاتلة المملوكة للولايات المتحدة والغرب، خاصة طائرات ميغ- 29 التي تعود إلى الحقبة السوفيتية حيث يأمل الجيش الأوكراني في استخدام طائرات جديدة لإجبار الطائرات الروسية للهبوط على ارتفاع يمكن استهدافه بواسطة بطاريات صواريخ أرض جو أو صواريخ ستينغر المحمولة على الكتف.
ونقلت عن مسؤول عسكري أوكراني أن "الطائرات الأوكرانية واجهت تهديدات من أنظمة مضادة للطائرات روسية مطورة، مما استلزم إعادة تخزين الطائرات. لا نفقد طائراتنا كل يوم، لكننا نفقدها، وبالطبع نحن بحاجة إلى إمدادات جديدة من هذه الطائرات".
قلة إمدادات وفقدان السيادة
وتعقيبًا على ذلك، قال المحلل التشيكي الكندي المتخصص في الشؤون الأمنية والسياسية الدولية، ميتشل بيلفر، إن فكرة أن روسيا ستفرض منطقة حظر طيران على شرق أوكرانيا تعني استراتيجية نهاية اللعبة من موسكو.
وأضاف بيلفر، وهو مدير مركز المعلومات الخليجي الأوروبي في روما، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية": "ستركز روسيا تحرك قواتها في بطارياتها المضادة للطائرات وبالتالي تمنع أوكرانيا من أن تكون قادرة على إعادة إمداد قواتها البرية من الجو وكذلك تقليل قدراتها الهجومية على أهداف داخل روسيا. كما أنه يبعث برسالة قوية للغاية مفادها أن شرق أوكرانيا لم يعد تحت السيطرة السيادية لكييف".
وأكد على أن "أوكرانيا تكثف جهودها بشدة لتجنب فقدان السيطرة على سماء الأجزاء الشرقية من البلاد. ونظرًا لأن الناتو غير راغب في فرض منطقة حظر طيران على أي جزء من أوكرانيا، فإن التفوق الجوي سيذهب بالتالي إلى الروس".
ضم لوهانسك ودونيتسك
ولفت إلى أن "هناك فرصة كبيرة أن يعلن بوتين ضم دونيتسك ولوهانسك في عيد النصر 9 مايو. لكن هذا لن ينهي الحرب بالضرورة. أيضًا، بحكم الأمر الواقع، نجح الروس في انتزاع تلك الأراضي بعيدًا عن أوكرانيا منذ عام 2014. السؤال الأكبر سيكون أين خطوط وقف إطلاق النار عندما تنتهي الحرب أخيرًا".
وأوضح أن "التغيير التكتيكي لروسيا وكذلك التغيير في أهدافها الاستراتيجية يعكسان الرغبة في إنهاء الحرب بسرعة بمكاسب محدودة أكثر. ومع ذلك، نظرًا لشدة الحرب وحقيقة أن القوات الأوكرانية صدت روسيا في مواقع رئيسية، قد يعني أيضًا أن حربًا أطول تلوح في الأفق حتى لو كانت روسيا تعتزم تعزيز انتصارها في الشرق. هذه الحرب لا تزال غير متوقعة مثل كل الحروب".
ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" فإنه خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدا احتمال حصول أوكرانيا على المزيد من الطائرات المقاتلة مرجحًا بشكل متزايد، لافتة إلى أن سلوفاكيا وبولندا توصلتا إلى اتفاق يسمح لطائرات F-16 البولندية بتسيير دوريات في الأجواء السلوفاكية وإمكانية تحرك طائرات ميغ المقاتلة السوفيتية لأوكرانيا.
وأوضحت أنه "مع استمرار عدم سيطرة روسيا على سماء أوكرانيا بعد حوالي 70 يومًا من الحرب التي قدر مسؤولو المخابرات الغربية في البداية أنها قد تنتهي في غضون ساعات، لا يزال الطيارون الروس قلقين من دخول المجال الجوي الأوكراني لشن غارات، خوفًا من الصواروخ أرض-جو، مشيرة إلى أن "الغربيين يعتقدون أن معظم الضربات الروسية يتم إطلاقها من غرب روسيا أو من البحر الأسود. ويمكن أن تتحسن الدفاعات الجوية الأوكرانية مع وصول المزيد من بطاريات الدفاع الجوي من أوروبا الشرقية ودبابات الدفاع الجوي الألمانية".
واعتبرت أن "الطلعات الجوية الأوكرانية ساعدت على إبقاء طائرات الميغ النفاثة على قيد الحياة، ونقلها حتى لا تتمكن روسيا من تحديد موقعها وتدميرها. لكن جزءًا من استراتيجيتها هو أيضًا محاولة إجبار الروس على الطيران على ارتفاعات مختلفة، مما يمنح الأوكرانيين فرصة أفضل لضرب الطائرات الروسية بصواريخ أرض جو حيث أعلن الجيش الأوكراني تدمير 194 طائرة و155 طائرة هليكوبتر و271 طائرة مسيرة روسية منذ بداية الحرب".