في خطوة مفاجئة، كشفت وسائل إعلام غربية عن تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، جنرالا جديدا لقيادة الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي اعتبره مراقبون "بدايةً لشهر حاسم لإتمام سيطرة موسكو على الشرق قبيل 9 مايو الذي تحتفل به كعيد للنصر".
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين غربيين أن بوتن عيّن الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، قائدًا لمسرح العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، دون تأكيد روسي حتى الساعة.
"دفورنيكوف"، البالغ من العمر 60 عامًا، كان أول قائد للعمليات العسكرية الروسية في سوريا، بعد أن أرسل بوتن قوات هناك في سبتمبر 2015 لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، حتى يونيو 2016، حيث تمكن من دعم دمشق في السيطرة على شرق حلب بعدما كان خاضعًا للمعارضة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الأحد إنه يتوقع أن يعمد الجنرال الروسي ألكسندر دفورنيكوف إلى تدبير جرائم وأعمال وحشية بحق المدنيين الأوكرانيين. ولم يذكر سوليفان أي دليل.
ووفق محللين، فإن الهدف الأسمى الذي تسعى إليه روسيا هو تحقيق بعض التقدم الملموس على ساحة المعركة قبل يوم النصر في 9 مايو، حيث يتم إحياء المناسبة تقليديًّا باستعراض في الساحة الحمراء بموسكو، بينما اعتبر آخرون أن تعيين قائد عام جديد للحرب الروسية في أوكرانيا لأول مرة محاولة لخلق استراتيجية أكثر تماسكًا.
إنقاذ الحرب
وقال المحلل الكندي التشيكي المتخصص في الشؤون الأمنية والسياسية، ميتشل بيلفر، إنه "إذا تم تأكيد تعيين دفورنيكوف، سيظهر ذلك أنّ موسكو تحاول إنقاذ الحرب وتحقيق مكاسب إضافية على الأقل".
وأضاف بيلفر، وهو مدير مركز المعلومات الخليجي الأوروبي في روما، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "دفورنيكوف جندي مخضرم، ومع ذلك، أوكرانيا ليست سوريا والتحرك لتعيين دفورنيكوف يشير إلى أن الكرملين يتدافع من أجل أي شخص لديه خبرة في ساحة المعركة لمحاولة تحقيق أي نوعٍ من الانتصار حتى لو كان على قطعة صغيرة جدًّا من الأراضي الأوكرانية".
وتابع: "في الوقت الحالي، ومن المفارقات إلى حد ما، أن روسيا تخاطر بفقدان مناطق أوكرانيا التي سيطرت عليها سابقًا بعد غزو 2014 في دونباس".
وأشار إلى أن "المجهودات الحربية الروسية غارقة في الرمزية. استخدام مصطلح نازي لتعريف زيلينسكي، والموقف المعلَن بأن العمليات الروسية كانت تهدف إلى إنهاء "الأنشطة النازية" في أوكرانيا، كلها تشير إلى حقيقة أن موسكو ستحاول الاستفادة من يوم النصر في 9 مايو لإنهاء العملية.. ستكون روسيا في أمس الحاجة إلى تحقيق نصر قبل ذلك الحين".
ولفت إلى أن "حكومة بوتن تتطلب مثل هذه العظمة من أجل حشد السكان وراء العديد من قضاياها. تأتي الحرب في أوكرانيا مع زيادة المعارضة الداخلية لروسيا، وكان من المأمول استخدام يوم النصر كوسيلة للالتفاف حول علم النصر على أوكرانيا أيضًا".
قبل أن يستدرك: "ومع ذلك، يذكرنا الاستراتيجي الألماني الشهير فون مولتك، بأنه لا توجد خطة قتالية تنجو من الاتصال بالعدو.. أوكرانيا ليست مستعدة للتنازل، وقد لا تحقق الحكومة الروسية الفوز الذي تبحث عنه. من المحتمل أن يكون 9 مايو 2022 يومًا مهيبًا في روسيا بدلًا من النصر الذي تخيّلوه في خوض هذه المغامرة".
تحديات تواجه أوكرانيا
والسبت، قال الجيش الأوكراني إن "العدو الروسي يواصل الاستعداد لتكثيف عملياته الهجومية في الشرق الأوكراني وبسط سيطرته التامة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس".
ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، فإن أوكرانيا تستعد لمرحلة جديدة من المعارك أكثر تحديًا في حربها لصد العملية الروسية، حيث ستجعل التضاريس والمساحات المفتوحة الواسعة في الشرق من الصعب على الأوكرانيين إدارة عمليات حرب العصابات كما فعلوا في غابات الشمال والغرب.
وأوضحت أن "الأوكرانيين قد يجدون أنفسهم في مواجهة قتالٍ أكثر صرامة في تضاريس الشرق مما فعلوه في الشمال، حيث وفّرت الأشجار غطاءً للمقاتلين المدججين بالسلاح للتسلل خلف الخطوط الروسية لإطلاق النار على الدبابات والمركبات المدرعة، باستخدام أسلحة مضادة للدبابات مثل صواريخ جافلين".
وأشارت إلى أن شكل المعارك سيتوقف على مدى قدرة الروس على تصحيح الأخطاء التي ارتكبوها في المرحلة الأولى من العملية، والتي تتراوح من فشل خطوط الإمداد والتحديات اللوجيستية وسوء التخطيط إلى حجم القوات غير الكافية.