لا يتوقف الغرب عن دعم أوكرانيا بمساعدات عسكرية ومالية غير مسبوقة، وهو ما قد يفضي إلى تحويلها لـ"أفغانستان أوروبا"، بحسب خبراء.

ويعتقد هؤلاء  أن المساعدات الغربية ستطيل أمد العملية الروسية وتحولها إلى "حرب استنزاف" تدفع كييف كما موسكو ثمنها الباهظ.

وبجانب واشنطن التي أعلنت، الخميس، قائمة بالأسلحة التي قدمتها لكييف، تعهدت لندن بإرسال المزيد، كما قدمت سلوفاكيا منظومة الدفاع الجوي "إس 300" روسية الأصل للأوكرانيين.

فما سر تلك المساعدات غير المسبوقة؟ وهل تدفع أوكرانيا ثمنها أما أنها مجانية؟

مساعدات واشنطن.. لماذا؟

منذ بداية الحرب قدمت أميركا لأوكرانيا أكثر من 1.7 مليار دولار في صورة مساعدات أمنية، و2.4 مليار دولار منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه بحسب مذكرة وزعها البيت الأبيض، الخميس.

وطبقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن قائمة الأسلحة الأميركية تضمنت: 1400 وحدة من منظومة "ستينغر" المضادة للطيارات، و5000 وحدة من منظومة "جافلين" المضادة للدروع، و7 آلاف وحدة من الأنظمة المضادة للدروع الأخرى، ومئات الطائرات المسيّرة من طراز "سويتش بليد".

وشملت القائمة أيضا 7 آلاف قطعة من الأسلحة الصغيرة، و50 مليون قطعة ذخيرة، و45 ألف درع واقية وخوذة، وأنظمة صواريخ موجهة بالليزر، وأنظمة "بوما" الجوية بدون طيار، وأربعة رادارات مضادة للمدفعيات، وأربعة رادارات مضادة لقذائف الهاون، ومركبات مدرعة متعددة الأغراض.

وفيما خصصت واشنطن، الخميس، مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 100 مليون دولار، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة، وضع منظومة الدفاع الجوي "باتريوت" في سلوفاكيا تعويضا للأخيرة عن منظومة مماثلة قدمتها لكييف.

"ثمن الهدايا وفوائدها"

ويقول الباحث الروسي، أندريه بارانوف، إن مجلس الشيوخ الأميركي وافق على مشروع قانون بشأن "الإعارة والتأجير"، وتفعيل برنامج يسمى بـ"ليند ليز"، لتبسيط تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا.

ويضيف أن "واشنطن خصصت بالفعل 1.7 مليار دولار بطلب من الرئيس الأوكراني، وسيكون على كييف دفع ثمن الهدايا الأميركية مع فوائد، ولن يفعل ذلك بالطبع (الرئيس فولوديمير) زيلينسكي وفريقه إنما الأجيال القادمة من الأوكرانيين".

أما كبير الباحثين في أكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير فاسيليف، فيقول إن الولايات المتحدة من خلال تطبيق "ليند ليز" "تعمل على تحويل أوكرانيا إلى أرض لمواجهة مديدة أو "أفغانستان أوروبية".

ويضيف: "واشنطن لا تدفع شيئا بدون مقابل فهي تريد استنزاف روسيا وتحويل كييف إلى مستنقع على غرار كابل".

أخبار ذات صلة

بريطانيا تقدم سلاحا جديدا لأوكرانيا
المساعدات الغربية.. هل تقلب الطاولة على روسيا في أوكرانيا؟

دعم بريطاني

وبجانب واشنطن، قدمت بريطانيا مساعدات ضخمة لأوكرانيا، وأعلن رئيس وزرائها بوريس جونسون، الجمعة، تعزيز المساعدة العسكرية لأوكرانيا عبر إرسال صواريخ إضافية مضادة للدروع وطائرات مسيرة.

كانت بريطانيا أرسلت بالفعل نحو 6 آلاف صاروخ إضافي لأوكرانيا، بالإضافة إلى 3615 من الأسلحة الخفيفة (NLAW) المضادة للدبابات، كما أرسلت متخصصين بريطانيين لتدريب القوات الأوكرانية.

وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن لندن تعهدت بمضاعفة عدد الصواريخ إلى أوكرانيا عن طريق إرسال 6000 إضافية، وإرسال 25 مليون جنيه إسترليني إضافية إلى الجيش الأوكراني.

أما سلوفاكيا، فأعلنت الجمعة، إرسال منظومة "إس ـ 300" الصاروخية روسية الصنع إلى أوكرانيا، لكن بعد توفير بديل أميركي، وهو ما أعلنه وزير الدفاع الأميركي، وضع منظومة "باتريوت" في سلوفاكيا.

ومن موسكو، يقول المتخصص في الشأن الروسي أشرف الصباغ "إن روسيا بحربها في أوكرانيا كشفت عن وجه غير مريح، بل وجه مخيف لأوروبا، وبالتالي، فكل المساعدات التي قدمتها الآن ولاحقا هي إحدى وسائل الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها وحضارتها ضد أي هجوم روسي".

ويضيف في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية": "نجحت الدول الأوروبية بدرجات كبيرة في إقناع شعوبها بأن دعمها المالي والعسكري والتقني واللوجستي لأوكرانيا هو أحد خطوط الدفاع عنهم ضد أي هجوم روسي".

جدوى المساعدات العسكرية

وعن تعزيز المساعدات لقدرات أوكرانيا ضد روسيا من عدمه، يقول الصباغ: "المساعدات المالية الضخمة والدعم العسكري الأضخم، عززا قدرات أوكرانيا، سواء على مستوى القوات المسلحة النظامية أو على مستوى القطاعات والتراكيب والهياكل العسكرية المسلحة التي تقوم بعمليات خاصة ونوعية ضد القوات الروسية".

وواصل حديثه: "أعتقد بأن كفة المقاومة تميل لصالح هذه القطاعات والهياكل التي تلعب دورا مهما للغاية في العمليات القتالية، وربما تكون هي التي أجبرت القوات الروسية على الانسحاب من ضواحي كييف ومن المدن الأخرى التي حاولت روسيا احتلالها والتمسك بها في وسط وغرب أوكرانيا، ومن ثم تمت إعادة قواتها إلى شرق وجنوب أوكرانيا".

ويشير إلى أن المساعدات الغربية المالية والعسكرية "غيّرت بالفعل من موازين القوى، وسوف تغير الكثير في المستقبل، سواء على مستوى الجيوش النظامية أو على القدرات العسكرية الأوكرانية".

وأضاف: "لا شك أن روسيا غيّرت من استراتيجيتها العسكرية والسياسية، وخفَّضَت سقف توقعاتها التي كانت تحلم بها مع بدء غزوها لأوكرانيا".

ويؤكد الصباغ أن "روسيا اضطرت لتغيير خططها خلال الأسبوع الخامس من الهجوم حتى لا تقع في نفس الفخ الأفغاني -السوفيتي أو الفخ السوري- الروسي الحالي، ومع ذلك فلا توجد أي ضمانات لعدم استمرار استنزاف روسيا وقواتها في أوكرانيا".