تبادَلت موسكو وكييف الاتهامات حول استخدام الصاروخ الباليستي "توشكا- يو" الذي يصفه خبراء عسكريون بـ"المرعب والفتاك" خلال الحرب الحالية.
ونشبت معركة كلامية بين الطرفين، وصلت إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة حيال نشر تقارير بأن الجيش الروسي أعاد للخدمة الصواريخ التكتيكية توشكا "Tochka-U" في أوكرانيا، لكن موسكو نفت ذلك.
تفاصيل المعركة
قبل أيام، انتشرت صور ومقاطع فيديو عبر وسائل التواصل تظهر رتلًا من المركبات الروسية تتحرّك من ريشيتسا باتجاه جوميل الأوكرانية، بعضها يحمل صواريخ كبيرة رُفِعت على عربات عسكرية لضرب أهداف عسكرية، وقالت كييف إنها قصفت مناطق سكنية في أفدييفكا.
وتقول إنّ القوات الروسية قصفت المناطق السكنية في أفدييفكا بالمدفعية وصواريخ "توشكا يو"، لافتة إلى أن الروس يستهدفون الأحياء السكنية في لوغانسك بالأسلحة الثقيلة.
أما روسيا، فردّ المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، معبرا عن خيبة أمله إزاء صمت الزعماء الأوروبيين والولايات المتحدة بشأن قصف وسط مدينة دونيتسك من قبل الأوكرانيين، "والفظائع التي ترتكب هناك من قبل الجيش الأوكراني" بالقنابل العنقودية وصواريخ توشكا.
كان وسط مدينة دونيتسك تعرض للقصف الاثنين الماضي، أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 36 آخرين.
وقال زعيم المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا، دينيس بوشيلين، إن الصاروخ كان مزودا بذخائر عنقودية.
أما عمدة دونيتسك، أليكسي كوليمزين، فيقول إن صاروخًا من طراز "توشكا-يو" الأوكراني قد أسقط بالقرب من مقر الحكومة بوسط المدينة.
ويضيف أن الصاروخ "توشكا-يو" هو صاروخ أوكراني عنقودي، يفتح في الهواء، وينثر ذخائره فوق مساحة كبيرة، فتنفجر حين وصولها إلى الأرض، وهو ما يلحق أضرارًا جسيمة بالبشر والمنشآت.
كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، إنّ قصف دونيتسك بالقنابل العنقودية يشير إلى أن هدف القوات الأوكرانية هو قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين.
وتستخدم القوات الأوكرانية هذه الصواريخ التكتيكية السوفيتية الصّنع، لقصف المنشآت المدنية ومواقع البنية التحتية الحيوية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، حسب الدفاع الروسية.
لجنة تحقيق
وفي 30 مارس الماضي، أعلنت الأمم المتحدة تعيين لجنة مستقلة من ثلاثة خبراء في مجال حقوق الإنسان للتحقيق في احتمال ارتكاب جرائم وانتهاكات خلال الصراع في أوكرانيا، بناءً على طلب كييف وحلفائها الغربيين.
وفي 16 مارس، أكد المسؤولون الروس في رسالتهم إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة أن الصواريخ التكتيكية Tochka-U ليست في الخدمة في القوات المسلحة الروسية.
وجاء في الرسالة: "تجدر الإشارة إلى أن صواريخ Tochka-U التكتيكية ليست في الخدمة في القوات المسلحة الروسية".
وأضافت الدفاع الروسية: "تم سحب نظام الصواريخ الباليستية قصير المدى Tochka-U رسميًّا من الخدمة في الجيش الروسي في عام 2019".
لكن حسب مراقبين، فإن العملية العسكرية أجبرت موسكو على إعادة هذا الصاروخ للخدمة مرّة أخرى.
ما هو صاروخ "توشكا"؟
"توشكا" هو نظام إطلاق صواريخ متنقل، مصمم ليتم نشره مع وحدات قتالية برية أخرى في ساحة المعركة.
ويمكن استخدام الصاروخ لشنّ ضربات دقيقة على أهداف تكتيكية للعدو، مثل مراكز التحكم والجسور ومرافق التخزين وتجمعات القوات والمطارات، حسب تقارير عسكرية.
ويمكن استبدال الرأس الحربي المتشظّي برأس حربي نووي أو بيولوجي أو كيميائي، كما أنه يعمل بالوقود الصلب، وهو ما يسهّل صيانة ونشر الصاروخ.
كما أنّه صاروخ باليستي تكتيكي محمّل على منصة صواريخ متنقلة من طراز TEL قبل إطلاقه، ويستخدم نظام الملاحة بالقصور الذاتي والتوجيه الرقمي.
مواصفات أخرى
وبدأ استخدام "توشكا - يو" في 1981 ويبلغ مداه نحو 70 كليومترًا بالنسبة إلى النسخة A، ويصل إلى 185 كليومترًا في النسخة C، تمّ صنعه ليحلّ محل سلسلة صواريخ "فروج-7" الروسية غير الموجهة.
والجيل الأول للصاروخ يبلغ طوله 5.6 أمتار وقطره 65 سم، ويصل وزنه إلى 2 طن، كما أن سرعته تبلغ 5 أضعاف سرعة الصوت.
ويعمل الصاروخ بالوقود الصلب ويمكن إطلاقه بشكل عامودي، ويمكن تجهيزه وإطلاقه في خلال 15 دقيقة.
وعلى الرغم مِن أن إنتاجه بدأ منذ 45 عامًا، فإنّ النظام الصاروخي "توتشكا"، وفقا لخبراء عسكريين، هو حاليًّا أحد أكثر الأنظمة فاعلية من فئته.
ويعتبر صاروخ "توشكا" من الصواريخ ذات الكفاءة في إصابة الأهداف، فمن حيث الخصائص فهو من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى المصنوعة في روسيا.
كما تتميّز منظومة الصواريخ من نوع Tochka بقدرتها على حمل أنواعٍ مختلفة من الرؤوس المتفجرة يصل وزنها إلى أكثر من نصف طن، كما ينفجر فوق الهدف بـ16 مترًا ما يخلق قوة تدميرية عالية.
وأجريت أول تجربة إطلاق عام 1971 حيث أُطلق صاروخان وتكللت العملية بالنجاح، واستمر مسلسل الاختبارات حتى 1973 ودخل الخدمة الفعلية في الجيش السوفيتي عام 1976.
وبالرّجوع إلى الصور المنتشرة واستخدامه من قبل الجيش الروسي، فحسب تقارير صحفية، فهي تعود لتدريبات أقامها الجيش الأوكراني في منطقة خيرسون شرق أوكرانيا في أبريل 2021.