"عندما تسمع (صوت) طائرة مسيّرة، لديك 5 ثوان لكي تغادر مكانك وتركض، فالصاروخ يطير بهذه السرعة"، هذه نصيحة يقدمها الجيش الأوكراني لجنوده.
وجاءت هذه النصيحة ضمن قائمة نصائح الجيش الأوكراني لجنوده لمواجهة خطر استخدام الهواتف المحمولة في مواقع القتال، بحسب تقرير لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وظهرت أدلة جديدة على استخدام شبكات الهواتف كأداة في الحرب المستعرة بأوكرانيا منذ نهاية فبراير، إذ يتتبع كل طرف هواتف الطرف الآخر.
ومن الممكن أيضا أن تحدد بعض أنظمة التتبع موقع الهاتف المحمول مباشرة، عند اتصال أجهزة المحاكاة به، وعلى سبيل المثال يمكن فعل ذلك عن طريق الوصول إلى نظام تحديد الموقع العالمي الخاص بالهاتف.
وأيا كانت الوسيلة المستخدمة في التتبع، فكلها تنتهي بالحصول على نتيجة معقولة لحد ما لتحديد موقع مَن يستخدم الهاتف، لكن التفاصيل الدقيقة لهذه الأنظمة تبقى أسرارا عسكرية طي الكتمان.
لكن بات من المعروف أن الروس يستخدمون في أوكرانيا منظومة "ليير 3"، المكوّنة من طائرتين مسيّرتين ومركز قيادة في شاحنة عسكرية، لتتبع مواقع القوات الأوكرانية.
ويمكن لهذه المنظومة رصد أكثر من 2000 هاتف محمول في مدى يصل إلى 5.4 كيلومتر، مما يتيح إمكانية العثور على مجموعة كاملة من القوات المعادية.
ويعتقد أن القوات الأوكرانية تستخدم تقنية مماثلة.
وفي منتصف مارس الماضي، قال مسؤولون أميركيون لصحيفة "نيويورك تايمز" إن جنرالا روسيا واحدا على الأقل قُتل بعد أن التقطت المخابرات الأوكرانية مكالمة هاتفية أجراها.
ووجود مثل أنظمة حرب إلكترونية كهذه يعني أن رنين الهاتف أصبح "نسخة رقمية لإشعال سيجارة بلا مبالاة في الليل"، وهو تشبيه استخدمه باحثون في جامعة كوبنهاغن الدنماركية للدلالة على خطورة استخدام الهاتف في أماكن القتال.
وأصدر الجيش الأوكراني نصائح لجنوده الذين يقاتلون الانفصاليين المدعومين من روسيا في إقليم دونباس جنوب شرقي البلاد، بشأن استخدام الهاتف المحمول، ومنها:
- اترك هاتفك وشريحته في المنزل.
- إذا أردت إجراء مكالمة هاتفية، ابتعد لمسافة 400-500 متر عن مواقع القوات.
- لا تذهب بمفردك، اصطحب معك صديقا مسلحا لتغطيتك.
- أفضل مكان لإجراء مكالمة هاتفية هو المواقع التي يوجد بها الكثير من المدنيين، ويفضل أن يكون ذلك في البلدات المحررة حديثا.