أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الثلاثاء أن روسيا أعادت تموضع "عدد قليل" من قواتها قرب كييف، لكنها لم تنسحب وربما تحضر للقيام ب"هجوم كبير" في مكان آخر من أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي "نشهد عدداً صغيراً (من الجنود الروس) يبدو أنهم يبتعدون الآن عن كييف، في اليوم نفسه الذي قال فيه الروس إنهم ينسحبون" من هناك.
وكان كيربي يتحدث بعد ساعات فقط من إعلان نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فورمين، أن روسيا ستقلص عملياتها العسكرية باتجاه كييف ومدينة تشرنيغيف الشمالية، عقب تحقيق تقدم في محادثات السلام في إسطنبول.
وعلق كيربي "ما بإمكاني إبلاغكم به هو أن الغالبية العظمى من القوات المحتشدة ضد كييف التي رأيناها ما تزال في مكانها"، مضيفا لقد رأينا فقط عددا صغيرا بدأ بالتحرك بعيدا عن كييف".
وتابع كيربي أن "روسيا فشلت في هدفها بالاستيلاء على كييف"، لكن "هذا لا يعني أن التهديد المحيط بكييف قد انتهى".
وقال "لسنا مستعدين لتسمية هذا بالتراجع أو حتى بالانسحاب"، موضحاً "نعتقد أن ما يدور في أذهانهم على الأرجح هو إعادة التموضع لتعزيز موقع آخر".
وأضاف "كان هناك تزايد في النشاط الهجومي" من قبل القوات الروسية في منطقة دونيتسك الانفصالية.
وإلى جانب البنتاغون، قوبل الإعلان الروسي بالتشكيك أيضا من قبل البيت الأبيض.
وقالت كيت بادينغفيلد، مديرة اتصالات البيت الأبيض للصحافيين "يجب أن تكون لدينا رؤية واضحة بشأن حقيقة ما يحدث على الأرض، ولا ينبغي أن ينخدع أحد بالتصريحات الروسية".
وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك جدول زمني يتم وضعه لرفع العقوبات مقابل إحراز تقدم، قال بادينغفيلد "لا أعلم ان كان النشاط الروسي حاليا يستحق الجزرة. لقد كان تركيزنا بشكل كبير على العصا".
حيلة أم عربون ثقة؟
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن بعض المحللين يرون أن موقف موسكو قد يكون حيلة تكتيكية، وليس تنازلا، لا سيما في ظل توقف تقدم الروس شمالي أوكرانيا.
وقال ديبلوماسيون ومحللون إن روسيا تبدو أكثر واقعية في نظرتها لمسار الحرب، لكنها ليست في عجلة من أمرها حتى تقوم بإنهاء العمليات العسكرية.
وكتبت الصحيفة الأميركية أن المسؤولين الأوكرانيين ألمحوا لأول مرة إلى إمكانية التنازل عن أراض لفائدة روسيا، في إشارة إلى مستقبل كل من إقليم دونباس، وحتى موقف كييف من سيادة روسيا على شبه جزيرة القرم الذي جرى ضمه في 2014.